icon
التغطية الحية

تخلى عنهم رفعت الأسد.. مناشدات لإنقاذ عائلات سورية تعيش في مزرعة خيول قرب باريس

2021.12.18 | 07:44 دمشق

1095124.jpg
مزرعة خيول رفعت الأسد المصادرة في سان جاك قرب العاصمة الفرنسية باريس (AFP)
إسطنبول - وكالات
+A
حجم الخط
-A

أطلق رئيس بلدية بيسانكور جان كريستوف بوليه مناشدة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كي يلتفت إلى مصير نحو عشر عائلات سورية تقيم في عقار يملكه رفعت الأسد، عمّ رئيس النظام بشار الأسد.

بوليه قال في رسالة إلى ماكرون "لا يمكننا أن نترك هؤلاء الأشخاص من دون حلّ هذا الشتاء"، وفق وكالة "فرانس برس".

وأضاف المسؤول الفرنسي أمس الجمعة، أنّ "من مسؤولية الدولة أن تتحرّك بسرعة"، مؤكّداً "تسجيل حالة وفاة في صفوف المقيمين في نهاية الأسبوع الماضي، وتم نقل أشخاص أصيبوا بكورونا إلى المستشفى، وهناك شخص مسنّ يجب إبقاؤه موصولا بجهاز المساعدة على التنفس، مما يتطلّب توافر المياه والكهرباء".

وقالت فتحية أسعد للوكالة إن زوجها المعاون السابق لعائلة الأسد يحتاج لآلة التنفس على مدار اليوم".

وأكد حسين الأسد، المترجم السابق لرفعت الأسد، أنهم 80 شخصاً يعيشون الآن في "هذا الملاذ الآمن".

 

 

ويقيم نحو 80 سورياً من الموظفين السابقين لرفعت الأسد في مزرعة خيول سان جاك التي تضم قصرا وحظائر تم تحويلها إلى أجنحة للسكن ومنازل عدة، وتبعد 27 كيلومترا عن باريس.

كيف خرج عناصر وموظفو رفعت من سوريا وأين يعيشون الآن؟

وبعد أن نبذ حافظ الأسد شقيقه رفعت من سوريا، اصطحب الأخير معه عشرات الأشخاص من عائلته وعناصر ميليشياته وموظفيه، توزع نحو 200 منهم بين إسبانيا وإنكلترا وفرنسا حيث استقروا في بلدة بيسانكور الصغيرة على حافة غابة مونتمورنسي وهناك اشترى رفعت مزرعة الخيول.

وكانت هذه العائلات وصلت إلى فرنسا في ثمانينيات القرن الماضي بعدما تخفى أفرادها داخل حقائب عائدة لرفعت الأسد الذي كان في منفاه.

وغادر رفعت الأسد (84 عاماً) سوريا في 1984 بعد انقلاب فاشل ضدّ شقيقه حافظ، وقد أعلن معارضته لابن أخيه بشار الأسد بعد توليه الرئاسة العام 2000.

والعقار البالغة مساحته نحو أربعين هكتاراً هو من ضمن أصول صادرها القضاء الفرنسي في إطار محاكمة.

ويضم العقار قلعة ومسبحاً داخلياً واسطبلات تم تحويلها إلى أجنحة ومنازل.

وفي أيلول الماضي دان القضاء الفرنسي رفعت الأسد بتبييض الأموال ضمن عصابة منظّمة وباختلاس أموال عامة سورية.

وحكم عليه غيابا بالحبس أربع سنوات فضلاً عن مصادرة أصول له بقيمة 90 مليون يورو.

ولـ "تجنيب عمّه الحبس"، كان بشار الأسد قد سمح له بالعودة إلى سوريا بعد 36 عاماً قضاها في المنفى القسري، وفق وسائل إعلام نظام الأسد.

وبعودته إلى سوريا تخلّى رفعت الأسد عن موظفيه السابقين، متخلفاً عن تسديد فواتير كهربائية بأكثر من 200 ألف يورو في مزرعة خيول سان جاك.

وقال رئيس البلدية "الآن وقد جمّدت أصول رفعت الأسد، تجد العائلات نفسها من دون مياه ولا كهرباء منذ أشهر"، مناشداً السلطات "إعادة التغذية بالتيار الكهربائي" والنظر في نقل العائلات إلى مكان آخر.

وقال "لم نتبلّغ بأيّ ردّ ملموس لا من السلطات المحلية ولا من شركة إينيديس التي تتولى إدارة شبكة توزيع الكهرباء الفرنسية"، مؤكداً أنّ "الوضع النفسي للعائلات ليس جيدا".

ما مصيرهم؟

اضطر السوريون المقيمون في مزرعة رفعت لتدبير شؤونهم، فلجأ بعضهم إلى الاستحمام في المسبح أو في الفندق، بينما اختار البعض الآخر الاستحمام لدى أقاربهم في البلدات المجاورة.

الشاب البالغ من العمر 24 عاماً علي صايمة يعمل مساعد مبيعات في شركة "رينو"، ويقيم مع والدته في مزرعة الخيول، يقول لفرانس برس: "قاروة الغاز انتهت.. أتناول الوجبات السريعة منذ أسبوع. لقد أصبح الأمر صعبا للغاية لناحية النظافة والصحة النفسية".

ويضيف "نحن على استعداد لدفع ثمن الكهرباء إذا قام (المدير) إينيديس بتركيب عدادات خاصة بنا". لكن من الناحية القانونية، رفعت الأسد هو المالك الوحيد، وتعيش العائلات في خوف من الإخلاء.

قدم رئيس بلدية بيسانكور تقريرا إلى السلطات الصحية لإعادة الكهرباء على وجه السرعة. وقال المسؤول "هذه مشكلة صحية عامة. هذه أسر لديها أطفال، وبعضهم لم يعد يذهب إلى المدرسة".

واضاف أنه "لا بد من بحث مصير هذا العقار ومستقبل هذه العائلات القادمة من سوريا والتي ولد أبناؤها في فرنسا".