البث المباشر
أجريت مقابلة في العام الماضي مع فريق صغير يضم ثلاث فتيات صبورات يقفن خلف مشروع أرشيف التصميم السوري، إذ بفضل تمتعهن بخبرة في مجال التصميم الغرافيكي والهندسة المعمارية وإطلاق حملات المناصرة الرقمية، أصبحت لدى كندة غنوم وهالة العفسة وسالي العسافين إلى قوة لا يستهان بها، وذلك لأنهن انطلقن من فكرة عدم توافر مصادر ثقافية توثق تاريخ التصميم السوري الغني، ولهذا كرسن أنفسهن لجمع الملصقات وأغلفة الكتب والنشرات الإعلامية والطوابع وفتحها أمام الطلاب والباحثين وعامة الناس أيضاً.
من بين المجالات المتنوعة التي يشتمل عليها أرشيف التصميم السوري، تتميز مجموعة الطوابع التي تم جمعها بين ثناياها والتي توثق فترة تاريخية كبيرة، فهنالك نماذج تعود لعام 1919، وبتصميمات تلك الطوابع التي تم تنفيذها بدقة رغم صغر حجمها، والتي تعطي لمحة عن التطور الثقافي للبلاد، تحظى مجموعات الطوابع على الدوام باهتمام المبدعين. ولهذا سلطت الفتيات اللواتي يشتغلن على هذا الأرشيف الضوء على أعمال فنية تعكس ثراء الثقافة السورية وغناها، حيث تقول كندة: "غالبية المصممين الذين مارسوا التصميم في سوريا كانوا فنانين محترفين"، وهذا يعني بأن تعقب أسماء الفنانين الذين صمموا تلك الطوابع كان من أهم أولويات جدول أعمال ذلك الفريق، لأن إخراج تلك الطوابع من حالة جهل الناس بأسماء مبدعيها يعني بأن هذا الأرشيف يسهم في رسم خريطة الإسهامات الثقافية التي قدمها المبدعون والتي أغنت تاريخ التصميم في سوريا خلال القرن الماضي. ولذلك غالباً ما يستعين الفريق بمساعدة نادي هواة الطوابع السوريين لأداء تلك المهمة، والذين تصفهم كندة بأنهم: "يرغبون هم أيضاً بمشاركة الجمهور في عملية بناء هذا الأرشيف"، وذلك لأن التوجه لعامة الناس وطلب المساعدة منهم في جمع كل أرشيف يخصهم بما أنه يكبر ويتطور بسرعة، يضمن للفريق بأن ما تقوم به عضواته يتم: "بفضل الناس ومن أجلهم".
حسناء تدمر 1961
من أشهر الفنانين الذين عزا هذا الفريق بعض الطوابع إليه أبو صبحي التيناوي، حيث تخبرنا سالي بأنه كان: "مولعاً بالشعر والقصص الشعبية"، ولهذا أصبح "أبرز فنان مختص بالفلكلور العربي في سوريا". وقد تميز باستخدامه للألوان المشرقة، وللتصميمات البسيطة والمؤثرة، ولتعابير الوجه الدقيقة عند رسمه للشخصيات، وهكذا صمم هذا الفنان سلسلة مفعمة بالحياة لطوابع صدرت عام 1970ـ إذ تعرض تلك المجموعة مشاهد حيوية لمعارك مستمدة من قصص شعبية سورية، فتعطي فكرة عن التراث الأدبي السوري بالإضافة إلى لمحة عن التاريخ البصري في سوريا.
ثمة ناحية أخرى أضافت لقيمة هذا الأرشيف وأهميته، بما أن المصدر التاريخي يعتمد على الطريقة التي تقوم من خلالها التصاميم بتوثيق الإبداعات التقنية والأحداث الثقافية التي وقعت في التاريخ السوري مثل معرض دمشق الدولي الذي يقام بصورة سنوية، ويوم الطفل العالمي، والذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد الشطرنج. وهنا يشير الفريق إلى مجموعة صممت احتفاء بالذكرى العشرين لمعرض دمشق الدولي تعود لعام 1973، حيث تصور نساء يرتدين أزياء شعبية تقليدية تعود لمناطق ومدن مختلفة في سوريا. وفي عام 1987 تم تصميم مجموعة أخرى من الطوابع من أجل معرض دمشق الدولي. وهنا تشير هالة إلى طابع يصور "النماذج التقليدية للألوان الزاهية" التي "تمنح جمالية لهذا الطابع".
قام هذا الأرشيف في بداياته على هواية جمع الطوابع التي طورتها كندة بشكل شخصي، لكنه ازدهر الآن وتحول إلى مصدر موثق وواسع لتاريخ التصميم السوري. وبما أن الأرشيف يقوم على اهتمام فريقه بطرح أسئلة من قبيل: "ما هي الثقافة؟ وما هي العناصر التي تساعد المرء على تحديد هويته؟"، فالجميع يتوقع له مستقبلاً زاهراً. وبين الآمال الساعية لنقل الأرشيف من منصات التواصل الاجتماعي إلى موقع إلكتروني خاص به، يخطط الفريق القائم عليه بإصدار كتاب يحوي كل ما توصلت إليه عضواته من نتائج.
محمد حرب التيناوي: طابع بريدي يصور قصصاً شعبية تقليدية ضمن المجموعة التي صدرت عام 1970
طابع المؤتمر العالمي الرابع للمرأة في بكين صدر عام 1995
طابع يصور إحدى قصص الأطفال ضمن المجموعة التي صدرت عام 1976
طابع الذكرى العشرون لمعرض دمشق الدولي ضمن المجموعة التي صدرت عام 1973
طابع الدورة 13 لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي
طابع الذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد الشطرنج صدر في عام 1974
طابع دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في المكسيك ضمن المجموعة التي صدرت عام 1968
طابع الصناعات الآلية ضمن المجموعة التي صدرت عام 1971
طابع معرض دمشق الدولي صدر عام 1987
جميع حقوق الصور محفوظة لأرشيف الطوابع السوري 2022
المصدر: إتس نايس ذات
