icon
التغطية الحية

دراسة تجيب.. كيف تستنزف المواصلات إنتاجية الموظفين؟

2022.05.23 | 11:47 دمشق

istanbul-metrobus-kalabalik.jpg
الازدحام في إسطنبول
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

كانت كيري ميلين تقطع نحو 65 كيلومترا في أيام العمل طيلة 14 عاماً لتصل إلى استوديوهات "نيكلوديون" (Nickelodeon) بمدينة بوربانك في كاليفورنيا بالولايات المتحدة حيث عملت مصممة صور متحركة. 

وكانت رحلة ميلين تبدأ من منزلها في وادي سيمي شرقاً عبر طريق داخلي ثم تتجه إلى الطريق السريع جنوباً وبعدها بثلاثة انعطافات تبلغ وجهتها، بحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية اليوم الإثنين. 

وكانت تقود سياراتها لمدة 75 دقيقة في أفضل الأيام، حيث قالت ميلين: "تبلغ مدة رحلتي ساعتين في أيام الازدحام... كان حنق السواقة حقيقياً وشعرت بأنني حبيسة مسار من مسارات الطريق في وقت تعذبني آلام عرق النسا".

وأضافت أنه لن تجدوا مبدعاً يوصي باستهلال اليوم بالتوتر وآلام الظهر. لكن لا يُفهم أثر معاناة هذه الكيلومترات على يوم عمل ميلين كما يجب. 

التنقل يفصح عن حالة اليوم

وساعد بحث جديد من كلية "دارتموث" بالتعرف إلى انعكاس التنقل على الأداء، حيث قال أندرو كامبل، الباحث الرئيسي في الدراسة وأستاذ علوم الكمبيوتر: "تنقلك يشي بحال بقية يومك".

وكان هناك 275 موظفاً في مجال المعلومات يعمل 45% منهم لدى شركات تقنية في أرجاء الولايات المتحدة يحملون أجهزة لتتبع اللياقة البدنية قبل الوباء، وقد رُصدوا على مدار الساعة لمدة عام. 

تنقل معظمهم، 94% منهم، بالسيارة بمتوسط رحلات تراوحت بين 40 و60 دقيقة وكانت الأجهزة تجمع بيانات تشمل دقات القلب والنوم والطقس.

وأظهرت البيانات أن صباحاً صعباً من حيث التنقل كان كسقوط أول قطعة دومينو يلحق بها تتابع مزعج لبقية اليوم. 

وقال بينو أوديا وهو باحث شارك في الدراسة وأستاذ إدارة ومنظمات في مدرسة توك للأعمال في "دارتموث": "يزيد التنقل من مستويات التوتر، خاصة إن لم يكن جيد التخطيط ومتوقع التفاصيل". كما أن للتوتر تداعيات على المزاج وعلى ميل المرء لتحية زميل التقاه في البهو أربع مرات في ذات اليوم.

ما تأثير ذلك على الأداء في العمل؟

وتوصل الباحثون إلى أن التنقلات التي تنطوي على نشاط بدني أكبر كالمشي أو ركوب الدراجات لا يصاحبها نفس التوتر وتُعين على أداء أفضل في العمل. 

وقِيس الأداء من خلال تتبع عشرات السلوكيات الإنتاجية مثل مد يد العون للزملاء والتطوع للمهام والتخلي عن فترات الراحة بغية إكمال العمل، وكذلك السلوكيات المعاكسة، مثل التبكير بمغادرة العمل وإطالة فترات الراحة والبطء في العمل.

وأبلغ المشاركون بأنفسهم عن النتائج وظهر تدني مستوى أداء 110 من 275 موظفاً، حيث لم يكن هناك استنتاج حول سبب وجود الارتباط، فقد انصب تركيز الباحثين ببساطة على قياس الأداء. 

وكانت النتيجة الأخرى أنه بغض النظر عن كيفية تنقل العامل أن أداء من يغادرون منازلهم أو مكاتبهم في نفس الوقت كل صباح ومساء ويسلكون طريقاً لا يغيرونها أفضل ممن نوّعوا توقيت مغادرتهم والطرق التي سلكوها. ويتوافق هذا مع النتائج السابقة التي وجدها فريق "دارتموث" بأن أصحاب الأداء الأعلى يلتزمون أنماطاً يومية متكررة.

سكن قريب

وشجع الباحثون على التفكير بالسكن قرب المكتب إن أمكن ذلك مالياً أو العمل عن بعد أو من مكتب فرعي أقرب تقليلاً للتنقل.

وفي السياق، قال كريس هيلر، كبير مسؤولي العقارات في "أو جيه أو لابس"، وهي منصة عبر الإنترنت لبيع وشراء المساكن في أوستن، إن العيش قرب المكتب "يمكن أن يكون ممتعاً ومثيراً في سن العشرين والثلاثين، لكن حين تصبح أربعينياً أو خمسينياً ستعتقد أن ذلك لم يعد نوعاً مرغوباً من المتعة أوالبيئة".

ولفت إلى أنه عادة ما يكون للشركات مكاتب في المناطق التجارية أو في وسط المدينة حيث يكون العيش فيها مُكلفاً".

وأوضح أنه إن كان هناك مسكن قريب من مكان العمل باهظ فحاول البحث عن مسكن قرب خط نقل عام يقلّك مباشرة إلى مكتبك وليس منزلاً يجبرك أن تقود سيارتك إلى محطة قطار لتبدل وسيلة النقل، وهو أمر يعرف ركاب قطار الأنفاق أنه سبب إزعاج رئيسي.

من جهته، شجع الباحث أوديا المتنقلين على تحليل أنماطهم والتفكير بكيفية التزام أحدها، وهذا بالطبع أمر قوله أسهل من فعله بالنسبة للموظفين المشغولين الذين يوازنون بين أدوار الرعاية وبين اضطرارهم لفعل ما يتقاضون عليه أجورهم.

وقال أوديا: "قابلية الاستشراف قد تؤثر على مفهومك حيال السيطرة على مجريات يومك وشعورك حياله، إذ تظهر كثير من الأبحاث أنه كلما زادت سيطرة العامل على ذلك كان أسعد".