لم يعلن الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن يوم الإثنين الفائت عن مدير لوكالة المخابرات المركزية CIA، وذلك عندما كشف عن فريق إدارته؛ لكن اسم مايك موريل صاحب الخبرة في الوكالة، مطروح للتداول منذ أيام، على الرغم من اعتراض سيناتور ديمقراطي على ترشيحه لأنه "مدافع عن التعذيب".
وأكد مصدران مطلعان على المباحثات حول المرشحين لإدارة الـ CIA، لشبكة CNN، أن أبرز المرشحين هو موريل الذي كان نائب مدير وكالة المخابرات المركزية في عهد الرئيس باراك أوباما وعمل مرتين كمدير بالنيابة للوكالة.
ولفتت المصادر لـ CNN إلى أن موريل ما زال في مرحلة المباحثات وأن القرار لا يزال معلقاً ولا يوجد مرشح رئيسي واضح لهذا الدور.
واعترض على ترشيح موريل، السناتور الديمقراطي رون وايدن من ولاية أوريغون، وهو عضو في لجنة الاستخبارات الذي سيصوت في النهاية على المرشح.
اقرأ أيضاً: رأيه بسوريا.. 9 أمور عن مرشح بايدن للخارجية الأميركية
وقال وايدن لشبكة سي إن إن: "لا يمكن تأكيد أن أي مدافع عن التعذيب هو مدير وكالة المخابرات المركزية. إنه أمر غير ناجح"، مشيراً إلى تصريحات موريل السابقة بأن ما يسمى "الاستجواب المعزز" للوكالة للإرهابيين كان فعالاً وأخلاقياً. وهذه التصريحات لموريل تذهب إلى أبعد من تلك التي قالها مسؤولون آخرون واجهوا التحقيقات بشأن تعامل الوكالة مع المحتجزين في المواقع السوداء، بما في ذلك المدير السابق جون برينان والمدير الحالي جينا هاسبيل.
وردّ نك شابيرو، الذي عمل سابقاً في وكالة الاستخبارات ويعمل حالياً متحدثاً رسمياً باسم مايك موريل، على ادعاءات السيناتور وايدن، وقال لشبكة سي إن إن: "عمل مايكل موريل لخدمة البلاد عقوداً طويلة، وهو أحد أذكى ضباط الاستخبارات وأكثرهم تفانياً لدينا. وخدم تحت إدارة كل من الفريقين الديمقراطيين والجمهوريين، وكان إلى جانب الرئيس بوش في تفجيرات 11 سبتمبر (أيلول)، ومع الرئيس أوباما عندما أطحنا بأسامة بن لادن". وأكد أن موريل لم يشارك بأي شكل من الأشكال في إنشاء برنامج التحقيقات تحت التعذيب.
دعا قبل 4 سنوات لقتل الروس والإيرانيين في سوريا
كانت التصريحات المدوية لموريل في آب من العام 2016، عندما دعا إلى تسليح الجماعات المحلية وتوجيهها لقتل الجنود الإيرانيين والروس في سوريا.
وقال موريل حينها في مقابلة مع الصحفي الأميركي تشارلي روز على تلفزيون بي بي إس، " ما يحتاجون إليه هو أن يقوم الروس والإيرانيون بدفع ثمن بسيط، إذ عندما كنا في العراق، كان الإيرانيون يقدمون السلاح للميليشيا الشيعية التي كانت تقتل الجنود الأميركان، أليس هذا صحيحاً؟ أي أن الإيرانيين جعلونا ندفع الثمن، ولهذا ينبغي علينا أن نجعل الإيرانيين يدفعون الثمن في سوريا، وكذلك الروس".
وأكّد موريل على أن "قتل الروس والإيرانيين يجب أن يتم بالسر.. أي أننا يجب ألا نطلع العالم على ذلك، إذ لا يتعين عليك أن تقف في البنتاغون وتقول: لقد قمنا بذلك، بل عليك أن تتأكد بأن من في موسكو وطهران يدركون هذا".
ولم يكتف موريل بذلك، بل طالب القوات الأميركية بقصف منشآت تابعة للنظام، بينها مكاتب الحكومة، ومواقع الطيران والحرس الجمهوري، وذكر أنه يريد أن يخيف الأسد، موضحاً أنه لا يدعو لاغتياله.
وقارن موريل اقتراحه المتمثل بتقديم الدعم الأميركي لجماعات استهدفت القوات الروسية في أفغانستان خلال ثمانينيات القرن الماضي، تلك الجهود التي ساعدت فيما بعد على خلق بيئة حاضنة لتنظيم القاعدة، وبدا غير مهتم حول الطريقة التي قد ترد بها الأطراف الأخرى على مثل تلك التصرفات، بعيداً عن التكهنات بأنها قد تعطي أهمية للمفاوضات في المستقبل.
هذه التصريحات أطلقها موريل في الفترة التي كانت هيلاري كلينتون مرشحة لرئاسة الولايات المتحدة، واتهمه البعض بأنه قدم في مقابلته "تجربة أداء" بهدف الحصول على منصب إدارة الوكالة في حال فازت هيلاري.
اقرأ أيضاً: من هو مستشار الأمن القومي الجديد في إدارة بايدن؟
وحينها كانت هيلاري كلينتون تدعو لحماية المدنيين في سوريا ودعم المعارضة المعتدلة والحد من النفوذين الروسي والإيراني في سوريا، ليكون كلام موريل تصديقاً على آراء كلينتون.
وبعد المقابلة، أشادت هيلاري كلينتون على مصادقة موريل لها عبر صفحتها على تويتر.
وبعد خروجه من وكالة الاستخبارات المركزية في عام 2013، كتب موريل مذكراته تحت عنوان: (الحرب العظيمة في زمننا)، وقد قوبل هذا الكتاب بانتقادات واسعة وذلك لدفاعه عن فكرة تعذيب المعتقلين في المرحلة التي أتت عقب أحداث 11 أيلول، كما شارك موريل في كتابة دحض لتقرير التعذيب لدى لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس الشيوخ.