icon
التغطية الحية

سبعيني سوري يواظب على التأليف والكتابة الأدبية

2024.06.02 | 16:56 دمشق

34534
صورة تعبيرة مولدة بالذكاء الصناعي
إدلب - علا المصري
+A
حجم الخط
-A

تستمر محاولات السوريين في شمال غربي سوريا بنشر مؤلفاتهم التي تم إنتاجها في ظل نزاعات لا تنتهي وكانت الأخيرة حافزاً وملهماً ودافعاً للكتابة، لكن انقطاع المنطقة عن العالم يشكل عثرة في النشر، فيضطر كثيرون لطباعة مؤلفاتهم ونشرها مجاناً أو بأرباح زهيدة في مكتبات محلية.

محمد عادل صادق كاتب وروائي سبعيني في إدلب لم يتوقف عن ممارسة هوايته، لكن المطاف انتهى بمؤلفاته على رفوف غرفته، وبعضها في مكتباتٍ محلية، وبعضها ينشرها على مواقع التواصل فهذه الطريقة تصل صادق بقراء أكثر من المكتبات المحلية.

يقول محمد صادق لموقع تلفزيون سوريا: "بدأت الكتابة في سنٍّ مبكرة، كنت بين الحادية عشرة والخامسة عشرة من عمري، وحينذاك بدأت بكتابة قصص كثيرة قمت بنشرها، منها قصة (وليمة في القاع) التي تتحدث عن صراع في الغابة، وقصة (لو) التي تحمل أفكاراً كثيرة استفدتها من قراءاتي واطِّلاعاتي، وقد اكتشفتُ موهبتي من خلال قراءاتي الكثيرة، إذ اعتدتُ أن أمسِك أي كتاب في أيّ مجال وأقرأ كل كلمة فيه من غلاف البداية إلى غلاف النهاية، إضافة إلى أن دراستي للغة العربية قد صقلت موهبتي أكثر".

وأشار السيد محمد إلى أن القراءة أحد أبرز العناصر التي تصنع الكاتب وتعزز مواهبه.

أعرب (محمد صادق) عن تعلُّقِه بأحد مؤلفاته: (بين الأثر والحجر) وهو كتاب يتحدث عن تاريخ إدلب وتحوّلها من قرية صغيرة إلى مدينة، وبحسب محمد فإن هذا الكتاب يحوي مخزوناً ثقافياً وفكرياً، إضافةً إلى تطرُّقه إلى اللهجة الإدلبية والأمثال الإدلبية وغيرها، وما يزال الكتاب متوفراً حتى اليوم.

3245

وراء كل كاتب قصة إلهامٍ كبيرة ومشاعر تجعله يؤمن بالقلم، وبحسب محمد فإن زوجته كانت الدافع الأول لخطِّ مزيد من الكتابات والقصص، وقال: "كانت الينبوع الذي يعطيني مزيداً من الإصرار، كانت الملهم الأول والدافع الأول والسبب الأول".

وعبَّر محمد عن امتنانه لابنه (أشرف) الذي ساعده بكتابة مؤلفاته على الكمبيوتر.

لدى السيد محمد كتاب بعنوان: (سقوط المستشار) وهو كتابٌ يتحدث من خلاله عن الثورة في إدلب ضد الفرنسيين، كما كتب محمد كل ذكرياته وكل القصص التي عايشها في كتاب أطلق عليه اسم: (جدران الذاكرة).

يتمنى محمد أن تُنشر كتاباته على نطاقٍ أوسع، وأن يرى مؤلفاته في مختلف أرجاء العالم، كما يستاء من تعلُّق أطفال هذا الجيل بوسائل التواصل الاجتماعي والهواتف المتنقلة.

وفي زمنٍ أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي تتيح لجميع الناس أن ينشروا ما يشاؤون في أي وقت أرادوا؛ يوجِّه الأستاذ محمد صادق رسالة إلى مجتمع المؤلفين والكتَّاب: "حاولوا أن تتمكنوا من اللغة العربية قبل أن تقوموا بنشر أي شيء". 

ويحثُّ على ضرورة تكثيف القراءة لاكتساب مزيد من الخبرات الأدبية والسردية، وبرسالة أخرى يوجهها إلى العالم: "على العالم أن يسعى بمساعدة المؤلفين والروائيين على نشر مؤلفاتهم تقديراً لجهودهم، وعلينا جميعاً أن نتعلم كيف نترك الهواتف الجوّالة والمواقع وأن نتجه إلى القراءة والكتابة".