icon
التغطية الحية

تحقيق يكشف تطورات بقاعدة "التنف".. هل تستعد واشنطن لقطع الحدود العراقية السورية؟

2023.09.12 | 07:05 دمشق

تنف
قاعدة التنف (إيكاد)
تلفزيون سوريا- إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

انتشرت في الآونة الأخيرة أنباء تفيد باستعدادات تجريها الولايات المتحدة الأميركية، لتكليف قواتها المتمركزة في سوريا بعمل عسكري يهدف إلى قطع الحدود العراقية- السورية، وذلك من خلال تعزيز وجود تلك القوات عسكرياً ولوجستياً.

ومع اتساع دائرة التكهنات حول تلك الأنباء، كشفت منصة "إيكاد" المختصة بتحقيقات المصادر المفتوحة عن تحرّكات وتعزيزات حديثة شهدتها مؤخراً قاعدة "التنف" الحدودية، أهم وأكبر قواعد الوجود العسكري الأميركي في البادية السورية، من خلال تحقيق استندت فيه المنصة إلى صور الأقمار الصناعية بمختلف تقنياتها المتاحة.

بدأت "إيكاد" تحقيقها بالعودة إلى صور الأقمار الصناعية المتوفرة للقاعدة العسكرية ضمن برنامج Google Earth Pro، لتجد أن أحدثها قد التقط في الـ18 من حزيران/ يونيو 2022، ثم قارنت تلك الصور بصورة أخرى شديدة الوضوح تم الحصول عليها من منصة Maxar والتقطت في مطلع آب/ أغسطس الفائت، قبل أن تقرر عرضها للمرة الأولى إعلاميا عبر منصتها.

ويسرد فريق العمل تفاصيل التحقيق في سلسلة من التغريدات، فيقول: من خلال مقارنة مبدئية بين الصورتين التي يفرق بين تواريخ التقاطهما سنة وستة أسابيع تقريباً، لاحظنا ظهور تحصينات جديدة في القاعدة، بجانب ظهور قطع عتاد وتوسعات في البنية التحتية.

كما حصلنا على صور أقمار صناعية منخفضة الجودة من Sentinel Hub تظهر التسلسل الزمني للاستحداثات التي تم العمل عليها بقاعدة التنف في الفترة الممتدة من حزيران/ يونيو 2022 إلى آب/ أغسطس 2023.

في صور Sentinel Hub المُلتقطة في يونيو 2022، كانت مساحة القاعدة 1.45 كلم مربع، ومحيطها 5.15 كلم، بينما في صور Maxar الحديثة، كانت المساحة 1.86 كلم مربع، والمحيط 5.91 كلم، ما يعني أن مساحتها زادت بمقدار 0.41 كلم مربع، ومحيطها زاد 0.76 كلم تقريباً.

ركزت التغييرات في القاعدة عبر زيادة عمق السواتر الترابية المحيطة بها إضافة إلى المتاريس، وهو ما يشير إلى رغبة من الأميركيين لمضاعفة الحماية. كما أظهرت المقارنة بين الصور أن واشنطن زادت من وتيرة استخدام شِبَاك للتمويه والحماية فوق عدة مباني ومرافق القاعدة.

تظهر الصور الجديدة أن واشنطن أمدت القاعدة بعتاد جديد، منها منظومة المراقبة المتطورة (Persistent Threat Detection System)، وهي ذلك المنطاد الأبيض الكبير، القادر على جمع المعلومات الاستخبارية لمدى يصل إلى 100 ميل بجميع الاتجاهات وعلى مدار الساعة. كما أظهرت الصور أن منظومة المنطاد ومعداتها أُضيفت في مساحة تبلغ 13,225 متر مربع، وأُحيطت بالسواتر والمتاريس، كما أُضيف معها 3 حظائر مغطاة بشباك تمويه وحماية ومناطق للمركبات والمعدات.

رصد الفريق خلال مقارنة صور الأقمار الصناعية ظهور عدة تغييرات في البنية التحتية للقاعدة، منها إنشاء مدخل جديد في الشمال الغربي، أضيف له طريق معبّد و"دوّار" لتنظيم عملية السير، وبالتالي أصبح للقاعدة مدخلان بعد أن اقتصرت سابقا على واحد فقط في جنوبها. كما تم تشييد 4 مباني كبيرة بمساحة إجمالية بلغت 2,400 متر مربع في وسط القاعدة، نرجح أنها مخازن للمعدات أو مساكن للجنود، ما قد يُشير إلى وجود تعزيزات عسكرية جديدة بالقاعدة.

وفي الشمال من تلك المباني الكبيرة في وسط القاعدة، ظهرت 3 مبان أخرى تقدر مساحتها بـ 250 متراً مربعاً، و200 متر مربع، و150 متر مربع، على التوالي، لا يعرف الغرض منها بعد.

في الصور القديمة الملتقطة في يونيو، كانت هناك رقعة ترابية وسط القاعدة تبلغ مساحتها 16,000 متر مربع تقريباً لم تكن مستغلة، لكن الصور الجديدة أظهرت عمليات حفر وتعبيد، نرجّح أنها لإضافة حظائر أو مباني أو ربما لاستضافة عتاد جديد. وفي أقصى شرق القاعدة، تم بناء حظيرتين جديدتين في منطقة كانت فارغة سابقًا وغير مستغلة. وفي شمال غربي القاعدة تم تشييد سواتر جديدة للمنظومات العسكرية مغطاة بالشباك كما ظهرت مبانٍ صغيرة إضافية ومصفّ مركبات مساحته 3,500 متر مكعب.

صور Maxar الحديثة، كشفت لنا كذلك عن تحركات عسكرية داخل القاعدة، أبرزها دخول سرب عسكري كبير مكون عدة مدرعات وشاحنات ومركبات، قد تكون إمدادات عتاد وجنود، أو مركبات تابعة للقاعدة كانت موجودة بالأساس وقامت بمناورات أو عمليات لوجستية عسكرية روتينية بالقاعدة. أما أحدث التحركات التي رصدناها داخل القاعدة، وكشفتها صور أقمار صناعية من Sentinel Hub بتاريخ 4 أيلول/ سبتمبر الجاري، كانت وجود مقاتلة في المحيط المباشر للقاعدة، وهو ما يعكس النشاط العسكري بأجوائها.

ويختم الفريق تحقيقهم بالقول إن تحليلات إيكاد "تؤكد بأن واشنطن عززت بالفعل وجودها العسكري داخل قاعدة التنف عبر تشييد مبان جديدة وتعزيز الدفاعات وإضافة منظومات جديدة، إلا أن سبب هذه التعزيزات سيبقى مجهولا حتى ساعة كتابة التحقيق".

اميركية

ويتابع: "تحليلنا للتوسع الأميركي في التنف لا ينفي أو يؤكد العملية الأميركية المزعومة، إنما يرصد الإضافات الهامة التي شهدتها القاعدة خلال عام وشهرين تقريبا؛ خاصة في ظل تخوفات واشنطن من أن يتنامى دور إيران ويملأ الفراغ الجزئي الذي أحدثه الروس بسبب انشغالهم بالحرب الأوكرانية".