icon
التغطية الحية

رويترز: زاهدي وصل إلى سوريا قبل الضربة بيوم وطهران تحقق في "تسريب مخابراتي"

2024.04.04 | 21:09 دمشق

رويترز: زاهدي وصل إلى سوريا قبل الضربة بيوم وطهران تحقق في "تسريب مخابراتي"
زاهدي وصل إلى سوريا قبل الضربة بيوم (رويترز)
 تلفزيون سوريا ـ وكالات
+A
حجم الخط
-A

كشف مسؤولون إيرانيون أن الاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية جاء بعد يوم واحد من وصول محمد رضا زاهدي إلى سوريا، مشيرين إلى أن طهران تحقق في احتمالية وجود "تسريب مخابراتي" للمعلومات والتحركات الإيرانية داخل سوريا.

وقتلت الضربة الجوية التي شنّتها إسرائيل على مجمع السفارة الإيرانية بدمشق 7 إيرانيين يوم الإثنين الفائت، من بينهم القيادي الكبير في "الحرس الثوري الإيراني" محمد رضا زاهدي.

وقالت وكالة رويترز في تقرير لها، إن القادة العسكريين الإيرانيين ظنّوا بأن المجمع سيكون مكاناً آمناً لعقد اجتماع رفيع المستوى، بعد شهور من الهجمات الإسرائيلية المتكررة على سوريا، معتقدين أن السفارة محمية بموجب الأعراف الدولية لحماية البعثات الدبلوماسية، وفقا لما أفاد به أكثر من عشرة مسؤولين من إيران وسوريا والمنطقة. إلا أنهم كانوا مخطئين.

وتعد هذه الضربة، الأجرأ في سلسلة من الهجمات التي استهدفت مسؤولين إيرانيين في سوريا منذ كانون الأول الماضي، وهي أيضاً الأكبر من حيث عدد القتلى الذين أسقطتهم، وهجوم عسكري نادر الحدوث على مجمع دبلوماسي في أي مكان في العالم.

بعد 24 ساعة من وصول زاهدي

كان زاهدي قد وصل إلى سوريا قبل نحو 24 ساعة من الهجوم وكان يقيم في مجمع السفارة هو واثنان آخران من كبار القادة وذلك، وفقا لما ذكره مصدر إيراني طلب مثل باقي المصادر عدم ذكر اسمه.

وقال المصدر إن القادة الثلاثة كانوا في سوريا لمناقشة لوجستيات عملياتية وأعمال تنسيق دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.

ويعدّ زاهدي قياديا بارزا في فيلق القدس الذي يوجه الدعم الإيراني لحلفاء طهران في المنطقة ومن بينهم جماعة "حزب الله" اللبنانية. وهو أرفع قيادي في الحرس الثوري يقتل منذ أن اغتالت الولايات المتحدة في هجوم بطائرة مسيرة قاسم سليماني قبل أربع سنوات.

وقال جريجوري برو المحلل في مجموعة يوراسيا "اعتقد ضباط الحرس الثوري، على الأرجح، أنهم في مأمن طالما بقوا في المجمع الدبلوماسي... لا أتخيل أن أي ضابط في الحرس الثوري يشعر بالأمان حاليا".

ورغم تعهد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالثأر، إلا أن مسؤولَين إيرانيين أشارا إلى أن طهران لن تحيد عن النهج الذي تبنته منذ تشرين الأول وهو تجنب الصراع المباشر مع إسرائيل والولايات المتحدة في الوقت الذي تساند فيه الجماعات الحليفة لها التي تضرب إسرائيل والقوات الأميركية وسفن الشحن في البحر الأحمر في هجمات تقول تلك الجماعات إنها تشنها دعما للفلسطينيين في قطاع غزة.

مصدر إيراني ثالث، وهو مسؤول بارز، قال إن طهران مضطرة لاتخاذ رد فعل جدي لردع إسرائيل عن تكرار مثل تلك الهجمات أو التصعيد. لكنه أضاف أن مستوى الرد سيكون محدودا ويهدف للردع دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وأحجم مكتب العلاقات العامة للحرس الثوري الإيراني عن التعليق. كما أحجم مكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن تقديم تعليق حول الاستهداف الذي لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عنه حتى اليوم.

وقالت صنم وكيل نائبة رئيس برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس: "لقد شهدنا عمليات قتل على مستوى عال جدا لمسؤولين يضطلعون بمسؤوليات إدارية..."، مضيفة أن الهجوم الأخير الذي استهدف زاهدي "يتعلق بهدف إسرائيل الأوسع المتمثل في محاولة إضعاف القدرات العملياتية لمحور المقاومة على مدى الأشهر الستة الماضية".

وذكرت مصادر أمنية أن إسرائيل شنت الأسبوع الماضي واحدة من أشد غاراتها دموية منذ أشهر في سوريا، مما أسفر عن مقتل 33 سوريا وستة من مقاتلي حزب الله. كما وجهت إسرائيل ضربات قوية لحزب الله في لبنان خلال الأعمال القتالية منذ أكتوبر تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل نحو 250 من مقاتليه، بمن فيهم قادة بارزون.

"لا مكان آمن في سوريا"

قال مصدر أمني إيراني إن طهران ستعدّل أساليبها في ضوء الهجوم، بدون الخوض في مزيد من التفاصيل. وذكر مصدر إقليمي مقرب من طهران أنه لم يعد هناك أي مكان آمن في سوريا بعد تعدي إسرائيل على الأعراف الدبلوماسية.

وفي شهر شباط الماضي، أفادت رويترز بأن الحرس الثوري قلل من نشر ضباط كبار في سوريا نتيجة لموجة من الهجمات الإسرائيلية على قادة الحرس الثوري. وقالت مصادر حينئذ إن الحرس الثوري أثار مخاوف مع السلطات السورية من أن معلومات مسربة من داخل قوات الأمن السورية لعبت دورا في هذه الهجمات.

وقال مصدر أمني إيراني إن طهران تحقق في ما إذا ما كانت تحركات زاهدي قد سُربت إلى إسرائيل.

ونشرت إيران ضباطا وفصائل مسلحة متحالفة معها في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد خلال الحرب التي اندلعت في 2011. وتقول الحكومة السورية إنهم يؤدون دور المستشارين بدعوة من دمشق.

وقال الباحث بمركز التحالف للدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب، راز زيمت، إن زاهدي اضطلع بدور مهم في "إدارة ترسيخ النشاط الإيراني في سوريا ولبنان". وأضاف أن من الصعب تعويضه "بسبب خبرته الكبيرة ووجوده الطويل في سوريا"، لكن المغزى الرئيسي للهجوم هو إظهار أنه لا يوجد مكان بعيد عن المتناول.

وأضاف زيمت: "أعتقد أن القضية الأكثر أهمية لإسرائيل ربما تكون إيصال رسالة إلى إيران مفادها أن إيران لم يعد يمكنها الفرار من التبعات التي تترتب على دورها الرئيسي في تنسيق هذا المحور الإيراني في المنطقة".

وأحجم مسؤول إسرائيلي طلب عدم نشر اسمه عن تأكيد اشتراك إسرائيل في هجوم يوم الاثنين، لكنه قال إن تجمع عدة مسؤولين إيرانيين كبار في مكان واحد أمر غير معتاد. وأضاف: "أيا كان من فعل هذا، فإنه قطعا لم يرد تفويت ما بدا أنه فرصة نادرة جدا جدا". وأضاف "ليس هذا بالشيء الذي قد يفوّته بلد في حالة حرب".

وذكر المسؤول الإسرائيلي أن هويات القتلى ترقى إلى كونها "إقرارا بأن البعثة الدبلوماسية في دولة ما تُستخدم كمقار عسكرية".

"إسرائيل زرعت أجهزة للمراقبة قرب السفارة"

وقال مسؤول بالمخابرات العسكرية في النظام السوري إن المنطقة بالقرب من السفارة تشمل مباني استخدمتها إسرائيل في السابق للمراقبة وزرع أجهزة وإن إسرائيل كثفت جهودها لتطوير أساليب الحصول على معلومات المخابرات عن طريق أفراد في الأشهر القليلة الماضية.

المدير العام السابق لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الإيرانية والمقيم في إيران، قاسم محب علي، وصف بدوره الهجوم بأنه "نقطة تحول في هجمات إسرائيل على الحضور الإيراني في سوريا". وقال إن إسرائيل "توخت الحذر فيما سبق وعزفت عن استهداف مسؤولين إيرانيين ومواقع دبلوماسية إيرانية".

لكنه أضاف أن "الحرب المباشرة مع إسرائيل ليست في مصلحة إيران بأي شكل من الأشكال". وتابع "دخول تلك الساحة لن ينتهي فقط بخوض حرب مع إسرائيل، قد يتصاعد الصراع وقد يشترك لاعبون آخرون مثل الولايات المتحدة"، وفق تقرير رويترز.