دعا مصدر في وزارة الدفاع الروسية النظام السوري اليوم الإثنين، لإجراء محادثات مباشرة مع الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية المحاصرة حتى يتسنى إجلاء المرضى، حسب وكالة رويترز.
وكان الصليب الأحمر الدولي والهلال الاحمر السوري أجلوا 29 مريضاً من الغوطة الشرقية، بعد اتفاق بين النظام والفصائل العسكرية مقابل إفراج الأخيرة عن عدد مماثل من الأسرى كانوا محتجزين لديهم، أواخر كانون الأول/ديسمبر.
ودعت الأمم المتحدة في حسابها على "تويتر" اليوم؛ إلى وقف إطلاق النار للسماح بتوصيل الإمدادات الغذائية والطبية التي تمس الحاجة إليها، مشيرة إلى أن آخر قافلة إنسانية وصلت إلى المنطقة في 28 تشرين الأول/ نوفمبر، حيث يحتاج قرابة 400 ألف مدني إلى المساعدة الإنسانية.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، لائحة تضم 500 شخص في حاجة ماسة إلى الإجلاء من الغوطة الشرقية، قضى منهم 16 شخصاً على الأقل.و قال أيمن العاسمي عضو المجلس العسكري للجيش السوري الحر لرويترز الخميس الماضي: إن المعارضة السورية تلقت في فيينا وعداً من موسكو بأن تضغط على النظام السوري لتطبيق وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية المحاصرة.
الأمم المتحدة أعلنت لائحة تضم 500 شخص في حاجة ماسة إلى الإجلاء قضى منهم 16 شخصاً على الأقل.
وأبلغ "العاسمي" رويترز بأن هناك تعهداً روسياً لفريق التفاوض بوقف إطلاق النار على أن يبدأ الساعة الثانية عشرة بعد منتصف ليلة اليوم، ولم يؤكد المتحدث باسم الهيئة العليا لرويترز يحيى العريضي التعهد الروسي، واكتفى بالقول: إن هناك مفاوضات بشأن الأمر.
وفي الوقت نفسه قال محمد علوش القيادي في جيش الإسلام في تغريدة على "تويتر": إن" روسيا فشلت عمليا في تطبيق هدنة أعلنتها الليلة في الغوطة وماتزال صواريخ الفيل تقصف الغوطة ولم تستطع وقف إطلاق النار عشر دقائق فقط"، مشيراً إلى أن روسيا تعهدت في اجتماع فيينا بوقف إطلاق النار.
المرج منطقة منكوبة
ونقل مراسلنا في الغوطة الشرقية أن المجلس المحلي لمنطقة المرج أعلن في بيان المنطقة منكوبة، إثر نزوح 1597عائلة ومقتل 60 شخصاً وإصابة 134 آخرين وتدمير 850 منزلاً، وتضرر ثلاث مدارس، جراء عمليات النظام وحلفائه العسكرية منذ أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي.
وصباح الإثنين 22 كانون الثاني، قصفت قوات النظام مدينة دوما في الغوطة الشرقية بغاز الكلور السام، مخلفاً حالات اختناق في صفوف المدنيين، وذلك للمرة الثانية خلال الشهر نفسه.
وذكر مراسل تلفزيون سوريا شرق دمشق، أن قوات النظام قصفت أحياء دوما الغربية بعدة بصواريخ تحمل غاز الكلور، ما أسفر عن وقوع 21 حالة اختناق بين المدنيين.
ونفذت قوات النظام أكبر هجوم بغاز السارين أو غاز الأعصاب يوم 21 /آب 2013، حيث استهدفت سكان الغوطة الشرقية ومعضمية الشام بالغوطة الغربية، فقُتل أكثر من 1500 شخص معظمهم من النساء والأطفال.
دعت الأمم المتحدة إلى وقف إطلاق النار للسماح بتوصيل الإمدادات الغذائية والطبية
ووثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل مئات المدنيين، وعشرات حوادث الاعتداء على مراكز حيوية من قبل النظام السوري وحلفائه، في الغوطة الشرقية، خلال شهرين من التصعيد العسكري.
وقالت الشبكة في تقريرها الصادر منتصف كانون الثاني/يناير: إن 329 مدنياً قتلوا بينهم 79 طفلاً و54 سيدة، على أيدي قوات النظام في الغوطة الشرقية، منذ 14 تشرين الثاني 2017 حتى 11 كانون الثاني 2018.
يذكر أن قوات النظام تحاصر الغوطة الشرقية منذ العام 2013، مانعة دخول المواد الغذائية ومستلزمات الحياة الأساسية إلا بشكل قليل ومتقطع، بينما اشتد الحصار قبل أشهر ما أسفر عن وفاة كثير من المدنيين معظمهم أطفال بسبب سوء التغذية وقلة المواد الغذائية.