icon
التغطية الحية

دراسة حديثة تكشف سبب وفاة الإسكندر المقدوني

2023.08.19 | 16:16 دمشق

مقدوني
تمثال يجسد الإسكندر الكبير
تلفزيون سوريا- إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

ظلت حادثة وفاة الإسكندر المقدوني (الإسكندر الأكبر) تشكّل لغزاً محيراً للعلماء والمؤرخين طيلة أكثر من 23 قرناً، حيث اختلفت الروايات المتعلقة بسبب وفاته بين قائل بأنه مات بعد إصابته بعدوى التيفوئيد أو الملاريا، أو بسبب شربه كمية كبيرة من الخمر، أو بتسميمه.   

مؤخراً، أفادت دراسة صدرت حديثاً بأن الإسكندر المقدوني لقي حتفه نتيجة اضطراب عصبي حاد نادر، يسبب ضعفاً سريعاً للعضلات يؤدي في النهاية إلى الشلل، مؤكدة أن الإسكندر بقي 6 أيام على قيد الحياة وهو بحالة شلل تام قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، في حين اعتقدت حاشيته أنه رحل، وربما كان يسمع خلافاتهم حول ترتيب العرش بعد رحيله.

وأشار المؤرخون المشاركون في إعداد الدراسة، إلى أن جسد الإسكندر لم يتحلل لمدة 6 أيام بعد موته المفترض، الأمر الذي دفع اليونايين القدماء حينها لادعاء وجود صفات غير بشرية لدى الإسكندر.

ولفتت أستاذة الطب في جامعة أوتاغو النيوزيلندية، كاثرين هول، إلى أن الإسكندر أصيب بالشلل بينما كان جسده قيد التجيهز للدفن، ووفقا لمعتقدات بعض اليونايين القدماء، فإن ذلك قدم لهم دليلاً على كونه "إلهاً".

وقالت "هول" لصحيفة "فوكس نيوز" الأميركية: "لقد عملت لمدة 5 سنوات في مجال الرعاية الطبية الحرجة، ورأيت على الأرجح نحو عشر حالات شبيهة". وأضافت: "الجمع بين الشلل الصاعد والقدرة العقلية الطبيعية نادر للغاية، ولم أشاهده إلا مع الضعف السريع للعضلات، وحالياً يصيب المرض ذاته واحداً من بين كل مئة ألف شخص في المملكة المتحدة والولايات المتحدة".

وأردفت هول: "لم تُقدَّم أي من التفسيرات القديمة أي إجابة شاملة تعطي تفسيراً معقولاً ومجدياً لحقيقة الرواية التاريخية المتعلقة بعدم ظهور أي علامات تحلل على جثة الإسكندر لمدة 6 أيام بعد وفاته".

ما سبب إصابة الإسكندر بالشلل؟

ولفتت هول إلى أن التفسير يشرح سبب الشلل المخيف الذي أصاب الإسكندر بدءاً من ساقيه وذراعيه، قبل أن يجعله غير قادر على الكلام. وقالت: "لا يؤثر المرض الناجم عن عدوى بكتيرية في المعدة على الدماغ، فقد كانت حاسة النظر عنده غير واضحة، وانخفض ضغط دمه للغاية ودخل في غيبوبة، ولكنه كان على دراية بمحيطه ويمكنه سماع ما يدور حوله".

وتابعت: "لذلك ربما سمع جنرالاته يتجادلون عن خلافته ومن سيخلفه، وربما سمع المحنطين المصريين الذين جاؤوا وكانوا على وشك البدء بعملهم".

"ظنّوه ميتاً"

وجاء في الدراسة: "هذه الأعراض مع ذلك النوع من الشلل في جسد الإسكندر إلى انخفاض طلب الجسم على الأوكسجين، وهو ما من شأنه أن يقلل من معدل التنفس، أدت إلى عدم احتفاظ جسمه بحرارته، مع ثبات حدقة عينه وتوسعها، ما جعل الأطباء يظنونه ميتاً، بينما كان قادراً على السمع والتفكير والشعور بما حوله".

وأضافت الدراسة: "تشخيص الوفاة في تلك الأزمنة كان يعتمد على التنفس أكثر من النبض، وإذا كان جسده يعاني شللاً فمن المفترض أن يكون تنفسه ضعيفاً للغاية، وقد لا يكون جسده الذي لم تظهر عليه علامات تحلل ما بعد الموت معجزة، فالحقيقة البسيطة أنه لم يكن قد مات بعد".

الإسكندر الكبير

ويعد الإسكندر من أشهر القادة العسكريين عبر التاريخ، إذ امتدت إمبراطوريته إلى مساحات شاسعة من مقدونيا إلى مصر والهند بما في ذلك مناطق كبيرة من محيط البحر الأبيض المتوسط وبلاد فارس، ولكنه مات شاباً في مطلع الثلاثينيات من عمره عام 323 ق.م.

ولد الإسكندر عام 356 ق.م في مدينة بيلا المقدونية (باليونان حالياً)، وورث العرش بعد مقتل والده "فيليب" على يد حارسه، كما ورث عنه الجيش وفنون الحرب، وتخلص من منافسيه وقاد حملات لبسط نفوذه على اليونان وإخضاع مدنها لمقدونيا، وابتكر مبدأ الحرب الخاطفة ووسع سلاح الفرسان، وغزا بلاد فارس تحقيقاً لحلم والده.

وسبق أن أشار مؤرخون إلى احتمال أن يكون مرض ومات في مدينة بابل القديمة (بالعراق حالياً)، أو أن يكون قتل في انقلاب عسكري استهدفه، لكن معظم هذه التكهنات لا تصمد طويلاً أمام البحث التاريخي، والأكيد لدى المؤرخين أن إمبراطوريته تفككت بعد رحيله وانقسمت بين كبار جنرالاته.