icon
التغطية الحية

حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يطالبونها بدفاعات جوية بعد هجمات المسيرات

2024.02.16 | 11:33 دمشق

مبنى سكني دمره الحرس الثوري الإيراني في أربيل وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص في 15 كانون الثاني 2024
مبنى سكني دمره الحرس الثوري الإيراني في أربيل وأسفر عن مقتل أربعة أشخاص في 15 كانون الثاني 2024
Business Insider - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

لم تكن القوات الأميركية وحدها من وقع فريسة للمسيرات والصواريخ الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط، وذلك لأن حلفاء أميركا المقربين، وعلى رأسهم كرد العراق والقوات الكردية في سوريا تعرضت هي الأخرى لموجات من هجمات المسيرات منذ شهر تشرين الأول الماضي، ولهذا صار هؤلاء الحلفاء يطلبون من الولايات المتحدة دفاعات جوية ومزيداً من الأسلحة المتطورة، بيد أن تسليم تلك الأسلحة لا يمكن أن يتم إلا بموافقة تركية ووفقاً للسياسة الخاضعة للهيمنة الإيرانية في العراق.

في الثامن من شباط قال رئيس الوزراء في كردستان العراق، مسرور البرزاني خلال مقابلة أجرتها معه محطة إن بي سي الإخبارية: "كما تعرفون، تعرضنا مؤخراً لهجمات بمسيرات وقذائف"، وفي تلميح واضح للدفاعات الجوية قال: "لا تتوفر لدينا إمكانيات للدفاع عن أنفسنا، ولهذا عندما نقول إننا بحاجة لمزيد من الدعم من الولايات المتحدة، فإننا لا نتحدث بالضرورة عن إرسال مزيد من القوات الأميركية، بل مزيد من الإمكانيات العسكرية".

سياسة تبادل المصالح مع العراق

تعرضت كردستان العراق لموجات من الهجمات بالمسيرات التي استهدفت بصورة رئيسية القوات الأميركية في المنطقة الحاصلة على استقلال ذاتي، وذلك منذ شهر تشرين الأول الماضي، وفي الوقت الذي لم تتسبب فيه تلك الهجمات بمقتل أي أميركي كما حدث في الهجوم الشائن الذي استهدف البرج 22 في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، فإن هذه الهجمات أسفرت عن إصابات بين صفوف العساكر الأميركيين.

إذ تعرض ثلاثة جنود أميركيين للإصابة، أحدهم في وضع حرج، بسبب غارة نفذتها مسيرة في الخامس والعشرين من كانون الثاني، كما أصابت مسيرة محملة بمواد متفجرة ثكنات أميركية تقع في القاعدة نفسها في السادس والعشرين من تشرين الأول، والغريب أن تلك المواد لم تنفجر.

كما استهدفت إيران بشكل مباشر وبواسطة صواريخ باليستية منزل رجل أعمال كردي بارز في العاصمة أربيل وذلك في الخامس عشر من كانون الثاني.

بيد أن قوات البشمركة المسلحة التابعة لكردستان العراق لا تمتلك إمكانيات عسكرية تمكنها من الدفاع عن نفسها وسط هذه الهجمات، ولذلك طالب الكونغرس الأميركي وزير الدفاع بتقديم خطة بحلول الأول من شباط الجاري تقضي بتسليح البشمركة بدفاعات جوية وذلك بموجب قانون تفويض الدفاع الوطني لعام 2024.

وعن ذلك يقول محمد صالح وهو عضو رفيع في مركز أبحاث السياسات الخارجية: "كان مجال التسليح الأميركي لقوات البشمركة الكردية محدوداً، ولم يشمل الأسلحة المتطورة مثل نظم الدفاع الجوي، لذا من غير المؤكد إن كان ذلك سيتغير مع عدم وجود إرادة قوية لتحقيق ذلك من داخل الإدارة الأميركية في واشنطن".

وتطرق صالح إلى أن الكرد العراقيين يعتبرون أنفسهم مستهدفين بصورة ممنهجة وذلك بسبب ارتباطهم بالولايات المتحدة، وقال بأنهم قبل أسبوع فقط وقفوا ضد الجهود السياسية التي بذلتها جماعات موالية لإيران من أجل طرد القوات الأميركية من العراق.

تتوقع كردستان العراق من الولايات المتحدة أن تقدر هذه المواقف وأن تزودها بالدفاعات الجوية نظراً للتهديدات الكبيرة التي تتعرض لها تلك المنطقة الحاصلة على استقلالها الذاتي، ويمكن لذلك أن يأتي على شكل إمدادات سلاح أميركية تقدم مباشرة للبشمركة أو عبر قيام الجيش الأميركي بزيادة إمكانات الدفاع الجوي المحدودة في كردستان العراق بحيث تشمل المنطقة بأكملها بدلاً من أن تقتصر على حماية القواعد والقنصلية الأميركية.

 

يخبرنا سينغ ساجنيك رئيس قسم التحليلات في شركة استشارية تعنى بالشؤون الجيوسياسية بأن هنالك اعتبارات عديدة يجب أن تؤخذ بالحسبان عند تزويد البشمركة بالدفاعات الجوية، إذ بنظره يتمثل القلق الأكبر باشتراط قانون تفويض الدفاع الوطني الحالي تسليح الجيش العراقي بتلك النظم.

وأضاف: "قد تتردد الولايات المتحدة في تزويد أسلحة متطورة للحكومة المركزية العراقية، خاصة مع ميل بغداد للمطالبة وبشكل رسمي برحيل قوات التحالف من العراق، وبالنتيجة، قد تؤجل الحكومة العراقية المركزية حصولها على نظم الدفاع الجوي من الولايات المتحدة لتمنع وصول تلك النظم إلى المنطقة الكردية بناء على توجيهات من إيران".

ثمة منظور مختلف لإدراك التهديد والخطر في كل من بغداد وأربيل بما أن الأولى لم تتعرض لتهديد جوي من إيران أو من حلفائها، وعن ذلك يقول ساجنيك" "من الضروري بالنسبة لكردستان العراق الحصول على نظم أسلحة متطورة من الولايات المتحدة وفي ذلك قرار يعتمد على الالتفاف على الحكومة العراقية المركزية، وقد سبق أن حدث ذلك في الماضي، لا سيما خلال الحرب على تنظيم الدولة".

العائق التركي

قد لا تعترض تركيا على تزويد الولايات المتحدة لكردستان العراق بنظم الدفاع الجوي لكنها قد تضع شروطاً محددة ليتم ذلك، إذ في الوقت الذي تتمتع فيه أنقرة بعلاقات صداقة مع الحزب الديمقراطي الكرستاني الحاكم في أربيل، تعارض سياسات الحزب الثاني في المنطقة، أي الاتحاد الوطني الكردستاني والذي اتهمته مراراً بالتعاون مع ألد أعدائها، أي حزب العمال الكردستاني.

ويعلق ساجنيك على ذلك بقوله: "من غير المرجح لأنقرة أن تعارض تسليح قوات كردستان العراق بأسلحة دفاع جوي، بما أنها ستستخدم في نهاية الأمر لحماية المصالح التركية ضد أي اعتداء إيراني، بيد أن أنقرة ستراقب عن كثب من سيحصلون على تلك الشحنات في حال زودت أميركا كردستان العراق بتلك الأسلحة، وهدفها من ذلك منع الاتحاد الوطني الكردستاني المتحالف مع حزب العمال الكردستاني من الحصول على أسلحة متطورة".

قسد أيضاً بحاجة لأسلحة متطورة

تعرضت قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرقي سوريا لموجة غير مسبوقة من الغارات الجوية خلال الشهور الماضية، فقد قصفت تركيا المنطقة ضمن حملة ضارية اعتمدت على غارات جوية وأخرى نفذتها مسيرات، كما استهدفت الميليشيات المدعومة إيرانياً قسد بمسيراتها، وفي الخامس من شباط، قُتل ستة مقاتلين من قسد عندما استهدفت مسيرة تحمل مواد متفجرة تابعة لمليليشيا مدعومة إيرانياً مقرهم العسكري الذي يؤوي جنوداً أميركيين أيضاً.

وفي الثامن من شباط، ذكر مظلوم عبدي قائد قسد بأن قواته: "تحتاج إلى إمكانيات تقنية وإلى مزيد من نظم الدفاع الجوي" في تلك المنطقة، وذلك لأن القوات الأميركية التي لا يتجاوز عددها 900 في سوريا لديها بعض الدفاعات المحدودة التي تشمل نظم آفنجر قصيرة المدى التي تطلق صواريخ ستينجر، وهذه الدفاعات اعترضت ست مسيرات أطلقتها ميليشيات مدعومة إيرانياً في العاشر من شباط الجاري.

 

ولهذا فإنه من المرجح أن تعترض تركيا على أي سلاح تقدمه الولايات المتحدة لقسد.

وتعليقاً على ذلك يقول علي بكر وهو خبير بالشأن التركي وباحث زائر لدى برنامج الشرق الأوسط في مجلس الأطلسي: "إن استغلال الاشتباكات التي وقعت مؤخراً كمبرر لمطالبة الولايات المتحدة بتقديم مزيد من الدفاعات الجوية قد تنظر إليه أنقرة نظرة سلبية، إذ بحسب نوع وموقع الدفاعات الجوية، يمكن لأنقرة أن تعتبرها تهديداً لتركيا لا حماية لها من إيران".

ولكن، على الرغم من كل المعوقات، مايزال من المتاح العثور على حل ناجع يمكن من خلاله تزويد الكرد ببعض الدفاعات الجوية في ظل التهديدات التي تأتيهم من السماء، ويعلق ساجنيك على ذلك بقوله: "في الوقت الذي قد تؤمن فيه كردستان العراق نظماً صاروخية متطورة متوسطة المدى لأغراض دفاعية، قد ينطوي الخيار الأمثل بالنسبة لقسد على مطالبة الجيش الأميركي بحماية المناطق التي تسيطر عليها قسد والاستعانة بالأسلحة التي يقوم جنود أميركيون بتشغيلها.

المصدر: Business Insider