icon
التغطية الحية

تهريب "السائل المنوي".. طريقة الأسرى الفلسطينيين لتكوين عائلة من خلف القضبان

2021.10.12 | 14:45 دمشق

000.jpg
وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة تزور زوجة أسير أنجبت توأم عبر تهريب "نطفة" من سجون الاحتلال (شبكة مصدر)
 تلفزيون سوريا - متابعات
+A
حجم الخط
-A

أنجبت زوجة الأسير الفلسطيني، إسلام حامد، يوم الخميس الماضي توءمين بعد تمكنه من تهريب "نطفة" من خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق.

وذكرت "شبكة مصدر الإخبارية" أن وزيرة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية، مي الكيلة، زارت زوجة الأسير حامد في مجمع فلسطين الطبي برام الله بعدما وضعت توءميها (محمد وخديجة) عبر "النطف المحررة".

إسلام حامد أسير فلسطيني، من رام الله ومحسوب على حركة "حماس"، تعتقله قوات الاحتلال منذ 2010.

يلجأ الأسرى الفلسطينيون من أصحاب الأحكام المديدة في سجون الاحتلال الإسرائيلي عادة إلى تهريب السائل المنوي "النطاف" إلى زوجاتهم، أو ما يطلق عليه فلسطينياً بـ "النطفة المحررة"، لاستمرار النسل عبر التلقيح الصناعي للزوجة بإشراف طبي.

ومنذ سنوات، دأبت زوجات الأسرى الفلسطينيين على تهريب "نطف" من أزواجهن في السجون الإسرائيلية، بغية الحمل منهم لا سيما الذين قد لا يفرج عنهم مدى الحياة أو ربما يخرجون كهولاً، بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

يقبع 4850 أسيرا فلسطينيا داخل سجون الاحتلال، من بيهم 43 امرأة و225 طفلاً، وسط معاناة كبيرة من انتهاكات الاحتلال، بحسب آخر إحصاءات هيئة شؤون الأسرى.

وبلغ عدد الأطفال الفلسطينيين المولودين نتيجة تهريب النطف من آباء معتقلين في السجون الإسرائيلية بـ 96 طفلاً، بحسب نادي الأسير الفلسطيني.

565.jpg
أحد السجون الإسرائيلية (AP)

تكوين عائلة من خلف القضبان

تعود فكرة تهريب "السائل المنوي" إلى بداية التسعينيات من القرن الماضي، كأحد سبل مقاومة الاحتلال، وتشير معظم التقارير إلى أن أول من ابتكرها الأسير عباس السيد، المحكوم بـ 35 حكم مؤبد و100 عام، في خطوة لم يكتب لها النجاح.

رافق هذه الطريقة الكثير من الجدل في الأوساط الفلسطينية، لحساسية الموضوع اجتماعياً ودينياً، إلا أنها باتت تعد عملاً بطولياً، بعد حصولها على فتوى دينية تجيزها وتأييد سياسي من الرئيس الراحل ياسر عرفات ومن مختلف الفصائل الفلسطينية.

وفي 2012 نجحت أول عملية تهريب "نطفة" أفضت إلى الإنجاب، كانت للأسير عمار الزبن المحكوم بالمؤبد 25 مرة، الذي رزق بطفله الأول وتمكن من تكوين عائلة من خلف القضبان، الأمر الذي شجع الأسرى وزوجاتهم للجوء إلى هذه الطريقة.

ويقوم الأسرى بتهريب "النطف" بشكل سري، وبطرق عديدة، منها إرساله عبر أحد المفرج عنهم، ويلزم حفظه بدرجة حرارة منخفضة.

وعلى الرغم من أن القوانين الإسرائيلية الخاصة بإدارة المعتقلات والسجون تشير بعض فقراته إلى السماح لنزلاء السجن الاختلاء بزوجاتهم وفق شروط، إلا أن التعقيدات المفروضة على الأسرى، الذين يعرّفهم الاحتلال بـ "الأسرى الأمنيين"، الذين لم يجدوا إلا طريقة تهريب "النطاف" لتكوين عائلة من خلف القضبان.