icon
التغطية الحية

تقرير تركي يوثق انتهاكات "الجندرمة" بحق السوريين على الحدود

2021.06.12 | 06:54 دمشق

1563202527.jpg
دورية للجندرمة التركية على الحدود مع سوريا - الأناضول
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

انتقدت منظمة حقوقية تركية، صمت الحكومة التركية على الانتهاكات التي ترتكبها قوات حرس الحدود "الجندرمة" بحق السوريين على امتداد الحدود البرية بين الجانبين.

وقالت منظمة "مظلومدير"، في تقرير لها، إن "عدم الاهتمام بمتابعة هذه الانتهاكات سيشكل حتماً استفزازاً شديداً للمواطنين السوريين الموجودين في تلك المناطق، وقد يهدد سلامة وحياة المتطوعين الأتراك العاملين في المنظمات غير الحكومية والطواقم الطبية والعناصر العسكرية الموجودة في نقاط المراقبة التركية".

ودعت المنظمة إلى "ضرورة إيقاف حالات العنف على الحدود عبر اتخاذ إجراءات عاجلة، والبدء بتحقيق فعّال في الحوادث المسجلة ومساءلة ومعاقبة المسؤولين عنها وتقديم الدعم لأسر الضحايا والتخفيف من مصابهم".

وتطرقت إلى عدد من الانتهاكات، التي حدثت في الأشهر الماضية، منها حادثة إصابة طفل في 21 من أيار الماضي، بالقرب من جدار العزل الحدودي في منطقة مخيم الكرامة، ومقتل شاب في 31 من الشهر ذاته، بعد تعرضه للضرب المبرح في أثناء محاولته العبور إلى الأراضي التركية، وتركه على مدخل معبر العلاني (القسم السوري)، ومقتل طفل في 3 من الشهر الحالي.

واعتبرت أنه "مهما كانت الأخطار والتهديدات المحتملة، فذلك لن يكون مبرراً لاستهداف الأطفال الأبرياء الذين يعيشون مع أسرهم في ظروف معيشية قاسية"، مضيفة: "هذه الأحداث هي بمنزلة انتهاكات خطيرة للغاية ولا يمكن وصفها بأنها مجرد أخطاء".

وفي إحصائية غير رسمية لها، وثّقت المنظمة مقتل ما لا يقل عن 500 مواطن سوري على الحدود برصاص "الجندرمة"، والتي تنتشر في مخافر ونقاط عسكرية على طول الجدار الفاصل بين سوريا وتركيا. 

 

"ليست مجرد أخطاء" 

وأوضح تقرير المنظمة أن الانتهاكات التي تمارسها قوات حرس الحدود التركية ليست بجديدة بل تعود إلى أعوام سابقة، إلا أنها تصاعدت بشكل كبير خلال شهري نيسان وأيار الماضيين.  

والنقطة اللافتة في تلك الانتهاكات هي أنها باتت تستهدف مواطنين سوريين داخل أراضيهم الممتدة على طول الجدار العازل، بمعنى أن رصاص "الجندرمة" لم يعد يقتصر على ضبط عمليات التهريب في الداخل التركي، بل تعدى ليصل إلى الطرف الآخر من الحدود.  

ووفق التقرير، فإن الحكومة التركية لا تعلق على الانتهاكات التي تنفذها قوات الجندرمة، لكنها، في المقابل، تقول إنها تسعى لضبط عمليات التهريب إلى داخل أراضيها، وخاصة العمليات التي يمر عبرها "إرهابيون من تنظيم داعش، وحزب العمال الكردستاني".

وقالت منظمة "مظلومدير" في تقريرها "إن هذه الأحداث والوقائع بدأت تجذب انتباهنا، نظرا لتكرارها المتزايد في الآونة الأخيرة. هي وقائع فردية ومحدودة وكان الأطفال في بعض الأحيان ضحاياها". 

وأشارت المنظمة إلى أنه "مع ذلك لوحظ أن تلك الوقائع تحدث بشكل عام حول نقاط المراقبة والمعسكرات الواقعة خارج الجدار الحدودي، والبعض منها كانت في المراعي والأراضي الزراعية".

واعتبرت أنه "مهما كانت تلك الأخطار والتهديدات فذلك لن يكون مبرراً لاستهداف الأطفال الأبرياء والذين يوجدون مع أسرهم في ظروف معيشية قاسية"، مؤكدة أن "هذه الأحداث هي بمنزلة انتهاكات خطيرة للغاية ولا يمكن وصفها بأنها مجرد أخطاء".

وانتقدت المنظمة بشكل غير مباشر طريقة تعاطي الحكومة التركية مع انتهاكات قوات حرس الحدود، موضحة أن "عدم الاهتمام بمتابعة هذه الانتهاكات سيشكل حتما استفزازاً شديداً للمواطنين السوريين الموجودين في تلك المناطق".

ورأت منظمة "مظلومدير" أن استمرار هذه الممارسات "قد يخلق سلوكيات وردود أفعال لدى المواطنين السوريين الموجودين في تلك المناطق، هذه السلوكيات قد تهدد سلامة وحياة المتطوعين الأتراك العاملين في المنظمات غير الحكومية والطواقم الطبية والعناصر العسكرية الموجودة في نقاط المراقبة التركية".

ودعت المنظمة الحقوقية لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تلك الانتهاكات وبدء تحقيق فعّال في حوادث الوفيات ومساءلة ومعاقبة المسؤولين عن تلك الوقائع، وتقديم الدعم لأسر الضحايا والتخفيف من مصابهم.