icon
التغطية الحية

"تدريب المسعفين".. جهود مأسساتية جديدة للخوذ البيضاء لسد ثغرات القطاع الطبي

2021.10.16 | 07:15 دمشق

3.jpeg
جانب من تدريب المسعفين المتطوعين في دبلوم أطلقه الدفاع المدني السوري، إدلب (موقع تلفزيون سوريا)
إدلب – فائز الدغيم
+A
حجم الخط
-A

أنهت منظمة "الدفاع المدني السوري" أولى مشاريعها التدريبية لتأهيل كوادر جديدة من المتطوعين في مجال الإسعاف في خطوة نحو التخصص ورفع الكفاءات في المجال الطبي.

بدأ المشروع الذي استفاد منه 100 متطوع في الشمال السوري بالتعاون مع "جامعة حلب الحرة"، في شباط/فبراير الماضي، تحت عنوان "الدبلوم الأكاديمي لتأهيل المسعفين".

المشروع هو الأول للدفاع المدني منذ تأسيسه قبل سبع سنوات، يهدف إلى تدريب فرق الإسعاف على المهارات العملية والنظرية.

وبحسب المنسق الإعلامي للمنظمة، موسى زيدان، الدبلوم هو جزء من برنامج شامل لرفع كفاءة المسعفين وزيادة عدد المتطوعين الذين يمتلكون تدريبات إسعافات متقدمة.

ويقول زيدان في حديثه لموقع "تلفزيون سوريا" إن المشروع يأتي ضمن خطة انتقال المنظمة من مرحلة التأسيس الطارئة إلى مرحلة المأسسة عبر التوجه إلى البرامج الأكاديمية والمصممة بطريقة تلائم الظروف التي نعمل فيها.

ويضيف، يسعى الدفاع المدني لأن يكون مؤسسة وطنية تُعنى بتقديم خدماتها للشعب السوري، وأصبح لديه تحدي كبير لتطوير كوادره وتحسين آليات الاستجابة ورفع معايير السلامة التي تضمن النتائج الأمثل للاستجابة.

100 مسعف متطوع

شمل الدبلوم تدريب 100 متطوع من شمال غرب سوريا، حيث تتوزع مراكز الدفاع المدني، من حملة الشهادة الثانوية، على أقل تقدير، واستمر لمدة ستة أشهر بواقع 720 ساعة تدريب نظرية وعملية لكل متدرب.

قُسم الدبلوم إلى فصلين دراسين، مدة كل منهما ثلاثة أشهر ويحتوي على 6 مواد دراسية، واختتم بإجراء اختبار شامل، بلغت نسبة النجاح فيه 85%، وبمعدلات جيدة جداَ، بحسب المنسق الإعلامي.

اعتمد الدبلوم منهاجاً أكاديمياً متخصصاً بتأهيل المسعف المحترف، تم اختياره بعناية من منهاج المعهد الطبي في جامعة حلب في المناطق المحررة، يتضمن دروساً نظرية وجلسات عملية للتعرف على جميع الحالات التي يمكن أن يواجهها المسعف من موقع الإصابة وحتى الوصول للمشفى، تشرح العمليات الإسعافية وكيفية التصرف خلال هذه الفترة.

ومنحت المنظمة المتدربين بعد انتهاء الدبلوم واجتياز الاختبارات شهادة دبلوم مهني معترف بها من قبل "جامعة حلب في المناطق المحررة".

ويأمل الدفاع المدني من هذه الخطوة أن تساهم في سد النقص الكبير في الكوادر الطبية التي لم ينقطع قصف النظام وروسيا عليها، في ظل الاستهداف الممنهج للمشافي وتدميرها في السنوات الأخيرة.

وبحسب بيانات الدفاع المدني فقد سجلت فرقه في عام 2020 استجابة لأكثر من 43 ألف عملية إسعاف ونقل للمدنيين، استفاد منها 53 ألف شخص مصاب أو مريض.

نقلة نوعية

فواز جويد، أحد خريجي الدبلوم، كان متطوعاً في مركز 20204 بريف حلف الشمالي، تقدم لدراسة هذا الدبلوم لزيادة خبرته في الإسعافات الأولية.

ويقول فواز بأن عمله كمسعف في الدفاع المدني كان يقتصر في السابق على نقل المصاب من مكان الإصابة إلى أقرب مشفى، لكن بعد انتهاء الدبلوم أصبح بإمكان فريق الإسعاف تقديم العديد من الاسعافات الأولية للمصاب أثناء نقله، والتي من شأنها المساهمة في الحفاظ على حياته.

حصل فواز على معدل 83 بالمئة، ويقول بأن أهم ما تعلمه هو كيفية حمل المصاب، حيث كان همه في السابق الإسراع في حمل المصاب نحو سيارة الإسعاف أما الآن فقد بات أبرز أولوياته تثبيت ظهر المصاب قبل حمله.

بينما حصل حذيفة الحوراني، على معدل 93 بالمائة ويعتبر الثاني على الدفعة، أشار في حديثه مع موقع "تلفزيون سوريا" إلى النقلة النوعية التي أحدثها الدبلوم في عمله كمسعف في الدفاع المدني.

قال حذيفة كان عملي يقتصر على الأساسيات، ويفتقر لطرق التعامل الأكاديمية المهنية مع المرضى والمصابين، وهذا ما اكتسبته من الدبلوم".

ليس الأخير

قال مدير الدفاع المدني السوري، رائد صلاح، أن هذا التدريب (الدبلوم) كان الأول ولن يكون الأخير، موضحاً أن لدى الدفاع المدني خطة شاملة لرفع كفاءة كوادره في مختلف المجالات.

وأضاف، خلال حديثه لموقع "تلفزيون سوريا"، كانت البداية من الإسعاف بسبب نقص كوادر الإسعاف وخبراتها، ولتقديم خدمة ذات جودة للسوريين.

وبحسب الصالح يعتزم الدفاع المدني السوري في الوقت القريب إطلاق دورة تدريبية ثانية في مجال الإسعاف لمئة متطوع مرة أخرى.

يشار إلى أن خدمات الدفاع المدني السوري تغطي مناطق سيطرة المعارضة منذ تأسيسه في تشرين الأول ٢٠١٤ وحتى اليوم، ولا تقتصر على المجال الإسعافي وتشمل برنامج البحث والانقاذ والاطفاء، وبرنامج الصحة، وبرنامج التعافي المبكر، وبرنامج ملف المواد الخطرة، وبرنامج العدالة والمحاسبة.