icon
التغطية الحية

رئيس الصليب الأحمر يطالب بعدم تجاهل وضع أطفال مخيم الهول

2022.05.24 | 15:08 دمشق

الأطفال في مخيم الهول
الأطفال في مخيم الهول
ناشيونال نيوز- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يعيش الآلاف من الأطفال برفقة عائلاتهم في غياهب النسيان على المستوى القانوني والسياسي في مخيم الهول للنازحين سيئ الصيت الذي يقع في شمال شرقي سوريا، وهؤلاء الأطفال لا مستقبل مضمونا لهم في ظل الظروف المعيشية المرعبة، فضلاً عن كونهم عديمي الجنسية، وذلك بحسب التحذيرات التي أطلقها رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وهؤلاء الأطفال الذين بلغ عددهم قرابة 22 ألفاً محرومون من طفولة طبيعية في الوقت الذي تركز فيه الجهود الإنسانية على ضروريات الحياة بدلاً من أن توفر لهم بيئة مستقرة وصحية، وذلك بحسب ما ذكره رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر مورير عقب زيارته التي قام بها مؤخراً لذلك المخيم السوري الذي يؤوي الآلاف من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة، ومن شاءت الأقدار له أن يكون في خضم هذا القتال منذ سقوط ذلك التنظيم.

ويتابع مورير بالقول: "إنها ليست بيئة مناسبة ليكبروا فيها، ولهذا فإننا نبذل قصارى جهدنا، نحن وغيرنا من المنظمات الإنسانية، وكذلك السلطات المحلية الكردية، لمنع حدوث ما هو أسوأ. ولكن عندما لا يبقى بوسعك ما تفعله سوى أن تمنع وقوع الأسوأ في بيئة ما، فهذا يعني أن الوضع صار صعباً للغاية".

A picture shows the Kurdish-run al-Hol camp, which holds relatives of suspected Islamic State (IS) group fighters in the northeastern Hasakeh governorate. Al-Hol is the larger of two Kurdish-run displacement camps for relatives of IS jihadists in Syria's northeast.  It holds mostly Syrians and Iraqis but also thousands from Europe and Asia suspected of family ties with IS fighters. AFP

مخيم الهول

الجهود الإنسانية في مخيم الهول

تدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر أحد المرافق الصحية الرئيسية في ذلك المخيم، إلى جانب الهلال الأحمر العربي السوري، حيث يتم تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية لأهالي ذلك المخيم.

يذكر أن شمال شرقي سوريا يخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً، حيث يعيش هناك نحو 87 ألف نسمة من الناس الذين هربوا من المناطق المتضررة بسبب الأعمال العدائية، بالإضافة إلى اللاجئين العراقيين الذين يقيمون فيها منذ مدة طويلة، وكذلك نساء وأطفال ينتمون لستين دولة أخرى، إلا أن السبل تقطعت بهم فصاروا يعيشون في هذه المنطقة ضمن مخيمات مثل مخيم الهول، وذلك بحسب الأرقام التي قدمتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

بيد أن المخيم يعاني من ازدحام شديد، بعدما تجاوز عدد سكانه 56 ألف نسمة، معظمهم من النساء والأطفال الذين يعيشون في ظل ظروف سيئة للغاية، بعدما تقطعت بهم السبل منذ عام 2019 عقب هزيمة تنظيم الدولة في سوريا، وذلك لأنهم يعتبرون من أقارب المتطرفين الذين ينتمون لهذا التنظيم.

ثم إن قرابة 10 آلاف نسمة من سكان مخيم الهول هم من الأجانب وغير العرب، أما البقية فتعود أصولهم لسوريا والعراق.

أزمة حماية الأطفال

يرى مورير الذي يترأس اللجنة الدولية للصليب الأحمر منذ عام 2012 بأن مخيم الهول يمثل أكبر الأزمات التي تتصل بحماية الأطفال على مستوى العالم في الوقت الراهن، وذلك بعدما رفضت غالبية الدول إجلاء الأطفال بسبب شكوك ترى أن أهلهم تعاونوا مع تنظيم الدولة أو قاتلوا بين صفوفها.

إلا أن بعضاً من هؤلاء الأطفال ولدوا في سوريا، في حين أتى آخرون برفقة أهلهم من دول أخرى.

A picture shows a child sitting at the Kurdish-run al-Hol camp, which holds relatives of suspected Islamic State (IS) group fighters in the northeastern Hasakeh governorate. Al-Hol is the larger of two Kurdish-run displacement camps for relatives of IS jihadists in Syria's northeast.  It holds mostly Syrians and Iraqis but also thousands from Europe and Asia suspected of family ties with IS fighters.   AFP

أحد الأطفال الذين يعيشون في مخيم الهول

ولقد سمحت بعض الدول، وعلى رأسها فرنسا وروسيا، لبعض النساء والأطفال بالعودة، في حين رفضت دول أخرى السماح لمواطنيها الذين يرافقهم متطرفون أو متعاطفون مع ذلك التنظيم المتطرف، بالعودة إليها.

A pictured taken on June 02, 2019 shows children siting at the al-Hol camp for displaced people in al-Hasakeh governorate in northeastern Syria.  - Two children die every week in Al-Hol, one of the overcrowded Syrian camps where families with suspected links to the Islamic State group are stranded, Save the Children said on September 23, 2021.  The charity said many countries, including EU states, were abandoning thousands of children in their desert limbo, vulnerable to violence, fires, malnutrition and illness. 
Save the Children said a total of 40,000 children from 60 different countries were living in dire conditions in the camps of Roj and Al Hol in northeastern Syria.   AFP

أطفال من مخيم الهول

ولذلك يعتقد مورير أن رفض المجتمع الدولي لمعالجة مشكلة خلقتها خلافات سياسية غير مقبول، ويرى بأن غالبية هؤلاء الأطفال باتوا محتجزين في مخيم الهول فعلياً، وأضاف: "إن الأطفال المحتجزين أو الذين تقطعت بهم السبل هم ضحايا أولاً وأخيراً، بصرف النظر عن هوياتهم أو عما فعله أهلهم أو ما اتهموا به. لذا لا يمكن أن يواصل العالم تغاضيه عنهم في الوقت الذي يستنشق فيه هؤلاء الأطفال أول أنفاسهم ويلفظون آخرها في المخيمات، أو يكبرون دون أن يحملوا أي جنسية أو يعيشون في غياهب النسيان".

A pictured taken on March 18, 2021 shows Syrian women and children siting at the Kurdish-run al-Hol camp which holds suspected relatives of Islamic State (IS) group fighters, in Hasakeh governorate of northeastern Syria.  - Two children die every week in Al-Hol, one of the overcrowded Syrian camps where families with suspected links to the Islamic State group are stranded, Save the Children said on September 23, 2021.  The charity said many countries, including EU states, were abandoning thousands of children in their desert limbo, vulnerable to violence, fires, malnutrition and illness. 
Save the Children said a total of 40,000 children from 60 different countries were living in dire conditions in the camps of Roj and Al Hol in northeastern Syria.   AFP

أطفال من مخيم الهول

وخلال هذا الشهر، صرح وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، بأن بلاده قررت إجلاء كل العائلات الموجودة في ذلك المخيم السوري وذلك بعد الانتهاء من عمليات التدقيق الأمني التي تخصهم، كما شجع المجتمع الدولي على مساعدة العراق في إقامة برامج لإعادة دمج هؤلاء الأشخاص بعد ذلك التدقيق الأمني.

A picture taken at the Kurdish-run al-Hol camp, which holds relatives of suspected Islamic State (IS) group fighters in the northeastern Hasakeh governorate, shows families preparing for their released from the camp to return home in the northern Raqqa region.  AFP

بعض الأسر في مخيم الهول وهي تستعد للرحيل

المعاناة مع حالة انعدام الجنسية

أعلن مورير أن الأطفال الذين يعيشون في مخيم الهول لا يمتلكون الوثائق المدنية اللازمة لإسقاط صفة عديمي الجنسية عنهم، وقال: "يجب ألا يكون أحد عديم الجنسية أولاً وقبل كل شيء، لأن ذلك لن يفيد أي طرف فضلاً عن كونه مخالفاً للقانون من وجهة نظر القانون الإنساني الدولي، إلا أننا نجد هنا أن للدول اعتبارات أخرى عليها أن تلتزم بها، غير أني أود أن أشير هنا إلى أن الإبقاء على ذلك الوضع كما هو، بحالته المستعصية، مع الاعتقاد بأن ذلك لا بد أن يحل المشكلة في نهاية الأمر ليس نهجاً إيجابياً برأينا".

وأضاف أنه يشعر بقلق كبير شخصياً تجاه صحة هؤلاء الأطفال العقلية والنفسية على الرغم من وجود برنامج نفسي-اجتماعي يديره الصليب الأحمر هناك، والذي أطلق خدمات الدعم النفسي-الاجتماعي للصحة العقلية في عام 2020، حيث تم تعديل تلك الأنشطة لتتناسب مع احتياجات الأطفال الذين يعيشون في مخيم الهول، وذلك بهدف تحسين احترامهم لذاتهم وثقتهم بأنفسهم وتمتينها، وحول ذلك يعلق مورير بالقول: "بكل صراحة، لقد تأثرت كثيراً عندما التقيت ببعض الأطفال الذين أظهروا نتائج استثنائية بالفعل بفضل تلك البرامج، ولكن ذلك لا يحل المشكلة من جذورها بكل تأكيد".

A picture taken at the Kurdish-run al-Hol camp, which holds relatives of suspected Islamic State (IS) group fighters in the northeastern Hasakeh governorate, shows families preparing for their released from the camp to return home in the northern Raqqa region.    AFP

أطفال من مخيم الهول

يذكر أن صندوق الطفولة التابع للأمم المتحدة (يونيسيف) يترأس الجهود التي تبذل في ذلك المخيم والتي تسعى لتبين للأطفال الذين تربوا في كنف أيديولوجية متطرفة أن هنالك سبلا أخرى للعيش ولرؤية الأمور، إلا أن هنالك بعض الأمهات اللواتي ما زلن يؤيدن تلك الأفكار المتطرفة ويعربن عن موافقتهن عليها.

A picture shows the Kurdish-run al-Hol camp, which holds relatives of suspected Islamic State (IS) group fighters in the northeastern Hasakeh governorate. Al-Hol is the larger of two Kurdish-run displacement camps for relatives of IS jihadists in Syria's northeast.  It holds mostly Syrians and Iraqis but also thousands from Europe and Asia suspected of family ties with IS fighters.  AFP

صورة لنساء يقمن مع أطفالهن في مخيم الهول

على مدار السنتين الماضيتين، أعلنت الأمم المتحدة وكذلك عدد من الناشطين الحقوقيين في المنطقة عن ظهور العشرات من حالات القتل التي طالت بعض سكان ذلك المخيم ونفذها متعاطفون مع تنظيم الدولة أو الخلايا النائمة التابعة له، وكان سببها عدم التزام الضحايا بذلك الأسلوب المتطرف، ولذلك كان معظم من قضوا من الضحايا من حملة الجنسيتين: العراقية والسورية.

A picture shows the Kurdish-run al-Hol camp, which holds relatives of suspected Islamic State (IS) group fighters in the northeastern Hasakeh governorate.  Al-Hol is the larger of two Kurdish-run displacement camps for relatives of IS jihadists in Syria's northeast.  It holds mostly Syrians and Iraqis but also thousands from Europe and Asia suspected of family ties with IS fighters.   AFP

صورة تظهر بعضا من أهالي مخيم الهول

ومع تغير الوضع من السيئ إلى الأسوأ، يرى مورير بأن العاملين في المجال الإنساني في مخيم الهول يحاولون أن يمنعوا حدوث ما هو أسوأ من كل ذلك، إذ يقول: "إن هذا الوضع ليس دائماً، بالرغم من أن من يعيشون في ظل تلك الظروف التعيسة في هذا المخيم لا يخضعون للإجراءات القانونية الواجب اتباعها معهم".

FILE - In this March 31, 2019 file photo, children play in a mud puddle in the section for foreign families at Al-Hol camp in Hasakeh province, Syria. A Syrian Kurdish official said Monday, June 10, 2019, that authorities in northeastern Syria have handed 12 French and two Dutch orphans whose fathers were killed fighting for the Islamic State group back to their countries. (AP Photo/Maya Alleruzzo, File)

أطفال يخوضون في برك الطين داخل مخيم الهول

 المصدر: ناشيونال نيوز