icon
التغطية الحية

حديقة مزهرة و"مَلاكٌ بجناحين".. قصص أمل من قلب المخيمات في شمال غربي سوريا

2024.01.20 | 06:53 دمشق

خالد برفقة أسرته الجديدة
خالد برفقة أسرته الجديدة
UN OCHA- ترجمة وتحرير: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

تسبب النزاع العنيف وبعده كارثة طبيعية فتاكة بقلب حياة الناس في سوريا رأساً على عقب خلال العام 2023، ولكن وسط تلك المحنة التي لا يمكن لأحد تخيل حجمها، نلمح إنسانية تملأ القلب بدفء غريب، وتتجسد في هذه القصص الرائعة:

الحديقة المزهرة.. قرية التيه شمال غربي سوريا

تعيش مطرة، 55 عاماً، في مخيم للنازحين بشمال غربي سوريا، إلا أن رعاية الحدائق تذكرها بحياتها في قريتها، وتساعدها على نسيان أحزانها ومخاوفها والنزاع الدائر من حولها، إذ خلال الشتاء الماضي، أصبحت روائح الأزهار القادمة من حديقتها مصدر راحة كبيرة لجيرانها في المخيم الذين أتعبتهم رائحة الفحم الذي يستخدمونه للتدفئة.

نادراً ما نجد حديقة أو مساحة مزروعة في المخيم، وذلك لأنه عبارة عن مأوى مؤقت يسكنه النازحون لحين عودتهم المرتقبة إلى بيوتهم، ولكن هنالك علاقة متينة بين كثير من المجتمعات المحلية والبستنة، إذ يتخذ الناس من الحدائق وسيلة لممارسة بعض السيطرة على ما يحيط بهم مباشرة بعدما فقدوا السيطرة على ما يجري من حولهم.

حديقة مزهرة في مخيم للنازحين بشمال غربي سوريا

 

 

حديقة مزهرة في مخيم للنازحين بشمال غربي سوريا

العثور على أسرة من جديد

يعيش خالد في مخيم للنازحين بإدلب بعدما فقد بعضاً من أفراد أسرته في الأعمال العسكرية، ولهذا قرر أن يتقاسم خيمته مع أطفال أيتام، فأصبحت خيمته تؤوي 14 يتيماً حتى تاريخ التقاط هذه الصورة في تشرين الأول من عام 2023.

ومنذ الخامس من الشهر نفسه، قتل أكثر من مئة إنسان في شمال غربي سوريا، 40% منهم أطفال، وذلك بسبب القصف وغيره من أعمال العنف، كما أصيب خلال تلك العمليات أكثر من 400 شخصاً.

 

خالد برفقة أسرته الجديدة

 

خالد برفقة أسرته الجديدة

 

ملاك ينبت لها جناحان من جديد

فقدت ملاك ساقها في عام 2021 بسبب لغم أرضي وذلك عندما كانت في طريق عودتها إلى البيت من المدرسة، وبعد تلك الحادثة المأساوية، صارت تراقب أصدقاءها وهم يذهبون إلى المدرسة من دونها، غير أن العاملين في المجال الإنساني ساعدوها على تغيير مسار حياتها، إذ خلال العام الماضي حصلت ملاك على دعم نفسي وعلى قدم صناعية وعلى علاج فيزيائي قدمته لها منظمة يداً بيد في مركز يدعمه صندوق سوريا الإنساني.

وأخيراً تمكنت ملاك من العودة إلى المدرسة، فأصبحت قصة تصميمها وإصرارها على العودة  مصدر إلهام لمن حولها.

 

ملاك وساقها الصناعية

 

ملاك وساقها الصناعية

 

العناية بالمسنين

خسرت عجائز يعشن في المخيمات من يعتني بهنّ خلال فترة النزاع، ولكن بفضل مركز البشير أصبح لهن من يقف بجانبهن ويدعمهن. يدير هذا المركز الذي أقيم في مدينة معرتمصرين بشمالي إدلب فريق مكون من 12 متطوعة، بينهن ممرضة، ويعملن على تقديم الدعم للنساء العجائز فيما يتصل باحتياجاتهن الصحية والاجتماعية اليومية، بيد أن المركز يفتقر حالياً إلى الدعم المالي ويقتصر في عملياته على التبرعات التي يقدمها أفراد.

ولهذا تلعب المتطوعات دوراً مهماً في هذا المركز على الرغم من أن هذا الدور غالباً ما يتم تجاهله ضمن الاستجابة الإنسانية، ومع تزايد التحديات المتصلة بالتمويل، تصبح المبادرات التطوعية والتبرعات أهم عنصر ضمن الاستجابة الإنسانية.

 

مركز الرعاية المخصص للعجائز والذي تديره متطوعات في شمال غربي سوريا

مركز الرعاية المخصص للعجائز والذي تديره متطوعات في شمال غربي سوريا

لابد للأمل أن يحيا من جديد

من المتوقع أن تستمر الحاجة للمساعدات الإنسانية في الشرق الأوسط بسبب امتداد فترة النزاع، والتغير المناخي والتداعيات الاقتصادية، ولكن، وكما أوضحت اللمحة الإنسانية العالمية العامة لعام 2024، فإن الموارد المالية المخصصة للعمل الإنساني آخذة بالتضاؤل بنسبة مرعبة، خاصة بعدما أصبح أكثر من 40 مليون إنسان في دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحاجة إلى دعم فوري وذلك بحسب ما أعلنته المنظمات الإنسانية في المنطقة.

المصدر: UN OCHA