icon
التغطية الحية

تعهد حفلات الزفاف.. سوريون يفتتحون صالات أفراح في مصر توفر الخصوصية وفرص عمل

2024.06.06 | 04:55 دمشق

55
شباب سوريون في إحدى حفلات الزفاف السورية في مدينة "ستة أكتوبر" بالقاهرة، مصر (أرشيفية من الإنترنت)
القاهرة - لجين عبد الرزاق دياب
+A
حجم الخط
-A

يزداد الطلب على حجز صالات الأفراح مع قدوم الصيف وبدأ موسم الأعراس والمناسبات عند السوريين في مصر، وخاصة التي تقدم خدمات تحقق شروطهم ورغباتهم في تنظيم الحفل والديكور والضيافة.

وانتشرت في الآونة الأخيرة صالات أفراح أسسها سوريون، في المناطق تعد ذات كثافة سكانية من اللاجئين السوريين في مصر، مثل مدينة "ستة أكتوبر".

وتوفر هذه الصالات للسوريين الخصوصية وطابع حفل الزفاف على الطريقة السورية، فضلاً عن تنظيم حفلات خاصة بالنساء، في الأعراس غير المختلطة.

يختلف استخدام القاعات بحسب المناسبة، وتتنوع بين الأعراس وحفلات أعياد الميلاد الكبيرة والعزاء وإقامة الحفلات الإنشادية، كما تتنوع أسعارها بحسب المساحة والمكان والغرض من حجزها.

6
إحدى قاعات الأفراح السورية في مدينة "ستة أكتوبر" بالقاهرة، مصر، 2023 (الإنترنت)

توفير الخصوصية لحفلات النساء

كان الهدف الأبرز من تأسيس هذه القاعات هو توفير الخصوصية للنساء في الأعراس، والتي تختلف بشكل تام عن طريقة الاحتفال في مصر، حيث يتبع معظم المصريين نظام الحفلات المختلطة، في حين يعتمد غالبية السوريين صالة للرجال وأخرى للنساء.

توفر قاعات الأفراح السورية كل متطلبات النساء للحفل يشرف عليه فريق عمل نسائي كامل في المكان من مصورات وعاملات الضيافة والمسؤولات عن الموسيقا، بالإضافة إلى مراقبة منع التصوير بالموبايلات التي يتم تغطيتها بالكامل باستخدام "كفرات بلاستيك" تمنع تشغيل الكاميرا.

سماهر عيسى (58 عاما) سورية مقيمة في القاهرة تقول، بحثت كثيرا عن قاعات تضمن الخصوصية عندما كنت أجهز لزفاف ابني، إلى أن وجدت قاعة سورية، وذلك بسبب أننا مؤتمنون على خصوصية ضيوفنا أيضا، وبالأخص أن النساء في حفلاتنا ترتدي فساتين السهرة، ويجب أن يكون كادر العمل نسائيا.

وتتيح أيضا بعض القاعات للزبون فرصة اختيار الديكور المناسب حسب رغبته، عن طريق الاتفاق مع منظمي الحفلات وإضافة بعض الديكورات الخاصة بصاحب المناسبة، مثل لون ورود معين، أو شكل مختلف لكراسي القاعة بالإضافة إلى لوحات أو صور للعروسين.

أعراس الرجال على الطريقة السورية

تخلق قاعة الأفراح السورية أجواء اعتاد عليها الرجال خلال أعراسهم، حيث تتعاقد بعض القاعات مع فرقة العراضة الشامية أو فرقة الدبكة، بالإضافة إلى الاتفاق مع بعض المطربين.

فيما يفضل البعض الاحتفال بوجود فرق إنشادية، وأغاني المديح، وتوفر صالات الأفراح هذا النوع أيضا من خلال الاتفاق مع فرق إنشادية معينة.

في بعض الحفلات، تجهز القاعات الضيافة حتى إنها توفر"الشيشة" للرجال لمن يريد، بالإضافة إلى منسقي أغاني سوريين لمناسبة ذوق الزبون.

مصطفى الرشيد (29 عاما) سوري، يقول في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، كنت أفضل أن يتم قراءة مولد في عرسي بدل الأغاني، وبالفعل اتفقت مع القاعة التي وفرت لي كل ما يلزم لهذا الموضوع، من الفرقة الإنشادية إلى الضيافة والتنظيم وغيره.

 تقام مجالس العزاء أيضا في قاعات المناسبات السورية، والتي تمتد لمدة 3 أيام على عكس التي تقام في مصر التي تكون ليوم واحد فقط.

تقدم فيها القهوة المرة كضيافة، بالإضافة إلى إقامة وجبات الغداء والتي تتم بالتعاقد مع المطاعم والمقرئين الموجودين طوال فترة العزاء.  

أسعار مناسبة للأوضاع الحالية

تعتبر أسعار القاعات السورية مناسبة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها معظم الشباب السوريين في مصر، حيث يبدأ إيجار القاعة من 6000 جنيه (130 دولارا أميركيا) ويزيد الرقم على حسب نوع الضيافة المقدمة، والخدمات الإضافية من تصوير فوتغرافي وفقرات أخرى غير الموجودة في برنامج الحفل.

 أبو المجد الرحيباني، أربعيني سوري وصاحب سلسلة قاعات في "ستة أكتوبر"، يصف الأسعار "بالرحمانية" حيث يحاول أن يتيح فرصة للشباب بالاحتفال بأعراسهم وسط أجواء ألفوها من دون أن يشعروا بضغط مادي كبير.

ويضيف، ليس السوريون وحدهم من يحجزون في صالاتنا، بل المصريون أيضاً.

فرص عمل جديدة

 توفر القاعات السورية فرص عمل للسوريين والمصريين في آن واحد، من منظمين للحفلات ومصورين إلى عمال ضيافة ومنسقي أغانٍ وحتى عمال نظافة من الجنسين.

بالإضافة للعمال، يتم توفير فرص عمل للنساء العاملات بالأكل المنزلي، حيث تتميز القاعات بتقديم الأصناف المحببة لدى السوريين والمصريين حسب الطلب، من مقبلات وكبب، ومؤخرا هناك ما يسمى " الصحن الفرنسي" مكون من عدة أصناف سورية من تبولة وكبة وورق العنب وبيتزا يقدم خلال المناسبات كالأعراس وأعياد الميلاد.

ويقدم أيضا في أعراس السوريين، البوظة العربي والمحلاية "الحليب مع السكر" ويعدان من الأصناف الأساسية في معظم أعراس في سوريا.

لمنظمي الحفلات أيضا دور في بعض القاعات التي تسمح بتغيير الديكور على حسب رغبة الزبون، أو إضافة الديكورات الجديدة، ومساعدة العروسين في إتمام ترتيبات العرس بسهولة، وقد يقع عبء التجهيزات كاملا عليهم.

رهام خالد (38 عاما) منظمة حفلات سورية، تقول في حديثها لموقع "تلفزيون سوريا"، قد تسلّم القاعة وليس فيها سوى الكراسي فقط وأنا أعد الزينة والديكورات، وأتفق مع منسقي الموسيقا أو المطربين وحتى مع محال بيع الضيافة.

تضيف رهام، ممكن أن نجهز العرس بكل تفاصيله من الفستان والبدلة إلى المكياج والشعر، ولا يتكبد العروسان وأهلهم أي معاناة في التجهيز.

 أما بالنسبة للاستثمار في مجال القاعات يقول أبو المجد لموقع" تلفزيون سوريا" إن الأمر يتطلب تصريح عمل وبطاقة ضريبية وبعض الإجراءات الروتينية مثلها مثل باقي المشاريع التي أسسها السوريون في مصر.