icon
التغطية الحية

توقعات بانتشار جبار للذكاء الاصطناعي التوليفي خلال عام 2024

2024.01.04 | 19:18 دمشق

صورة تعبيرية - المصدر: الإنترنت
صورة تعبيرية - المصدر: الإنترنت
The Economist- ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

عندما تظهر تقانات جديدة، تستفيد منها فئات مختلفة في أزمان متفاوتة، وهذا ما حدث مع الذكاء الاصطناعي التوليفي الذي ساعد في بداياته المطورين الذين كان بوسعهم الاستعانة بـ GitHub Copilot وهي أداة تساعد في كتابة الشفرات منذ عام 2021، وفي العام الذي تلاه ظهرت أدوات أخرى مثل Chatgpt و dall-e 2 والتي سمحت لأنواع المستهلكين كافة بإنتاج محتوى كتابي وصور بشكل فوري.

وفي عام 2023، كسبت شركات التقانة العملاقة كسبا كثيراً بما أن المستثمرين باتوا أشد لهفة وحماسة تجاه مستقبل الذكاء الصناعي التوليفي، إذ ارتفع مؤشر أسعار الأسهم بشكل متساو لدى كل من شركات ألفابت وأمازون وآبل وميتا ومايكروسوفت كما تطورت شركة نفيديا بنسبة 80% تقريباً، ولقد استفادت شركات التقانة نظراً لتوريدها إما لنماذج الذكاء الصنعي نفسها أو للبنية التحتية التي تشغل الذكاء الصنعي وتقدمه.

الانطلاقة الكبرى

في عام 2024 ستكون الشركات من خارج وسط التقانة هي المستفيدة الكبرى، وذلك لأنها أصبحت تتبنى الذكاء الصنعي بصورة جدية سعياً لخفض التكاليف وتعزيز الإنتاجية، ولكنْ هنالك أسباب ثلاثة تدفعنا لأن نتوقع انطلاقة كبيرة في تبني هذا المشروع من قبل الشركات، أولها، أن الشركات الكبرى رسخت وقتاً طويلاً من عام 2023 وهي تجرب الذكاء الاصطناعي التوليفي، فأصبحت شركات عديدة تستخدمه لكتابة المسودات الأولى من الوثائق، بدءاً من العقود القانونية وصولاً إلى المواد التسويقية، فلقد استخدم مصرف جي بي مورغان تشيز هذه التقانة لتحليل اجتماعات عقدت بشأن الاحتياطي الفيدرالي وذلك في محاولة لاستخلاص أفكار جديدة  لصالح مكتب التداول في المصرف.

ومع انتهاء المرحلة التجريبية، تخطط الشركات لنشر الذكاء الصناعي التوليفي على نطاق أوسع، وهذا قد ينبئ بالاستعانة بهذا النوع من الذكاء الاصطناعي لتلخيص سجلات الاجتماعات أو لرفد إمكانات البحث العلمي والتطوير، إذ في تقرير صادر عن KPMG وهي شركة متخصصة بمراجعة الحسابات، تبين أن أربعة أخماس الشركات ذكرت بأنها تخطط لزيادة استثماراتها في هذا المجال بنسبة تفوق 50% بحلول منتصف عام 2024.

السبب الثاني هو أن مزيداً من منتجات الذكاء الاصطناعي ستنتشر في السوق، إذ في أواخر عام 2023، طرحت مايكروسوفت برنامج chatbot الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي وذلك ليساعد مستخدمي برمجياتها الإنتاجية مثل وورد وإكسل، كما أطلقت البرنامج نفسه لصالح نظام التشغيل ويندوز، وسرعان ما تبعتها شركة غوغل التي أدخلت الذكاء الصنعي على محرر مستندات غوغل وجداول بيانات غوغل، وستلحق بهما شركات ناشئة حتماً، ففي عام 2023، ضخ مستثمرون يملكون رأسمالا استثماريا أكثر من 36 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي التوليفي، أي بزيادة تعادل الضعفين عما كانت عليه الأمور في عام 2022.

يتمثل السبب الثالث بالموهبة، فالطلب مايزال كبيراً على المعلمين المتخصصين بالذكاء الصنعي، وهذا ما دفع شركة PredictLeads البحثية لتعلن أن ثلثي الشركات البالغ عددها 500 والمدرجة على مؤشر ستاندرد آند بورز نشرت إعلانات لوظائف ورد فيها الذكاء الاصطناعي. وبالنسبة لتلك الشركات، أصبحت 5% من إعلاناتها اليوم تذكر التقانة، أي بزيادة بلغت في المتوسط 2.5% مقارنة بما كانت الأمور عليه خلال السنوات الثلاث الماضية، بيد أن هذه السوق آخذة بالانحسار، إذ في تقرير استقصائي أجرته شركة McKinsey الاستشارية، تبين بأن الشركات ذكرت أنه بات من الأسهل خلال عام 2023 توظيف أشخاص في مناصب تتصل بالذكاء الاصطناعي.

من هي أوائل الشركات التي ستتبنى الذكاء الاصطناعي التوليفي؟

لعل الشركات الأصغر حجماً ستكون هي السباقة، إذ هذا ما حدث خلال موجات التقانة السابقة مثل موجة الهواتف الذكية والتخزين السحابي، فعادة ما يكون الصغار أسرع وأشد حيوية ولهذا يرون في التقانة وسيلة للتفوق على الحيتان الأكبر منهم.

أما الشركات الأكبر حجماً، وعلى رأسها الشركات التي تعتمد على البيانات، مثل الشركات التي تعمل في مجال الرعاية الصحية والخدمات المالية، فبوسعها أن تسبق الجميع في تحركها السريع، وذلك لأن أي ضعف يعتري عملية إدارة البيانات يعتبر خطراً كبيراً على نشر الذكاء الاصطناعي، ولهذا يقلق المديرون حيال تسرب البيانات المهمة من خلال أدوات الذكاء الصنعي. أما الشركات التي تفتقر إلى إدارة صلبة للبيانات فقد يصبح لزاماً عليها أن تعيد ترتيب نظمها قبل أن تفكر بجدوى نشر الذكاء الصنعي التوليفي، وذلك لأن الاستعانة بالتقانة تشبه حالة التشويق التي تعتري المرء في أثناء استمتاعه بالخيال العلمي، إلا أن تشغيلها بأمان يعتبر مسألة تتسم برتابة مملة إلى أبعد الحدود.

 

المصدر: The Economist