icon
التغطية الحية

حراس مقابر في دمشق يستغلون انقطاع الزيارات لبيع القبور

2023.04.29 | 12:22 دمشق

مقابر دمشق
مقبرة في دمشق
دمشق ـ جوان القاضي
+A
حجم الخط
-A

"قررت زيارة قبر ابني هذه السنة رغم وضعي الصحي الصعب"، تقول السيدة نوال التي تسكن في حي باب الجابية بدمشق وتعاني من أمراض عدة جعلت قدرتها على الحركة قليلة جداً، وفي أثناء زيارة قبر ابنها لم تجده إلا بعد بحث مضن في مقبرة باب الصغير حيث تفاجأت بتغير ملامحه، وأنه لم يعد كما كانت تعرفه منذ آخر مرة زارته في العام 2021.

وتضيف السيدة السبعينية لموقع تلفزيون سوريا أنَّها تعرف مكان قبر ابنها جيداً وفي أية جهة يقع وتحفظ شكله وكأنها تزوره يومياً، لكن رغم ذلك لم تستطع التعرف إليه بسهولة إلا من خلال ذاكرتها المرتبطة بشكل القبور المحيطة به، وذلك، من جراء حدوث تغييرات في شكلة الخارجي بفعل فاعل على حد تعبيرها.

وتوضح أنَّ قبر ولدها أضحى بلا "شاهدة"، فضلا عن محاولة خلع الرخام من أحد جوانبه في محاولة من حراس المقبرة لبيعه فيما بعد، كما قالت، مضيفةً "أنه حتى الموتى هناك من يتعدى على هويتهم ويحاول إزالتها ليتحول القبر إلى قبر بلا هوية (مجهول)".

بيع القبور بدمشق.. مفاجأة في عيد الفطر

خلال عيد الفطر الفائت وفي أثناء زيارة القبور حسب العادات والتقاليد المتوارثة لدى أهل دمشق، تفاجأ بعضهم بأن قبور ذويهم تغيرت أشكالها أو تم بيعها لأشخاص آخرين، إذ هناك الكثير من العائلات التي لا تستطيع زيارة قبور موتاها لأسباب عديدة منها السفر واللجوء، أو لوضع صحي ما، وهو ما يستغله سماسرة وحراس المقبرة للمتاجرة بقبور الناس.

ويحدث التلاعب في المقابر من خلال حراسها الذين يعرفون هوية كل قبر ولأية عائلة تعود ملكيته، حسب عدد من سكان دمشق التقاهم موقع تلفزيون سوريا.

ويقول خالد المبيض وهو من سكان حي باب سريجة وتملك عائلته قبورا عدة في مقبرة باب الصغير "إنَّ التلاعب في المقابر حصل عندما قامت محافظة دمشق بإعادة ترقيم القبور وتثبيت ملكيتها في العام 2012. مضيفاً أن حراس المقابر استغلوا الحرب وحجزوا قبورا شاغرة بأسماء وهمية، أو غيروا شاهدة بعضها".

ويوضح للموقع أن أحد أقاربه تعرض لخسارة قبر عائلته الذين هم خارج البلاد، إذ عندما كان يخبرهم بضرورة ترميم القبر وإعادة بنائه للمحافظة عليه "رفضوا ذلك بانتظار عودتهم للبلاد".

أسعار مرتفعة للقبور في دمشق

يستغل حراس المقابر بالتعاون فيما بينهم غياب ذوي القبر عن زيارته لفترات طويلة، ويقومون بتكسير القبور القديمة التي لم يزرها أصحابها منذ فترة طويلة كخطوة أولى، ومن ثم يزيلون الشاهدة، وفقاً للمبيض، مؤكداً أنه في حال عدم السؤال عن القبر يتم بيعه بسعر مرتفع جداً.

وكل ذلك يحدث وسط ارتفاع أسعار القبور وندرتها في مدينة دمشق، إذ يبلغ سعر القبر في مقبرة باب الصغير  نحو 100 مليون ليرة.

ويبلغ عدد المقابر في العاصمة السورية دمشق 30 مقبرة، تحوي قرابة 150 ألف قبر، وفقا لتصريحات صحفية سابقة لمدير مكتب دفن الموتى بدمشق فراس إبراهيم.

وينص القانون السوري، على ألا يخضع القبر لعمليات البيع والشراء، وإنما تعود ملكيته لوزارة الأوقاف، في حين تحدد أحقية الدفن للوفاة الأولى فيه وأسرته، ولا يمكن دفن شخص غريب عن الأسرة من غير الورثة الشرعيين، التي يسمح هنا القانون بالتنازل عن القبور فيما بينهم.

وكانت بدأت محافظة دمشق في العام 2017، تطبيق قرار بإصدار تراخيص لقبور مكونة من ثلاثة طوابق نتيجة قلة عدد القبور وارتفاع أسعارها.