icon
التغطية الحية

تقرير: الصيادلة السوريون يملؤون فراغ تناقص الصيدليات في ألمانيا

2023.12.14 | 15:45 دمشق

المان
الصيدلانية السورية ميساء فطوم تشارك صيدلانية ألمانية العمل (svz.de)
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

سلّطت وسائل إعلام ألمانية الضوء على لاجئين سوريين يعملون في الصيدليات الألمانية بعد أن منحتهم سلطات البلاد رخصاً لمزاولة مهنتهم في الصيدلية، مشيرة إلى أنهم أثبتوا حضورهم عبر تفوقهم في ممارسة عملهم، في الوقت الذي تحتاج إليه ألمانيا بشدة لأصحاب الاختصاص.

ووفق تقرير نشرته صحيفة "فرانكفورت"، فقد شكّل العديد من الصيادلة في ألمانيا ممن فرّوا من الحرب في سوريا وحصلوا على ترخيص لممارسة الطب والصيدلة، شكلوا إضافة جيدة للحياة في البلاد وساعدوها برفد موظفين جدد من أصحاب التخصص.

ويتناول التقرير الحديث عن الشاب السوري "سومر حنّا"، فيقول: "إذا استمعت بعناية فائقة (لسومر) وركزت حقاً، فسوف لن تسمع إلا اللغة الألمانية، وبدون أي كلمة تنطق بشكل خاطئ". ويضيف: "يتحدث سومر اللغة الألمانية بطلاقة وبلاغة عاليتين -رغم أنه لم يكن يعرف سوى بضع كلمات من اللغة قبل 10 سنوات".

صيدلي
سومر حنا

ينحدر سومر من مدينة حمص السورية، ويعيش في ألمانيا منذ عام 2013. ويقول للمصدر: "عندما كنت في الصف العاشر، بدأت الحرب في سوريا". وأضاف: "بعد تخرجي من المدرسة الثانوية، أردت الخروج من البلاد. كان لي عمّ في ألمانيا وكنت أعرف أنني أستطيع تحمل تكاليف الدراسة هنا؛ ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، كانت التكلفة ستكون باهظة للغاية".

الأطباء السوريون في ألمانيا يشكلون النسبة الأكبر

ويذكر التقرير أن حنا يدرس الصيدلة في بون، على نفقته الخاصة. وفي عام 2021 سيحصل على رخصته لممارسة الطب. وهو يعمل اليوم صيدليًا إنتاجيًا لشركة الأدوية Pfizer في "فرايبورغ" وأيضًا في صيدلية عامة في عطلات نهاية الأسبوع. هذا يجعله واحدًا من العديد من الأشخاص من أصل سوري الذين يعملون كصيادلة في ألمانيا.

ويوضح التقرير أنه لا توجد أرقام دقيقة حول عدد الصيادلة. ولكن من المحتمل جداً أن يكون السوريون الآن أكبر فئة أجنبية في هذه المهنة. فكما هو الحال أيضًا مع الأطباء، الذين توجد أرقام أكثر دقة بالنسبة لهم: وفقًا للجمعية الطبية الألمانية، تم تسجيل أكثر من 5600 طبيب يحملون الجنسية السورية في ألمانيا في نهاية عام 2022 -في عام 2008 كان هناك نحو 700 طبيب فقط. وكان هناك أكثر من 5300 شخص في العام الماضي يعملون أيضًا في هذه المهنة. وبلغت نسبة الأطباء السوريين بين جميع الأطباء الأجانب العاملين في ألمانيا 8.9 بالمئة.

هذه الأرقام الدقيقة مفقودة بالنسبة للصيادلة. ولكن هناك أدلة. وفقًا للاتحاد الفيدرالي لجمعيات الصيادلة الألمان (abda)، شارك ما مجموعه 984 صيدلانيًا أجنبيًا من 68 دولة في اختبار اللغة المتخصصة في عام 2022. ويجب اجتياز هذا الاختبار حتى يتمكن الشخص من إجراء اختبار المعرفة في ألمانيا ومن ثم الحصول على الترخيص لممارسة الطب. ومن بين هؤلاء، كان 274 –أو 27.8 بالمئة– سوريين، ولم يكن هناك عدد أكبر من المرشحين من أي دولة أخرى.

الصيدلانية السورية "ميس"

و"ميس محب" (37 عامًا)، سورية حصلت على الجنسية الألمانية منذ عدة سنوات. تنحدر ميس من مدينة حلب، حيث درست الصيدلة ثم حصلت على درجة الماجستير في الهندسة الطبية الحيوية، ثم مارست مهنة التدريس كمحاضرة في جامعة حلب وعملت في صناعة الأدوية. وفي عام 2011 افتتحت صيدليتها الخاصة في حلب. وتقول: "بعد ذلك بدأت الحرب، وتم قصف حلب".

ميس
الصيدلانية ميس محب

وتضيف ميس قائلة إنها هربت في البداية إلى الأردن مع زوجها -وهو صيدلي أيضًا- وعملا في الصيدليات. ثم سمعوا أنه بإمكانهم الحصول على ترخيص لممارسة الطب في ألمانيا. منذ نيسان 2012، أصبحت فرص الاعتراف بالمؤهلات المهنية المكتسبة في الخارج في ألمانيا أفضل بكثير.

وتتابع: "تعلمنا اللغة الألمانية في معهد (غوته) في عمان ثم تقدمنا ​​بطلب للحصول على تأشيرة من خلال السفارة في عام 2015. حدث ذلك بعد ثلاثة أسابيع.. حدث بسرعة حينذاك -كان ذلك قبل الموجة الكبيرة من اللاجئين". وانتهى الأمر بميس في منطقة "ساورلاند" وتدربت داخل صيدلية. تقول: "كان التحدي الأكبر هو تعلم الصيدلة باللغة الألمانية. وبالطبع كان علي أن أعتاد على بيئة المعيشة الجديدة".

في عام 2018، أي بعد عامين ونصف العام من وصولها إلى ألمانيا، حصلت ميس على رخصة مزاولة الطب. وهي تعمل اليوم بدوام جزئي في صيدلية في فادرسلوه في ولاية شمال الراين- وستفاليا، ويعمل زوجها مدير فرع لصيدلية أخرى.

ويشير التقرير إلى أن ميس وسومر منظمّان في الجمعية السورية للأطباء والصيادلة في ألمانيا (SyGAAD eV)، وحنا عضو في مجلس إدارتها. الجمعية موجودة منذ نهاية عام 2020 وتضم حاليًا أكثر من 400 عضو نشط. وقد انبثقت من مجموعة على فيس بوك تأسست عام 2009 وتضم حاليًا أكثر من 60 ألف عضو، من الأطباء بجميع التخصصات ومن الصيادلة أيضًا، كانت تقتصر على السوريين في البداية ثم ضمت من مختلف البلدان الناطقة بالعربية.

تناقص عدد الصيدليات في ألمانيا

ويكشف التقرير أن عدد الصيدليات في ألمانيا يتقلص بسرعة. حيث كان هناك 17.733 صيدلية في جميع أنحاء البلاد في نهاية أيلول الماضي، بينما كان العدد قبل عام أكثر من 18.000 صيدلية، وفي عام 2005 كان أكثر من 21.000. يشير الصيادلة إلى عدم كفاية الأجور، واختناقات إمدادات الأدوية، ولكن أيضًا نقص الموظفين كأسباب للإغلاق.

في استطلاع للرأي أجراه الاتحاد الفيدرالي لجمعيات الصيادلة الألمان في العام الماضي، قال أكثر من 71 بالمئة من الصيادلة الذين شملهم الاستطلاع إنهم يريدون توظيف موظفين صيدلانيين في العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة.