icon
التغطية الحية

"راجعيلك يا شام" حملة لتلميع النظام على حساب السوريين في مصر

2019.02.15 | 16:02 دمشق

متظاهرة تحمل علم الثورة خارج منزل السفير الإيراني خلال احتجاج ضد إيران في القاهرة (رويترز)
فراس حاج يحيى - تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

في الوقت الذي تتوالى فيه التقارير الصحفية والحقوقية عن اعتقال نظام الأسد لعديد من اللاجئين العائدين الى سوريا، ومقتل عدد منهم تحت التعذيب يجري التحضير من قبل مجموعة من السوريين الموالين لنظام الأسد، والمصريين لإطلاق ما أسموه "مهرجان لا للإرهاب راجعيلك يا شام"، وذلك بمشاركة إعلاميين وفنانين ودبلوماسيين سوريين ومصريين بحسب الإعلان الذي نشره القائمون على هذه الفعالية، مما أثار استياء شريحة كبيرة من السوريين المقيمين في مصر.

إعلام النظام راعي المبادرة

المنسق الإعلامي للمبادرة المخرج المصري ضياء إسماعيل قال لموقع تلفزيون سوريا "هدف المبادرة إعادة رجال الأعمال السوريين الموجودين في مصر والسوريين إلى سوريا، ولدى طرحنا للمبادرة على تلفزيون سما السوري تحمسوا له وسيقومون بتغطيته مع التلفزيون السوري والمصري وسيحضر إعلاميون من سوريا للمشاركة فيه".

ويكمل إسماعيل " المهرجان سيبدأ من مصر وينتقل إلى دول مجاورة أخرى لتشجيع السوريين على العودة إلى وطنهم ورسالتنا هي وقف الإرهاب وعودة سوريا كما كانت بالسابق، ويشارك في الفعالية رجال أعمال ودبلوماسيين وفنانين ونواب بمجلس الشعب من مصر وسوريا".

ولدى سؤالنا لإسماعيل هل من ضمانات تقدمونها لمن سيعودون عن طريقكم بأن لا يتم اعتقالهم وتصفيتهم كما حصل مع سوريين عادوا من دول أخرى؟ أجاب: " لدى طرحنا للمبادرة تفاعل معها عدد كبير من السوريين ومنهم معارضون والآن الأوضاع تحسنت في سوريا، وهم يعملون مصالحات هناك بشكل واسع" على حد زعمه.

سوريون يشككون

ملهم الخن مدير مؤسسة "سوريا الغد" علق على الخطوة قائلاً " مثل هذه المبادرات فردية بالتأكيد ولا أعلم الهدف منها، ولكن الحديث عن أي عودة الى سوريا في ظل الأوضاع الراهنة، وعدم الاستقرار الأمني وعدم مقدرة نظام الأسد على توفير أبسط مقومات الحياة المعيشية، وفي ظل وجود ذات أداة الظلم والاستبداد والأجهزة الأمنية القمعية ذاتها التي تعمل بنفس العقلية تجعل أية مبادرات من هذا النوع عبثية ولا جدوى منها".

ويكمل الخن في تصريحه لموقع تلفزيون سوريا "لا يمكن الحديث عن عودة السوريين في مصر أو باقي دول اللجوء دون وجود ضمان لحقوقهم وسلامتهم، ولعدم ملاحقتهم أمنياً، وحصولهم على حياة كريمة تضمن أبسط مقومات الحياة، وهذا كله لن يتحقق إلا بعملية انتقال سياسي حقيقي في سوريا".

تلميع صورة نظام الأسد

صحفية سورية مقيمة بالقاهرة (فضلت عدم ذكر اسمها) قالت أيضاً " من المؤسف أن من أطلقها هو مخرج مصري عمل لأربع سنوات كمخرج لمعظم البرامج في قناة سوريا الغد المعارضة لحين إغلاقها عام 2014، وبحسب معلوماتي فإن هذه المبادرة مدعومة من السفارة السورية بالقاهرة، ومن تجمع رجال الأعمال التابع لها، واستغلت عبارات ضد الإرهاب علماً أننا جميعاً ضد الإرهاب، ولكن هذه المبادرة تهدف لتلميع صورة نظام الأسد في مصر وإعادة تسويقه من جديد".

وتكمل الصحفية "أعتقد أن الهدف الرئيسي لهذه المبادرة إضافة لما سبق هو الاستفادة من القائمين عليها بالعلاقات والإعلام وتسويق أنفسهم على حساب مأساة الشعب السوري واختصار قضيتهم بالإرهاب، وهذه مبادرة فردية، ولا أعتقد أنها تحظى بدعم حكومي مصري وبخاصة بشق إعادة رجال الاعمال السوريين في مصر، وذلك كون المصلحة العليا للدولة المصرية تتوجه للحفاظ على رجال الأعمال هؤلاء وعلى استثماراتهم بمصر والتي وصلت لأكثر من 800 مليون دولار، والحكومة المصرية تقدم تسهيلات لهم للاستثمار والاستقرار، ومؤخراً تابعنا تصريح لوزير الخارجية المصيري الذي أكد فيه على عدم إعادة العلاقات مع النظام قبل تقدم العملية السياسية في سوريا حسب القرارات الأممية".

وتختم محدثتنا "لا أعتقد أن هذه المبادرة ستنجح ولن يعود عبرها أحد من السوريين في مصر وكل ما ستحققه هو ضجة إعلامية لا أكثر، ولا يوجد قبول شعبي لها أو تفاعل بين السوريين في مصر بل على العكس لاحظنا استياء كبير من مجرد إطلاقها".

كلمات مفتاحية