icon
التغطية الحية

رغم لقاء وزراء الخارجية.. تباعد في المواقف بين أنقرة ودمشق

2023.05.12 | 06:02 دمشق

اجتماع موسكو
تباعد في المواقف بين أنقرة ودمشق
 تلفزيون سوريا ـ خاص
+A
حجم الخط
-A

احتضت العاصمة الروسية موسكو في الـ10 من أيار الجاري اللقاء الأول من نوعه منذ عام 2011 بين وزير الخارجية التركي ووزير خارجية النظام السوري، ضمن لقاء رباعي ضم معهما وزيري خارجية روسيا وإيران.

وتصافح خلال اللقاء فيصل المقداد وزير خارجية النظام السوري، مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو الذي يعيش آخر أيامه على رأس الخارجية التركية، إذ يستعد لخوض مضمار الانتخابات البرلمانية التي ستعقد في الـ14 من أيار الحالي، كمرشح عن ولاية أنطاليا مسقط رأسه.

وبحسب البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الروسية في أعقاب اللقاء، فإن وزراء خارجية الدول الأربع، اتفقوا على تكليف نوابهم بإعداد خريطة طريق لتطوير العلاقات بين دمشق وأنقرة.

مواقف متباعدة

أكد قيادي في المعارضة السورية على اتصال بمسؤولين أتراك، بأن الجانب التركي أطلعهم خلال لقاءاتهم على سير المباحثات مع النظام السوري.

وأفاد القيادي لموقع تلفزيون سوريا، باستمرار الخلافات بين أنقرة والنظام السوري، بسبب المطالب المتباينة من الطرفين.

وبحسب المصدر، فإن أنقرة تركز على ضمان عدم حدوث موجات لجوء جديدة، وتجنب أي عمليات عسكرية في شمال غربي سوريا قد تتسبب في ذلك، ولهذا السبب تمت الموافقة على إشراك النظام السوري ضمن الخط الساخن المفتوح بين الدول الضامنة لمسار أستانا.

ويطالب الجانب التركي النظام السوري بالتنسيق لمحاربة التنظيمات الإرهابية المتمثلة في "داعش" و"حزب العمال الكردستاني" وأذرعه السورية، مع تكفل أنقرة بمعالجة ملف إدلب وهيئة تحرير الشام.

من جانبه يصر النظام السوري على حصوله على جدول زمني لانسحاب القوات التركية، وإتاحة المجال أمام قواته لمحاربة الإرهاب المتمثل بهيئة تحرير الشام في محافظة إدلب، ويعتبر تحقيق هذا المطلب مدخلاً أساسياً لتطبيع العلاقات بينه وبين تركيا.

وفي الـ6 من أيار استبق وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الاجتماع الرباعي في موسكو، بالحديث عن عدم قدرة نظام الأسد على إدارة المناطق التي يطالب تركيا بالانسحاب منها، مشيراً إلى وجود معارضة سورية معتدلة ومعترف بشرعيتها من قبل المجتمع الدولي بما فيها الولايات المتحدة الأميركية، ستكون موجودة في تلك المناطق، محذراً من أنه في حال قرر النظام السوري دخول المنطقة سيصطدم بقوات المعارضة.

وأكد وزير الخارجية التركي على عدم إمكانية الحل العسكري، وأن إصرار النظام على محاربة الجميع ممكن أن يطيل الأزمة لعقود من الزمن.

وقبيل لقاء وزراء الخارجية الرباعي، طالبت اللجان التركية التقنية المتخصصة بمتابعة الملف المعارضة السياسية السورية بوضع تصورها لكيفية تطبيق الحل السياسي وفق القرارات الدولية، ليتم طرحه خلال المباحثات التي تجري مع الأطراف الأخرى، كما أن الجيش التركي يعمل على نقل عدة نقاط عسكرية باتجاه خطوط التماس مع قوات النظام السوي في مناطق جبل الزاوية ومصيبين بريف إدلب.

اجتماع وزراء الخارجية له أغراض انتخابية

وعلم موقع تلفزيون سوريا من مصادر في موسكو، أن لقاء وزراء الخارجية لم يحدث أي اختراق في المواقف، سوى أن روسيا تعتبره خطوة ضرورية للأمام، ولذلك ضغطت على النظام السوري لإنجازه رغم تشبثه سابقاً بمطلب انسحاب القوات التركية كشرط لتطوير المحادثات.

وأكدت مصادر مطلعة في العاصمة أنقرة، أن اللقاء خدم الأغراض الانتخابية للحزب الحاكم، لجهة إظهار مساعي حقيقية أمام الشارع التركي فيما يتعلق بالعمل على تسهيل عودة اللاجئين السوريين، كما أنه ساهم في تعزيز العلاقات مع موسكو، التي وافقت أخيراً على تأجيل مستحقات لها على تركيا بقيمة 600 مليون دولار أميركي، مقابل صفقات غاز طبيعي، ما يعطي دفعة للاقتصاد التركي الذي يعاني من ضغوط كبيرة مع الاقتراب من موعد الانتخابات.

ومن الواضح أن كلاً من تركيا والنظام السوري، رحلا ملف تطبيع العلاقات إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية، بحيث يتم تحديد سياسة واضحة للتعاطي مع الموضوع بواقعية، في حين نجحت روسيا في إظهار قدرتها على الساحة الدولية عبر جمع وزراء الخارجية لكل من دمشق وأنقرة، مستفيدة من اللحظة الراهنة التي تعيشها تركيا في ظل التنافس الانتخابي.