icon
التغطية الحية

تشييع استثنائي في الباب.. جموع غفيرة تحتج على التدهور الأمني في وداع "أبو غنوم"

2022.10.08 | 17:10 دمشق

تشييع الناشط محمد عبد اللطيف أبو غنوم
تشييع الناشط محمد أبو غنوم في مدينة الباب - تصوير: محمد حجار
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

شهدت مدينة الباب بريف حلب الشرقي اليوم الجمعة تشييعاً استثنائياً للناشط محمد أبو غنوم الذي اغتاله مجهولون يوم أمس وزوجته الحامل. هذه الجموع الغفيرة التي شاركت في التشييع أطلقت هتافات الأيام الأولى من الثورة السورية في وجه سلطات الأمر الواقع في المدينة التي لا تلتقط أنفاسها.

لم تحضر هذه الجموع الغفيرة فقط لتكريم "أبو غنوم" الشجاع الذي طالما أشعل المدينة لرد المظالم وتصحيح الخطأ؛ وإنما كانت مظاهرة حاشدة طالبت بإسقاط الجميع. أمنيين ومدنيين وعسكريين، فجميعهم فشلوا في إيقاف التدهور الأمني والخدمي في أكبر مدن سيطرة الجيش الوطني.

"استفتاء شعبي لنهج الشهيد"

ووصف عمار نصار الناشط في مدينة الباب، تشييع "أبو غنوم" بأنه "استفتاء شعبي لنهج الشهيد".

واستذكر ناشطو الباب عقب التشييع آخر مواقف "أبو غنوم" عندما انتفض الأخير ودخل مقر الشرطة العسكرية بعد أن سمع أنها اعتقلت رجلاً فقيراً نازحاً من مدينة الطبقة تعسفياً، ولا يعلم "أبو غنوم" اسم المعتقل.

لطالما صدح "أبو غنوم" في مقدمة المظاهرات مع رفاقه من أهالي المدينة والناشطين النازحين إليها من مختلف المناطق السورية، وتميز "أبو غنوم" بالجرأة عندما كان يشير للمسؤولين عن الخطأ بالاسم، فلا يوارب في الحق دفاعاً عن أهل بلده، وهو سبق أن أصيب بقدمه في معارك الدفاع عنهم ضد قوات النظام السوري. واليوم افتقد الرفاق "أبو غنوم" الذي كان يفتخر بأنه فقير.

في التشييع هتف أهالي الباب "عالجنة رايحين شهداء بالملايين". هي صرخة بوجه القتلة والمجرمين بأن المواجهة منذ 2011 مستمرة مع من يقف في وجه قطار الكرامة والحرية.

وكتب بدر طالب الناشط في مدينة الباب منشوراً يرثي فيه "أبو غنوم"، قال فيه:

"اليوم الباب يسودها صمت عجيب

راح أحد المحركين اللي ما كان ينام الليل

اللي كان يفك الغام

اللي كان يصلح بين متخاصمين

اللي كنا نبوس ايده بس ما يحط حاله بكتير أماكن وما يرضى نبهدله ونجور عليه وكمان ما يسمع ولا يرضى ودوما بتشوفه بالمقدمة .. بكل مكان قتالة، صلحة، مشكلة، اشتباك على جبهات الباب.. أبو غنوم كان شعلة نار

أبو غنوم راح والباب اليوم متل مانها متل كل يوم

راح أبو غنوم وعيلته الصغيرة ..

أبو غنوم ثورة .. والثورة ما ماتت"