icon
التغطية الحية

تسرب نفطي في الحسكة يحرم المزارعين من سقاية أراضيهم ويهدد الثروة الحيوانية

2024.02.08 | 22:40 دمشق

تسرب نفط في الحسكة
ربط مسؤولون في "الإدارة الذاتية" التسرب النفطي مؤخراً بالضربات الجوية التركية
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

تسبب تسرب نفطي إلى نهر الجقجق في محافظة الحسكة بحرمان المزارعين من سقاية أراضيهم مع ازدياد منسوب النهر مؤخراً من جراء الأمطار ويهدد الثروة السمكية في سد الحسكة الجنوبي.

وتداول ناشطون وصفحات محلية صور ومقاطع فيديو لنهر الجقجق الممتد من القامشلي إلى الحسكة ومياهه ملوثة ببقع كبيرة من النفط.

وقال صبحي الجدوع، وهو مزارع من تل براك بريف الحسكة لموقع "تلفزيون سوريا" إن  "كافة المزارعين الممتدة أراضيهم على جانبي نهر الجقجق توقفوا عن سقاية أراضيهم منذ نحو أسبوعين من جراء تلوث المياه بالنفط".

ويعتمد الجدوع على مياه نهر الجقجق كسائر المزارعين على ضفتي النهر في سقاية أرضه المزروعة بالقمح والكزبرة مستفيداً من مياه الأمطار التي تزيد مستوى المياه في مجرى النهر.

الحسكة
آثار التلوث النفطي على أحد روافد نهر الخابور

ويوضح المزارع السوري أنه خلال السنوات السابقة كان التسريب النفطي مقتصراً على الأنهار والجداول في منطقة رميلان وريف المالكية وتل حميس وهذه المرة الأولى التي يصل فيها التسريب النفطي بهذا الكمية الكبيرة إلى نهر الجقجق بالحسكة.

تلوث المياه يهدد الثروة الحيوانية والسمكية

تصب مياه نهر الجقجق في نهر الخابور بعد الاندماج معه في مدينة الحسكة ليصب الاثنان معاً في "سد الباسل" جنوب المدينة ما يهدد الثروة السمكية في السد.

وقال صيادون من الريف الجنوبي لمدينة الحسكة إن "أثار التلوث النفطي بدأت تظهر عبر بقع صغيرة على الأطراف الشمالية للسد"، مؤكدين إنه "في حال استمرار التسرب النفطي وزيادة كميته فأن نتائجه ستكون كارثية على الثورة السمكية في السد وقد يؤدي لنفوق الأسماك".

الحسكة

ولم يعد أبو سعد، وهو مربي ماشية في قرية شمال الحسكة، يسقي أغنامه من مياه نهر الجقجق ويمنعها من الاقتراب من النهر من جراء تلوثها بالنفط.

وأوضح أن "التسريب النفطي لن يجلب سوى الموت لحيواناتنا وأرضنا وننتظر موجة أمطار في الفترة القادمة لعلها تساهم في اختفاء بقع النفط من مياه النهر ومجراه".

وتعاني المنطقة منذ سنوات من قلة الأمطار والجفاف ويلجأ المزارعون ومربوا الماشية لمياه الأنهر والسواقي والآبار لسقاية أراضيهم وتوفير المياه لمواشيهم.

ما أسباب التسريب النفطي؟

ربط مسؤولون في "الإدارة الذاتية" التسرب النفطي مؤخراً بالضربات الجوية التركية التي استهدفت مطلع العام مواقع نفطية في ريف الحسكة.

وأفاد موقع "الإدارة الذاتية" إلى تشكيلها لجان طوارئ لإنشاء حواجز عائمة في نهر جقجق، منعاً لوصول المواد النفطية التي تسربت لمياه نهر جقجق نتيجة قصف تركيا للمنشآت النفطية "، مشيراً إلى "تضرر أنابيب نقل المواد النفطية في منشآت رميلان وديرك، ممّا أدى لتسرب الوقود إلى مجرى نهر الجقجق".

الحسكة

وفي العام 2019 نشر "تلفزيون سوريا" تقريراً مصورا عن تسرب نفطي من حقول رميلان إلى الأراضي الزراعية في منطقة جزعة وتل حميس جنوب القامشلي.

وأوضح المزارعون حينها أن التسرب يعود إلى فضلات استخراج وتكرير النفط من حقول رميلان إلى جانب سوء البنية التحتية ورداءة شبكة نقل النفط ما أدى لتسرب نفطي كبير في بلدة القحطانية من العام ذاته.

ومطلع العام الفائت سجلت محافظة الحسكة حالات نفوق في قطعان المواشي والثروة السمكية، بسبب ارتفاع نسبة التلوث الناجم عن التسرب النفطي من حقل تشرين باتجاه بحيرة السد الجنوبي.

واتهمت مصادر هندسية فضلت عدم الكشف عن هويتها، المجموعات التابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" التي تدير حقل تشرين بإهمال صيانة الحقل وعدم تطبيق إجراءات السلامة، ما تسبب بتفاقم أزمة التسرب النفطي المستمرة منذ سنوات، وفق ما نقل موقع "أثر برس" المحلي.