icon
التغطية الحية

توقعات بصعود اليمين في آخر أيام انتخابات البرلمان الأوروبي.. ما مصير اللاجئين؟

2024.06.09 | 14:15 دمشق

67867
توقعات بصعود اليمين في البرلمان الأوروبي (AP)
 تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

ساعات قليلة ويختتم الناخبون في 21 دولة بالاتحاد الأوروبي، انتخابات البرلمان الأوروبي التي استمرت 4 أيام، في ظل توقعات بصعود أحزاب اليمين المتطرف وتحقيقها مكاسب غير مسبوقة قد تجعلها فعّالة في رسم سياسات وقرارات الاتحاد الأوروبي الذي يمثل 450 مليون مواطن داخل أوروبا.

وبلغ إجمالي عدد الذين تمت دعوتهم للانتخابات أكثر من 360 مليون أوروبي، للإدلاء بأصواتهم واختيار 720 عضواً في البرلمان الأوروبي. وستحدد نتائج الانتخابات شكل الآليات والخطوات التي سيواجه من خلالها الاتحاد الأوروبي تحدياته المتمثلة في: روسيا وحربها العدائية، والمنافسة الصناعية المتزايدة من الصين والولايات المتحدة، وتغير المناخ، وملف الهجرة واللجوء، وفق وكالة فرانس برس.

وبدأت انتخابات البرلمان الأوروبي يوم الخميس الفائت في هولندا، وفي دول أخرى يومي الجمعة والسبت، ولكن الجزء الأكبر من الأصوات في الاتحاد الأوروبي سيتم الإدلاء به اليوم الأحد، حيث افتتحت اليونان هذا اليوم الانتخابي، لتلحقها فرنسا وألمانيا وبولندا وإسبانيا في افتتاح مراكز التصويت، في حين تجري إيطاليا يوماً ثانياً من التصويت.

وأفاد البرلمان الأوروبي بأنه سيَصدر استطلاعٌ للرأي على مستوى الاتحاد الأوروبي قرابة الساعة 20.30 بتوقيت وسط أوروبا (18.30 بتوقيت غرينتش) ثم أول نتيجة مؤقتة بعد الساعة 23.00 بتوقيت وسط أوروبا عندما يتم الإدلاء بالتصويت النهائي للاتحاد الأوروبي في إيطاليا.

اليمين المتطرف ومصير اللاجئين في أوروبا

ترجّح استطلاعات الرأي أن يخسر الليبراليون والخضر المؤيدون لأوروبا مقاعدهم، مما يقلل أغلبية يمين الوسط ويسار الوسط ويعقد الجهود الرامية إلى إقرار قوانين جديدة للاتحاد الأوروبي أو زيادة التكامل الأوروبي، حسبما تشير وكالة "رويترز".

واستغلت الأحزاب المتشددة واليمينية المتطرفة قلق الناخبين إزاء تضرر العديد منهم بسبب أزمة كلفة المعيشة، ومخاوفهم بشأن اللجوء والهجرة، وشعورهم بالانزعاج بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا. فعرضت تلك الأحزاب نفسها كبديل للتيار الرئيسي.

وبحسب التوقعات، فإن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، سيهزم حزب النهضة الوسطي بزعامة الرئيس إيمانويل ماكرون في فرنسا. أما في هولندا، التي انطلقت منها جولة الانتخابات يوم الخميس الماضي، فتشير التقديرات إلى صعود "حزب من أجل الحرية" بزعامة اليميني المتطرف، خيرت فيلدرز.

أما في ألمانيا، وعلى الرغم من سلسلة الفضائح التي لاحقته، يتجه حزب البديل لألمانيا (AfD) اليميني إلى احتلال المركز الثاني، متفوقًا على جميع الشركاء في الائتلاف الحاكم بقيادة المستشار، أولاف شولتز. في حين يتقدّم حزب إخوة إيطاليا المتطرف بقيادة رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني بفارق كبير على بقية الأحزاب المنافسة.

وعلى الرغم من تنوع أحزاب اليمين المتطرف، فإنها تتقاسم الرؤية المركّزة على الدولة القومية العرقية، والعداء تجاه اللاجئين والمهاجرين، لا سيما المسلمين منهم، بحسب تقرير أوردته صحيفة "بوليتيكو".

ويلعب ملف اللجوء والهجرة دوراً محورياً في استقطاب اليمين المتطرف شرائح اجتماعية واسعة في أوروبا. بالمقابل، تزداد المخاوف لدى اللاجئين بشأن سياسات الهجرة واللجوء في ظل توقعات صعود أحزاب اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية، والتي ستسعى إلى فرض إجراءات صارمة تقوّض من حقوق اللاجئين، بالإضافة إلى تنفيذ خطة "إرسال اللاجئين إلى بلد ثالث"، التي باتت مطروحة بكثرة في الأوان الأخير.

وقد أظهرت آخر البيانات الرسمية أن الاتحاد الأوروبي استقبل نحو مليون و140 ألف طالب لجوء خلال عام 2023، وهو أعلى رقم منذ 2016. وتمكنت الأحزاب اليمينية المتطرفة في ألمانيا ومختلف دول الاتحاد الأوروبي من استغلال أرقام اللجوء هذه لصالحها خلال حملاتها الانتخابية، ما دفع عدداً كبيراً من الناخبين إلى اختيار تلك الأحزاب في الانتخابات البرلمانية الأوروبية الحالية، نتيجة لمخاوفهم بشأن ملف اللجوء والهجرة.

ولا شك أن اليمين المتطرف سيجد الطريق معبّداً أمام تنفيذ خططه المتعلقة باللاجئين، بعد اتفاق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبرلمان الأوروبي، أواخر السنة الفائتة، على إجراء عملية إصلاح شامل لقوانين اللجوء والهجرة، والمتضمنة آلية البت بشكل أسرع في طلبات اللجوء، وإنشاء مراكز احتجاز على الحدود، وترحيل سريع لطالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم، وغيرها من الخطوات التي يرجّح أن تكملها تيارات اليمين المتطرف في حال تمكنها من صناعة القرار في البرلمان الأوروبي، وهذا ما ستحدده نتائج الانتخابات مساء هذا اليوم.