icon
التغطية الحية

"دير شبيغل" تتهم "فرونتكس" بمشاركة مواقع زوارق المهاجرين مع السلطات الليبية

2024.02.16 | 09:45 دمشق

خفر السواحل الليبي
سهّلت "فرونتكس" عمليات القبض على المهاجرين في البحر المتوسط وإعادتهم قسراً إلى ليبيا - سي ووتش
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ملخص

  • "فرونتكس" تشارك بشكل منهجي مواقع زوارق المهاجرين مع السلطات الليبية.
  • تسهل الوكالة الأوروبية عمليات القبض على المهاجرين في البحر المتوسط وإعادتهم قسراً.
  • الوثائق تؤكد تورط "فرونتكس" على الرغم من التعذيب والعنف الموثق ضد المهاجرين في ليبيا.
  • الوكالة تبرر تبادل المعلومات مع ليبيا بأولويتها إنقاذ الأرواح والحفاظ على القانون الدولي.

كشف تحقيق أعدته صحيفة "دير شبيغل" الألمانية ومجموعة "لايتهاوس ريبورتس" عن تواطؤ وكالة الحدود الأوروبية "فرونتكس" والسلطات الليبية في اعتراض قوارب المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، مشيراً إلى أن الوكالة الأوروبية شاركت "بشكل منهجي" مواقع زوارق المهاجرين مع السلطات الليبية.

واستناداً إلى وثائق سرية داخلية لـ "فرونتكس"، أظهر التحقيق أن الوكالة شاركت، في كل مرة تقريباً، مواقع زوارق المهاجرين المنكوبة في البحر المتوسط مع خفر السواحل الليبي، بالإضافة إلى مشاركتها في عمليات القبض على المهاجرين وإعادتهم قسراً إلى ليبيا.

ويأتي تحقيق الصحيفة على الرغم من العنف الذي يمارسه خفر السواحل الليبي ضد المهاجرين، والتعذيب الموثق الذي ينتظرهم في مراكز الاحتجاز في ليبيا، وفق ما ذكر موقع "مهاجر نيوز".

وفي رسالة من مدير "فرونتكس" إلى البرلمان الأوروبي، كشفت عنها "دير شبيغل"، أقر هانز لايتنز بأن الوكالة الأوروبية أرسلت نحو 2200 رسالة بريد إلكتروني، بين عامي 2021 و2023، إلى مراكز تنسيق الإنقاذ الليبي، من أجل تحديد ومشاركة مواقع المهاجرين، والزوارق التي تواجه محنة في البحر الأبيض المتوسط.

وعلى الرغم من ذلك، وخلال الفترة نفسها، سجلت "فرونتكس" عدة حالات عنف ارتكبتها زوارق دوريات خفر السواحل الليبي ضد قوارب المهاجرين التي تحاول الوصول إلى أوروبا، في حين أظهرت التقارير التي تمت مشاركتها في البرلمان الأوروبي أن الوكالة "تعرف جيدا كيف تعمل السفن الليبية في الميدان".

"فرونتكس": الأولوية لإنقاذ الأرواح

من جانبها، أقرت الوكالة الأوروبية "بتعقيدات الوضع في البحر الأبيض المتوسط، لا سيما فيما يتعلق بالتحديات الموثقة في ليبيا"، مؤكدة أن "أولويتها الأولى هي إنقاذ الأرواح".

وجاء في رد الوكالة أن قرار تبادل المعلومات حول السفن المنكوبة مع مركز تنسيق الإنقاذ الليبي "تم اتخاذه على مضض، بموجب مبدأ ضرورة استكشاف جميع السبل الممكنة لإنقاذ الأرواح"، مضيفة أنه "باسم القانون الدولي، لا يمكن استبعاد مركز تنسيق إقليمي من الاتصالات المتعلقة بحالات الطوارئ البحرية في منطقة الإنقاذ الخاصة به".

وقال رئيس الحقوق الأساسية في "فرونتكس"، جوناس غريمهيدن، إنه "إذا توقفت الوكالة عن إرسال بيانات موقع القوارب إلى طرابلس، فمن المحتمل ألا يتمكن أحد من إنقاذ المهاجرين قبالة الساحل الليبي، خاصة أن السلطات المالطية تتجاهل في كل مرة تقريباً نداءات الاستغاثة في منطقتها".

يشار إلى أن الدعم الذي تقدمه "فرونتكس" للسلطات الليبية لا يعتبر مخالفاً للقوانين، فالاتحاد الأوروبي وليبيا تربطهما شراكة استراتيجية ومالية في البحر الأبيض المتوسط منذ سنوات.

وفي آذار 2023، جدد المجلس الأوروبي دعمه المالي والمادي للسلطات الليبية لمدة عامين، وبموجب الاتفاقية، يدرّب الاتحاد الأوروبي خفر السواحل الليبي ويزوّدهم بالسفن في محاولة لمنع المهاجرين من الوصول إلى السواحل الأوروبية.

"فرونتكس" متواطئة مع السلطات الليبية

وسبق أن اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" وكالة "فرونتكس" بالتواطؤ مع السلطات الليبية لتسهيل اعتراض المهاجرين في البحر المتوسط، ومن ثم الانتهاكات التي يتعرضون لها عند إعادتهم القسرية إلى ليبيا.

ولسنوات عديدة، نددت منظمات حقوقية وإنسانية بانتظام بانعدام الشفافية من جانب الوكالة الأوروبية بشأن أنشطة المراقبة التي تقوم بها، وكذلك علاقاتها مع مراكز تنسيق الإنقاذ، متهمة إيها بأنها لا تتعاون مع سفن الإنقاذ التابعة للمنظمات غير الحكومية في البحر الأبيض المتوسط.