icon
التغطية الحية

رواية "طريقي من دمشق" توثق سنوات من الاعتقال في سجون الأسد وتترشح لجائزة أدبية

2023.11.16 | 14:53 دمشق

الكاتب جمال سعيد وغلاف مؤلفه الواقعي الجديد
الكاتب جمال سعيد وغلاف مؤلفه الواقعي الجديد
CBC - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

طلب جمال سعيد اللجوء في كندا عام 2016 بعدما تعرض لتجربة الاعتقال ثلاث مرات أمضى خلالها جميعاً 12 عاماً في سجون بلده سوريا، فقد سُجن بسبب كتاباته السياسية وموقفه المعارض لنظام الأسد، فأمضى سنوات في السجون العسكرية السيئة الصيت هناك. بيدَ أن رواية: "طريقي من دمشق" تسرد قصة حياة المؤلف وتسجل يومياته في ظل المشهد السياسي والاجتماعي السوري منذ خمسينيات القرن الماضي، كما تُحدثنا عن أمله الكبير بالمستقبل.

أمضى سعيد 12 عاماً كسجين رأي في سوريا قبل أن يستقر في كندا عام 2016، وهناك تابع التوعية بما يحدث في الحرب السورية والأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري من خلال عمله كناشط ومحرر وفنان تشكيلي وكاتب.

أُدرجت رواية "طريقي من دمشق" ضمن القائمة القصيرة للأعمال المرشحة لنيل جائزة هيلاري ويستون للكُتّاب الواقعيين، ومن خلالها يحصل الفائز على مبلغ قدره 75 ألف دولار، وتقام احتفالية لهذه الجائزة بصورة سنوية، وتعتبر من أهم الجوائز المخصصة للكتاب الواقعيين في كندا، وسيتم الإعلان عن الفائز في 21 تشرين الثاني 2023.

 

My Road From Damascus by Jamal Saeed. Illustrated book cover of a small dagger piercing a flower in a blue colour pallette. Portrait of the male author.

 

وإليكم فيما يأتي مقطعاً من هذه الرواية:

 

"عندما فتح الباب الفولاذي، اندفع سبعة عساكر جميعهم يتفوهون بأوامر وكلمات بذيئة نحو زنزانة السجن الباردة والمظلمة، ثم هتفوا لنا قائلين: "وشّك عالحيط إنت ويّاه يا ولاد الحرام! إيديك ورا ضهرك يا حيوان!"

كنت أعرف من خلال خبرتي مع عدد من السجون السورية على مدار 12 عاماً بأن وجود عدد كبير من العساكر يعني أن أحدنا أو جميعنا سيؤخذ للقاء ضابط مهم في الجيش، ولهذا ربطوا أيدينا، وغطوا أعيننا، وحشوا آذاننا بالقطن بصورة فجّة وذلك ليتأكدوا من عدم سماعنا لما يقال إلا بإذن منهم. وفجأة، سحبوني على الأرض، وجرّوني وأنا أتعثر فوق الدرجات، ثم أوقفوني بشدة قوية. كان القطن قد خرج من أذني، فسمعت ما خِلتُ أنه صوت ضابط سألني على عجل:

"ماذا فعلت عقب خروجك من السجن يا جمال؟"

- في المرة الأولى...

-هل كانت هناك مرة ثانية؟

بدا الصوت هنا منفصلاً عن جسده، أجبته:

- جرى حبسي خلال الشهر الماضي"

-أوَ تسمّي ذلك حبساً وأنت لم تُمض أسبوعاً لدينا، ما دفي تحتك يا زلمة! هلأ المهم، شو عملت بعد ما تركتنا؟

-ساعدت أهلي في المزرعة ثم جئت إلى دمشق مع بداية الشتاء لمتابعة دراستي الجامعية.

- سأسهّل الأمر عليك يا تافه

عندئذ تغيّرت نبرته وهو يقول: "ما الذي طبعته؟"

أجبته: "بعض التصميمات التي تُطبع على الحرير طبعتها في مطبعة الفيحاء، وما زلت أصمم لهم وأحصل على أجر بالقطعة".

  • وما نوع التصميمات التي تقدمها؟
  • فراشات... طيور، أزهار، فاكهة
  • كزاب يا ابن....

أجبته بوقاحة: "أمك أحسن من أمي، فلا داعي للغة الشوارع"

فما كان منه إلا أن جنّ جنونه وأخذ يصرخ مهتاجاً ويقول: "خذوا ابن الحرام المتكبر هذا من هنا.. اعدموه! فلدينا سبعة عشر مليوناً غيره في سوريا، ولست بحاجة لكلب مثله"

رفعت عقيرتي وأنا أرد عليه بكل وضوح: "لست بكلب"

يذكر أن جمال سعيد كاتب ومترجم سوري ، ولد في كفرية، بريف اللاذقية عام 1959.

تنقل في الفترة الممتدة بين كانون الأول 1980 ونيسان 1991 بين عدد من السجون السورية بوصفه معتقلَ رأي. ثم اعتُقل مرتان في عام 1992 لستة أشهر.

بعد خروجه من السجن نشر مجموعة قصصية عن مديرية التأليف والترجمة والنشر في وزارة الثقافة عام 1993. كما نشر العديد من المقالات والقصص والقصائد في الدوريات العربية.

تخرج في كلية الآداب -قسم اللغة الانكليزية بعد خروجه من المعتقل، وترجم إلى العربية عدداً من المؤلفات.

 

المصدر: CBC