icon
التغطية الحية

خطوتان جديدتان للقوات الروسية في الحسكة لتثبيت نفوذها

2020.09.15 | 15:15 دمشق

eyep2grxgaat2to.jpg
أرتال عسكرية روسية تصل إلى قاعدتها في مطار القامشلي- أيلول 2020 (فيس بوك)
إسطنبول ـ تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

عادت القوات الروسية للتحرك مجدداً في محافظة الحسكة ومدنها وأريافها، بغية إنجاح محاولاتها في تثبيت نفوذها في هذه المنطقة التي تحسب على النفوذ الأميركي ومن خلفه التحالف الدولي.

وخلال الأسبوعين الأخيرين، أجرت القوات الروسية تحركات في محافظة الحسكة، على صعيدين الأول عسكري والثاني اقتصادي.

 روسيا تدعّم قاعدتها في مطار القامشلي

أرسلت روسيا عشرات المدرعات والحافلات تحمل جنوداً إلى قاعدتها في مطار القامشلي، التي تعد القاعدة الرئيسية الثالثة لها في سوريا بعد قاعدتي "حميميم" و"طرطوس".

 ووفق مصادر محلية، فإن روسيا عززت قاعدتها في مطار القامشلي، بمعدات لوجستية وأخرى عسكرية.

 ووصلت إلى القاعدة الروسية أكثر من 40 حافلة عسكرية، ضمت وقوداً ومواد لوجستية، كانت قادمة من الطريق الدولي "M4" من جهة عين عيسى، وبرفقتها حوامات عسكرية.

ولم تكن روسيا تمتلك نفوذاً بارزاً في محافظة الحسكة، إلا أن شهر تشرين الأول 2019، كان بداية تغلغلها في المحافظة، بعد أن وضعت قدما لها في مناطق شمال شرقي سوريا، إثر تدخلها لإيقاف هجوم الجيش التركي على "قسد" في منطقة شرق الفرات ضمن عملية "نبع السلام".

تدخل روسيا جاء بعد اتفاقها مع الجانب التركي على إخراج "قسد" من المنطقة، وتسيير دوريات مشتركة في ريفي الحسكة والرقة وحلب.

ومن خلال هذا الاتفاق استقدمت روسيا طائرات ومدرعات وعددا من الجنود، وتمكنت من إنشاء قاعدة ثالثة لها في سوريا بعد قاعدتي "حميميم" و"طرطوس" على الساحل السوري، لكن هذه المرة في محافظة الحسكة.

وفي 14 من تشرين الثاني 2019، نقلت روسيا منظومات من الدفاع الجوي وثلاث طائرات هليكوبتر، واحدة من طراز "Mi8"  واثنتان من طراز  "Mi-35" من قاعدة "حميميم" العسكرية في ريف اللاذقية إلى مطار القامشلي بالحسكة، بحسب ما نقلته وكالة “tvzvezda الروسية، التي وصفت الحدث بـ "التاريخي".

 رئيس مكتب قائد الطيران الجوي، تيمور خوداييف، قال حينذاك، إن نقل منظومة من الدفاع الجوي من طراز "بانتسير" إلى مطار القامشلي، بهدف حماية الطائرات من الأرض، إضافة إلى وجود برج مراقبة وأماكن للفحص الطبي للطيارين.

وعلى الرغم من سيطرة "قسد" على معظم المناطق في محافظة الحسكة ومدينة القامشلي، إلا أن مطار الأخيرة بقي تحت سيطرة النظام طيلة السنوات الماضية.

وتسعى روسيا للتمدد أكثر في مناطق سيطرة "قسد" في الحسكة، إلا أنها عجزت خلال الأشهر الماضية عن إنشاء نقاط جديدة لها في المحافظة، وخاصة في قرية قصر ديب جنوبي مدينة المالكية، بعد أن منعها السكان من ذلك، إلى جانب التضييق الكبير الذي تمارسه القوات الأميركية على حركة نظيرتها الروسية في المنطقة.

e5a4ed6f-e7b8-47c2-b52e-2eb47e3775bb.jpg

روسيا تحاول إنعاش اقتصاد النظام عبر الحسكة

إلى جانب تحركها العسكري، عملت روسيا على إعادة تشغيل الطريق الدولي "M4" الواصل بين بلدة تل تمر بريف الحسكة ومدينة رأس العين بريف الرقة، بعد أن توقف عن العمل في تموز الفائت، نتيجة إجراءات الحظر بسبب فيروس "كورونا".

استغلت روسيا وجودها في شمال شرقي سوريا، وعملت منذ أشهر على إيجاد طرق تربط مناطق سيطرة نظام الأسد بمناطق "قسد"، سعياً منها لإيجاد متنفس اقتصادي للنظام الذي يعاني من العقوبات الأميركية والغربية.

وفي نهاية أيار الفائت، عبرت أول قافلة من تل تمر إلى عين عيسى بعد التوصل إلى تفاهمات بين القوات الروسية والتركية الموجودة على جانبي الطريق.
وتوقف العمل على طريق "M4" في جهته الواصلة بين الحسكة والرقة في تشرين الأول 2019، أي مع بدء تركيا عملية "نبع السلام"، ويعد هذا الطريق الشريان الاقتصادي المهم بالنسبة لمناطق شمال شرقي سوريا.

ووفق تحليل بياني أعدّه موقع "COAR "، الذي تشرف عليه مجموعة من المختصين والخبراء الذين يقدمون دراسات وتحليلات حول سوريا، بشكل أسبوعي، فإن فتح طريق تل تمر- عين عيسى يعتبر حدثاً بارزاً للتعاون السياسي بين "قسد" ونظام الأسد، خاصة وأنه يأتي في ظل انهيار اقتصاد النظام بسبب الانخفاض الشديد لقيمة الليرة السورية، ما يجعل للحركة التجارية أهمية كبيرة الآن.

ويعتبر التحليل أن التعاون يشكل تطوراً على الصعيد التجاري أيضاً، باعتبار "M4" هو الشريان الرئيس للتجارة والتنقل ووصول المساعدات الإنسانية في مناطق شمال شرقي سوريا، التي تعتبر من المناطق الغنية بالموارد والقليلة بالسكان.

ووفق تحليل "COAR"، فإن النشاط التجاري عبر "M4" في شمال شرقي سوريا يركز على مبدأ قانون العرض والطلب، وعلى العلاقات بين الأطراف المؤثرة في المنطقة، موضحاً أن مناطق سيطرة النظام تستورد من مناطق "قسد" النفط الخام، بشرط إعادة جزء منه على شكل مواد مكررة مثل المازوت.

5-7_0.jpg