icon
التغطية الحية

سلفيون مناهضون لـ"تحرير الشام": الجولاني طاغية إدلب

2021.06.06 | 06:44 دمشق

aljwlany_2.jpg
إدلب - خالد الخطيب
+A
حجم الخط
-A

يواصل أنصار تنظيم "حراس الدين" وجماعة السلفيين المستقلين والمنشقين السابقين حربهم الكلامية ضد "هيئة تحرير الشام" وزعيمها أبو محمد الجولاني، وفي الميدان يضيق الخناق أكثر على خصوم "الجولاني" الذي رفع مؤخراً عصا الطاعة على تنظيم "أنصار الإسلام" في إدلب، واعتقل جهازه الأمني عدداً من قادة الأنصار على هامش الحملة الأمنية التي استهدفت ما قالت عنهم "تحرير الشام" عملاء النظام في مناطق إدلب.

طاغية إدلب

اعتقلت الهيئة عدداً من قادة "أنصار الإسلام"، بينهم عمار الكردي وأبو علي القلموني وعبد المتين الكردي وأبو عبد الرحمن الشامي، وأُسس تنظيم "أنصار الإسلام" في العام 2014 في ريفي دمشق والقنيطرة جنوبي سوريا، ويضم التنظيم عند التأسيس ثلاثة تشكيلات، هي لواء أسامة بن زيد ولواء العز بن عبد السلام وكتيبة العاديات، وفي شباط/فبراير من العام 2015، أعلن التنظيم تأسيس القطاع الشمالي في إدلب، ومركز ثقل القطاع الشمالي من حيث الانتشار العسكري في مناطق ريف اللاذقية الشمالي.

ويعتبر "أنصار الإسلام" جزء من "غرفة عمليات وحرّض المؤمنين" التي شُكلت في تشرين الأول من العام 2018، إلى جانب تنظيمات "حراس الدين" و"أنصار التوحيد" و"جبهة أنصار الدين"، لكن "أنصار الإسلام" الأكثير فقراً من بين التنظيمات الجهادية داخل الغرفة، ففي منتصف العام 2020 دعا التنظيم من وصفهم "بأهل الخير من المسلمين لدعمه"، ولم يدخل التنظيم في مواجهات مباشرة مع الهيئة خلال حربها على "حراس الدين" الذي يعتبر العمود الفقري لغرفة "وحرض المؤمنين".

مصادر عسكرية متطابقة قالت لموقع تلفزيون سوريا إن "الهيئة باتت تستشعر خطر التنظيمات السلفية المقربة من حراس الدين والتي كانت جزءا من غرفة عمليات وحرض المؤمنين، لذلك بدأت حملة أمنية للضغط على هذه التنظيمات خوفاً من تحول مقارهم وثكناتهم العسكرية إلى مخابئ آمنة للمطلوبين الذين يلاحقهم الجهاز الأمني التابع للهيئة، كما أنها ترغب في تطويع ما تبقى من الجماعات ووضعها تحت وصايتها المباشرة، وتخييرها بين التبعية الكاملة مقابل مدها بالمال أو تفكيكها"

أبو العلاء الشامي وهو أحدث المنشقين عن الهيئة قال في تلغرام "بدأ الجولاني حملة على أنصار الإسلام بتهمة عدم العمل تحت رايته والتزام أوامره وتعليمات مكتبه السياسي الشيطاني، فيعتقل كوادرهم ويستولي على مقارهم وينتشر على الأسطح المطلة عليها لبث الرعب والإرهاب" وأضاف "يفتتح الجولاني المخادع شعبا لتجنيد الناس في الوقت الذي يعتقل مجاهدي أنصار الإسلام الذين بدؤوا جهادهم منذ عقود، عندما كان الجولاني يهتف في مدرسته بحي المزة بدمشق بالروح بالدم نفديك يا حافظ"

الشرعي السابق في الهيئة أبو شعيب المصري (طلحة المسير) قال " استحلال طاغية إدلب لقتال المجاهدين وانشغاله باقتحام مقارهم وأسر خيرة قادتهم وشبابهم، والتي كان من آخرها اقتحام مقار لجماعة أنصار الإسلام المرابطة في ثغور إدلب دلائل مجددة على ضلال وإضلال هذا المجرم، إن بعض رقيقي المشاعر يتضايقون من وصفه بتلك الصفات مطالبين بالاكتفاء بالقول اللين، متناسين الفرق بين مقام الدعوة ومقام جهاد الكلمة، وأن الغلظة في مقام جهاد الكلمة لا حرج فيها، فمن الخير فضح مجرم يقاتل الأخيار ويستبيح دماءهم وأموالهم".

الجولاني المستهتر

كتب شرعي الهيئة السابق أبو شعيب المصري (طلحة المسير) مقدمة لكتيب بعنوان (طريق m4 والخديعة الكبرى) وهو من تأليف المنشق الجديد عن الهيئة، أبو العلاء الشامي، ويبدو أن الشامي كان أحد قادة الصف الثاني في صفوف الهيئة، وكتيب الشامي يضم مجموعة من الشهادات على الحوادث التي عاينها خلال الفترة التي تلت اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تصدرت فيها مسألة الدوريات المشتركة الروسية التركية على الطريق إم4، وما تخللها من تحركات واحتجاجات دعمتها الهيئة في الظل وأخيراً سمحت بمرور الدوريات.

عنون أبو شعيب المصري مقدمته (المستهتر والإم فور) وفيها يصف زعيم الهيئة الجولاني بالمستهتر، قال المصري في مقدمته "تعرض الجهاد الشامي لطعنات متتابعة تسببت في مقتل الأخيار وذهاب المناطق وبقاء الأسرى في الزنازين وتهجير الأبرياء، ومآس لا حصر لها، ومصدر تلك الطعنات شخص مستهتر اسمه أحمد الشرع الجولاني سوَّده في الجهاد الشامي أميره أبو بكر البغدادي وكان يومها نكرة لا يعرفه أحد، ومع الأيام تقلب هذا المستهتر في الفتن وتلاعب بالساحة وضيع الثغور فانكشف أمره وبانت حقيقته "

وأضاف "وقد تبينت لي حقيقته بناء على قواعد العلم السليمة؛ فقد جالسته وسمعت منه وممن حوله، فتيقنت أنه كذوب غدار فاشل، لا يتوقع مع بقاء تصدره إلا ازدياد ضياع الثغور ولم أكتف بما توصلت له، فسألت أهل الذكر من القيادات الذين عايشوه في جبهة النصرة وفي هيئة تحرير الشام، ومن الفصائل الأخرى الذين عاملوه؛ فتواترت شهاداتهم تواترا معنويا على ذمه".

وأضاف "وسمعت كذلك بالسند المتصل شهادات بعض الراحلين فوجدتها تسير في نفس الفلك الذي سارت فيه الشهادات المتواترة عنه والمطابقة لما عاينته منه، ثم كان النظر في فساد الأمر وما حل بسببه في المناطق المحررة من سقوط أكثرها وانشغاله بمطاردة المجاهدين وقتال الصادقين، والتوسل لأعداء الدين ليرضوا عنه ويستعملوه، والخلاف مع هذا المجرم ليس في أصله خلافا عقديا أو فكريا، حيث إن إظهار الحق أو إبطال الشبهة يُنهي الخلاف، بل هو خلاف مع مستهتر يجعل مصلحته الشخصية هي الدين والمنهج والفكر، فهو يعتقد أن الحق كان معه وأنه ينتقل معه حيثما حل وارتحل، فهو يقرر ما يهواه ثم يبحث له سدنته عن تبريرات"

وأضاف المصري " وقضية الإم فور هي خطوة من خطوات اتخذها المستهتر في سبيل تلميع صورته عند الغرب، فضحى بدماء الجنود الذين استشهدوا دفاعا عن الطريق، وأدخل دوريات المحتل الروسي للمناطق المحررة، وقام بحمايتها عسكريا، وحارب عددا من الفصائل المجاهدة التي يسميها الغرب راديكالية، علما بأن من البنود المعلنة لاتفاقية الأتراك مع الروس مواجهة الفصائل التي يسمونها إرهابية في المنطقة، وتوسع في اعتقال المهاجرين والمدرِّبين وأخذ بصماتهم وبياناتهم، مع استمرار إهماله للجبهات، وتضييقه على الناس في معايشهم، وإذلال أمنييه للشعب، إلى غير ذلك من أمور لا يتسع المقام لتفصيلها"

يقول المصري إن "من بنود الاتفاق الروسي التركي أن سوريا موحدة ومحاربة للإرهاب وتمكين مؤسسات الدولة، وطلب الأتراك منه تمكين مؤسسات العدو كالتعليم والقضاء والشرطة في المنطقة وإلا سيجتاح الروس المنطقة، فهل سيمكِّن تلك المؤسسات كذلك ويحارب من يقف ضدها، وبعد أن تتمكن مؤسسات العدو، لو طلبوا منه القبض على خطباء المساجد والقضاة الشرعيين وبعض المجاهدين بتهمة الإرهاب، وإلا سيقتلون أضعافهم، فهل سيشارك في اعتقالهم، ولو طلبوا منه قتل مئة من الرجال وانتهاك أعراض خمسين من النساء، وإلا قتلوا ألفا وانتهكوا أعراض خمسمئة، فهل سيفعل"، واعتبر المصري شهادة أبو العلاء الشامي خطوة من خطوات التوثيق التي تزيد الواقع وضوحا فتستبين السبل لمن يطلب الحق، وهي كذلك حفظ لتاريخ هذه الحادثة لتعلم الأجيال حقيقة ما حصل بعد أن تكون شاهدت مآلات هذا المستهتر وفق تعبيره.

هجوم معاكس

الجهادي المقيم في بريطانيا، أبو محمود الفلسطيني، الذي يعتبر من أهم داعمي مشروع الهيئة في إدلب قال "لي حديث مع المصرّين على التشغيب والإفساد، الذين يصرون على هدم الكيان وإضعافه، الذين جعلوا من الهيئة خصمهم وسقوطها معركتهم، فليعلموا أنهم لن يحققوا شيئا وهم للبدعة أقرب من السنة، وللإفساد من الإصلاح، وقريبا لن ينفعهم الندم لأنهم يصرون على هدم كل جسور الحل والإصلاح، ونكررها لهم، صدر الإخوة في الهيئة متسع لهم ولكل مسلم، فمن أراد الخير فليقبل وليترك ما عليه من إفساد ويدخل في النسق العام، ونصيحة لهم بأن يسارعوا للصلح والجلوس مع إخوانهم دون أي شروط قبل أن يسبق السيف العذل ولن ينفع حينها الندم".

عضو مجلس شورى الهيئة مظهر الويس رد على أبو شعيب المصري بشكل غير مباشر، قال "في الوقت الذي نرى تغيراً إيجابياً في الخطاب وتقارب الرؤى وحلول لغة الإنصاف، نرى للأسف بعض الموتورين والمهمشين وأصحاب النفسيات المريضة المنفصمة عن الواقع مصرين على إحباط الناس وتيئيسهم".

أما الجهادي العراقي وعضو مجلس الشورى في الهيئة، أبو ماريا القحطاني راح لأبعد من الدفاع عن الجولاني في مواجهة أبو شعيب المصري، وشبه ما يتعرض له الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من خصومه أصدقاء الأمس بما يتعرض له الجولاني من خصومه الحاليين الذين كانوا أصدقاءه بالأمس أيضاَ، قال القحطاني "أنصح داوود أوغلوا أن يترك الانشطارات وبلهجتنا العراقية لا يلعب خريبة، الرجل قدم لتركيا ما لم يقدمه من سبقه وخدم المسلمين بما يستطيع ضمن  القيود الدولية،  يذكرني داوود أوغلوا بالذين تركوا الفصائل وفتح قناة وذهب يؤلف قصصا وهو جالس ‏حيث كان أبو فلان في الساحة لا شغل ولا عمل وبعد أن شاهد شيء من تهميش راح انشق وصار يفتي بقتل فلان ومنهم صار يبارك عمليات الدواعش لحقده على الهيئة ومنهم ارتد ردة في السلوك لم تبق معه ذرة من حياء ولا أخلاق وفجر فجورا لا يليق بمسلم".

وأضاف القحطاني "أقولها ولن أتردد خصوم أردوغان مثل خصوم الشيخ الجولاني لا يوجد عندهم مشروع فقط خريبة، الشيخ الجولاني وأردوغان يصنعون أحداث وخصومهم شغلهم الشاغل الحديث عليهم فالعرب تقول الميدان يا حديدان، فالرجال الذين يصنعون الحدث ليس كالمتحدثين للتخريب"، نص التشبيه الذي كتبه القحطاني في قناته الخاصة في "تلغرام" لم تمضِ عليه ساعتان حتى قام بحذفه كلياً.