icon
التغطية الحية

جردة حساب.. "يديعوت أحرونوت" تكشف تفاصيل الفشل الإسرائيلي قبل هجوم حماس

2023.11.28 | 18:04 دمشق

آخر تحديث: 28.11.2023 | 20:26 دمشق

جردة حساب.. "يديعوت أحرونوت" تكشف تفاصيل الفشل الإسرائيلي قبل هجوم حماس
رئيس جهاز المخابرات العسكرية التابع للجيش الإسرائيلي الجنرال أهرون حليواة (الجيش الإسرائيلي)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ما جرى في الساعات الأخيرة التي سبقت الهجوم (طوفان الأقصى) الذي شنته حركة "حماس" فجر السبت 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وكيف فشلت إسرائيل استخبارياً وعسكرياً بأن هناك هجوماً كاسحاً رغم التقاطها مؤشرات عملية على ذلك.

وقالت الصحيفة، في تحقيق نشرته اليوم الثلاثاء، إن مشاورات أمنية رفيعة المستوى جرت قبل ساعات من بدء هجوم حماس في مبنى وزارة الدفاع "الكرياه" بتل أبيب، حضرها رئيس الأركان ورئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" إضافة للعديد من القيادات العسكرية والأمنية العليا في إسرائيل.

ويشير التحقيق إلى مسؤولية القيادة العسكرية العليا في تحمل ما يحدث الآن في إسرائيل نتيجة استهتارهم بالتقارير والتحذيرات التي سبقت الحرب.

قادة المستوى الأمني هرعوا إلى "الكرياه" ليل الجمعة السبت (فجر 7 أكتوبر) لأنهم تلقوا تحذيرات عاجلة بأن شيئاً ما يحدث في قطاع غزة، لكنهم استبعدوا أن يكون هجوما، وكان التصور السائد في الاجتماع ربما هي مجرد تدريبات اعتيادية لحماس خلف السياج الحدودي.

وأضافت الصحيفة أن القادة الأمنيين فشلوا فشلا ذريعاً في منع الهجوم الحمساوي على الرغم من المعلومات التي توفرت لديهم ونقلت إليهم، وتساءلت لماذا لم تمنع هذه المعطيات اجتياح مستوطنات غلاف غزة؟

وبحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن قائد سلاح الجو ورئيس جهاز المخابرات العسكرية "أمان" لم يحضرا هذا الاجتماع الطارئ، ولكن هذا لم يعفيهم من المسؤولية.

ليلة سقوط مستوطنات غلاف غزة

تصف "يديعوت أحرونوت" الليلة التي سبقت "طوفان الأقصى" بأنها "الليلة المصيرية"، فيها اجتمع قادة المستوى الأمني وتلقوا "الإشارات الضعيفة" والتي تشير إلى أن هناك شيئاً ما يحدث في غزة.

في تلك الليلة، قرر قادة الجيش الإسرائيلي عقد اجتماع طارئ رفيع المستوى، حضره رئيس هيئة الأركان هرتسي هليفي، ورئيس قسم العمليات الجنرال عوديد باشيوك، واللواء يارون فينكلمان من القيادة الجنوبية، الذي كان أيضا في إجازة في مرتفعات الجولان المحتل.

غاب عن الاجتماع رئيس جهاز المخابرات العسكرية "أمان"، الجنرال أهرون حليواة، الذي كان يقضي إجازة في مدينة إيلات السياحية الجنوبية برفقة عائلته.

في الساعة 03:00 فجراً، اتصل مساعد حليواة ليطلعه على معلومات قدمها ضابط مخابرات في القيادة الجنوبية، مفادها أن حماس ربما تستعد لعملية استباقية، من دون تقدير واضح لحجم هذه العملية.

كما لم يحضر الاجتماع رئيس قسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي المقدم عميت ساعر، وهو الخبير في شؤون قطاع غزة، بالإضافة إلى قائد سلاح الجو الذي لم يتم إشراكه في هذا الاجتماع أيضاً.

خلص الاجتماع إلى أن "الإشارات الضعيفة" والتحركات المشبوهة داخل القطاع لم تكن ذات أهمية، وكان التقييم العام هو أن هذه التحركات هي مجرد دورة تدريبية أخرى لحماس.

بدروه، رئيس "الشاباك" رونين بار الذي قضى تلك الليلة في مبنى "الكرياه" لم يعتقد أن الأمر أكثر من مجرد عملية محدودة، لذلك اكتفى بإيعاز لكتيبة "التيكيلا" للتوجه إلى الجنوب، ولكن من دون أن تخرج رسالة صارمة من "الشاباك" إلى الجنوب.

أي أن كتيبة "التيكيلا" لم تتلق تعليمات واضحة توازي حجم ما حدث في فجر السبت.

بحسب تحقيق "يديعوت أحرونوت"، حتى في "الشاباك" كان هناك من يعتقد أن إرسال الكتيبة هو خطوة مبالغ فيها نظراً لضعف التحذيرات.

لكن بعد ثلاث ساعات، انفتحت أبواب الجحيم على مستوطنات النقب الغربي، على حد تعبير الصحيفة.

لجان التحقيق قادمة!

يبرر رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي لماذا لم ينجح الاجتماع في قراءة الخطر الحقيقي من هجوم كاسح، واعترف في وقت لاحق أنه حتى ولو استند إلى المعلومات المقدمة إلى رئاسة الأركان في ذلك الاجتماع الرفيع المستوى، فإنه لم يكن ليلخصها بشكل مختلف عما تمت قراءته وقتها.

وقال هليفي ما وردنا في تلك الليلة لم يقترب من أن يكون مشابها لما حدث.

ولكن أهم ما يناقشه الآن قادة المستوى الأمني في إسرائيل كيف أن حليواة تلقى تحذيرا من هذا النوع ولم يتحرك الجيش لصده، وهذه القضية تحتاج إلى تشكيل لجان تحقيق لكشف سلسلة الإغفالات العسكرية الخطيرة، بحسب "يديعوت أحرونوت".

بالإضافة إلى ذلك، تناقش القيادة العسكرية العليا في إسرائيل بموازاة استمرار الحرب على قطاع غزة العديد من التقارير المشابهة السابقة التي تراكمت لدى المخابرات العسكرية "أمان" حول نوايا حماس لكنها لم تأخذ بالحسبان.

من هذه التقارير، هو تحذير نقلته امرأة تدعى "V" إلى ضابط كبير في المخابرات قبل ثلاثة أيام من الحرب، ولكن تحذيرها أهمله رئيس المخابرات العسكرية أهرون حليواة لأنه لم يراه مهماً.

كما كشفت الصحيفة لأول مرة عن اجتماع سبق الحرب بعد أيام، قدم خلاله رئيس قسم الأبحاث في الجيش الإسرائيلي المقدم عميت ساعر تقييماً أمنياً للجيش و"الشاباك" ومنسق العمليات في المناطق الفلسطينية.

بحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن الاجتماع خرج بأن لا خطر مما يحدث في غزة لأن حماس وفق تقدير القادة المجتمعين تخضع للردع الإسرائيلي ولا تجرؤ على شن هجوم وأن حماس غير مهتمة بتصعيد استباقي.

يذكر أنه في 7 تشرين الأول/أكتوبر أطلقت الفصائل الفلسطينية هجوما على مستوطنات غلاف غزة، أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي وأسر نحو 239 إسرائيليا وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.

في حين شنت إسرائيل حربا مدمرة على القطاع، خلفت أكثر من 15 ألف شهيد، بينهم 6150 طفلا، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

ويشهد قطاع غزة منذ صباح الجمعة هدنة مؤقتة استمرت 4 أيام، وأعلن مساء الإثنين تمديدها يومين إضافيين، تتضمن وقفا لإطلاق النار، وتبادلا للأسرى بين "حماس" وإسرائيل، بموجب وساطة قطرية مصرية أميركية.