البث المباشر
نشر مركز "جسور للدراسات" تقريراً تحدث فيه عن علاقة "قوات سوريا الديمقراطية" بتنظيم "حركة الشبيبة الثورية"، أكدت فيه أن التنظيم مرتبط بشكل مباشر مع حزب "العمال الكردستاني".
وقال المركز في تقريره إن قيادة "قسد" اضطرت لكشف علاقتها بتنظيم "حركة الشبيبة الثورية"، وذلك بعد تغريدة لقائد "قسد" تعاطف فيها مع قتلى يتبعون الحركة استهدفتهم طائرة مسيّرة تركية في موقع بمدينة عين العرب في 25 كانون الأول الجاري.
وأكد "جسور للدراسات" على أن "حركة الشبيبة الثورية" و"اتحاد المرأة الشابة" تنظيمان مرتبطان بشكل مباشر مع "حزب العمال الكردستاني"، ومتهمان بشكل رئيسي في عمليات تجنيد الأطفال في صفوف الحزب وأذرعه العسكريّة من خلال معسكرات وفعاليات تدريبية عسكرية وأيديولوجية.
وأضاف أن هذين التنظيمين متهمان أيضاً بانتهاكات عدة لحقوق الإنسان، متمثلة في قمع ومواجهة المظاهرات والناشطين المناهضين للإدارة الذاتية، والاعتداء المتكرر على مكاتب وأعضاء "المجلس الوطني الكردي" والفعاليات التي ينظمها داخل مناطق سيطرة "قسد".
وأوضح المركز أنه "لم يسبق أن أدانت قسد انتهاكات الحركة، باستثناء إدانة وجهها عبدي لمن قام بهجوم تعرض له مكتب المجلس الوطني في الدرباسية في 17 كانون الأول الجاري، حيث وصف عبدي من قام بالفعل بأنهم مجموعة من المخربين المخالفين للقانون، لكنه لم يذكر اسم التنظيم الذي يتبعون له".
وأشار إلى أن ذلك "يعكس طبيعة المشهد في مناطق الإدارة الذاتية، حيث تقوم الحركة بتنفيذ الانتهاكات التي تصب في مصلحة قسد دون أن تتحمل الأخيرة مسؤوليتها".
ووفق "جسور للدراسات" فإن "التعاطف الذي أبداه عبدي مع الحركة باسمها الصريح يُحدث تغييراً في المشهد النمطي للعلاقة بين قسد وبين أذرع الحزب التي تنفذ سياساته بشكل مباشر، وينقل إلى العلن العلاقة التكاملية بين قسد والحركة وغيرها من أذرع الحزب، بما قد ينتج عنه تبعات على قسد وذراعها السياسي المتمثل بمجلس سوريا الديمقراطية وكذلك إدارتها الذاتية".
وقال المركز إن أبرز هذه التبعات هي:
- من الناحية السياسية: زيادة حالة التوتر وانعدام الثقة بين "مسد" و"المجلس الوطني الكردي"، الذي يتعرّض ناشطوه ومكاتبه وفعالياته داخل مناطق سيطرة "قسد" لاعتداءات متكررة من قبل عناصر هذه التنظيمات الشبيبية، والتي كان آخرها اعتداء "يوم العلم الكردي" في الدرباسية.
- من الناحية القانونية: ستكون "قسد" في موقع المسؤول الأول عن جميع الانتهاكات والتجاوزات التي تقوم بها هذه التنظيمات غير المنضبطة، سواء بحق سكان مناطق سيطرة "قسد" أو الدول المحيطة بها، فعلاقة "قسد" مع التنظيمات التابعة للحزب تؤكد معرفة ومراقبة "قسد" لهذه التنظيمات ونشاطاتها.
- من الناحية الاجتماعية: ستضع هذه العلاقة "قسد" و"الإدارة الذاتية" في موقف سلبي أمام سكان مناطق سيطرتهما الذين يعانون في كل مناحي حياتهم وبشكل متكرر من هذه التنظيمات وتجاوزاتها، والتي أدّى آخرها إلى إغلاق معبري سيمالكا والوليد الحدوديين مع إقليم كردستان العراق، حيث قام العشرات من منتسبي تنظيمي حركة الشبيبة الثورية" و"اتحاد المرأة الشابة" باقتحام معبر سيمالكا والاشتباك مع عناصر إدارة وحماية المعبر في إقليم كردستان العراق، الأمر الذي دفع حكومة الإقليم إلى إغلاق المعبرين منذ 16 كانون الأول الجاري.
- من الناحية التنظيمية: إن إدانة "قسد" للضربة الجوية التي استهدفت التنظيمات الشبيبية التابعة بشكل مباشر لحزب "العمال الكردستاني" يضعها في صف واحد مع هذه التنظيمات، ويؤكد ما تنفيه "قسد" دوماً علاقتها بحزب العمال وأذرعه المغلغلة داخل مناطق سيطرتها.
وخلص مركز "جسور للدراسات" في تقريره إلى أن "قسد ستحاول الحفاظ على حالة الغموض وعدم وضوح العلاقة وحدود المسؤولية بينها وبين التنظيمات الشبيبية المرتبطة بشكل مباشر مع حزب العمال، وخاصة مع النشاط الكبير لهذه التنظيمات في مناطق سيطرتها، وستُتابع قسد الاستثمار في المهام الأمنية التي تنفذها هذه التنظيمات وتصب في مصلحة قسد دون أن تتحمل هذه الأخيرة مسؤوليتها".
وأشار المركز إلى أنه "مع استمرار الاستهداف لكوادر هذه التنظيمات وكوادر حزب العمال التابع له، فإن قسد، وبدافع تنظيمي وأيديولوجي، ستكشف أكثر فأكثر عن العلاقة الحقيقية التي تربطها وهذه التنظيمات بحزب العمال، وعندها سيكون على قسد تحمل مسؤولية ذلك أمام الأطراف المحلية داخل مناطقها والخارجية الإقليمية والدولية منها".
