وقعت الحكومة الإسرائيلية مع قادة المستوطنين على وثيقة تسوية بخصوص مستوطنة "إفيتار"، غير القانونية، المقامة في قضاء نابلس في الضفة الغربية المحتلة، تقضي بعدم هدم الوحدات الاستيطانية، شرط إخلائها من قبل المستوطنين من دون أي معارضة يوم غد الجمعة.
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في وقت متأخر من الليلة الماضية، وبعد استكمال جميع الإجراءات القانونية، صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، ووزير الدفاع، بني غانتس، على اتفاق تسوية نهائي لإخلاء بؤرة "إفيتار" الاستيطانية.
وأوضحت الصحيفة أن التسوية جاءت بعد مناقشات طويلة خاضتها الحكومة الإسرائيلية الجديدة مع قادة المستوطنين في الضفة الغربية، وبموجبها وافق المستوطنون على إخلاء منازلهم بحلول الساعة الرابعة من عصر يوم غد الجمعة.
وتنص التسوية على إبقاء الوحدات الاستيطانية من دون هدمها، ريثما تعمل الحكومة على البت في ملكية الأراضي المقام عليها بؤرة "إفيتار"، وفي حال تمكنت الحكومة من تنظيم الأراضي ستسمح للمستوطنين بالعودة في أقرب وقت ممكن.
وتعتبر التسوية الموقعة بين بينت وغانتس وبين المستوطنين بمثابة "صفقة" تراجعت بموجبها الحكومة عن قرارات هدم مستوطنة "إفيتار"، التي أقيمت بشكل غير قانوني في شباط الماضي، على جبل صبيح جنوب نابلس، رغم المعارضة الشعبية من أهالي بلدة بيتا الفلسطينية، التي أقيمت المستوطنة على أراضي تابعة لبلدتهم.
وتقول صحيفة "هآرتس" إن الاتفاق على التسوية لم يتم تنسيقه مع الجهاز الأمني، وهي تخالف توجهات الأمن والشرطة الإسرائيلية".
وأضافت الصحيفة، أن مخطط التسوية يتعارض مع موقف كبار مسؤولي قيادة المنطقة الوسطى والاستخبارات، والذي يقضي بضرورة إخلاء البؤرة الاستيطانية على الفور، لتجنب تصعيد الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية.
وأشارت الصحيفة إلى أن القادة الأمنيين، الذين عقدوا اجتماعاً، يوم الإثنين الماضي، للمصادقة على إخلاء المستوطنة خلال أسبوع، تفاجئوا بتوصّل غانتس إلى اتفاق مع المستوطنين.
وتتزامن التسهيلات المقدمة من الحكومة الإسرائيلية الجديدة للمستوطنين، مع الاعتداء والانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها المسجد الأقصى وأهالي حي شيخ جراح من قبل المستوطنين.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن 122 مستوطناً اقتحموا صباح اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
ونقلت الوكالة عن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات عبر باب المغاربة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته.