icon
التغطية الحية

تايمز: ترامب لم يعد مهماً للروس ويظهرون حماساً تجاه بايدن

2020.11.02 | 19:52 دمشق

_methode_sundaytimes_prod_web_bin_5ca88ad2-1ba9-11eb-b786-829b87c62921.jpg
فلاديمير زيرينوفسكي لن يرفع نخب فوز ترامب هذه المرة
تايمز- ترجمة وتحرير: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

مع انتشار الأخبار الصادمة في عام 2016 حول وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة عند نجاحه بالانتخابات، رفع فلاديمير زيرينوفسكي وهو سياسي روسي متطرف في تعصبه القومي لبلاده كأساً من الشامبانيا احتفاءاً بالزعيم الأميركي الجديد.

وطالب هذا الرجل عبر محطة تلفزيونية تابعة للدولة الجمهور بالتصفيق وهو يقول: "أود أن أهنئ أيضاً مواطنينا الذين دعموا ترامب بشكل غير مباشر، لأننا سنشهد علاقات دولية جديدة كما سترفع العقوبات الأميركية عن روسيا، لتكون تلك بداية لحقبة جديدة".

وزيرينوفسكي هذا البالغ من العمر 74 عاماً وهو عضو في الحزب الديمقراطي الليبرالي الذي يعتبر ثالث أكبر حزب في البرلمان بروسيا، لم يهلل لوحده لنجاح ترامب باعتباره نصراً لروسيا، فقد احتفل ناشطون موالون للكرملين بتنصيبه رئيساً للبلاد ضمن حفل أقيم وسط موسكو، حيث ظهرت لوحة تحمل صورة ترامب والرئيس فلايمير بوتين ومارين لوبان، القومية الفرنسية بوصفهم زعماء النظام العالمي الجديد.  كما أعد المطرب الروسي ويلي توكاريف أغنية جديدة من أجل هذه المناسبة، تقول كلماتها: "ترامب يا ترامب! هذا أمر لا يصدق! ترامب يا ترامب! إنه رئيسنا!". وفي شارع أربات الذي يرتاده السياح بصورة أساسية في موسكو، أخذت متاجر التذكارات تبيع صوراً لبوتين العتيد وهو يمسك بيد ترامب المبتسم ويرفعها عالياً.

ولكن بعد مرور أربع سنوات، تغير المزاج في روسيا بشكل كبير، لدرجة أنه حتى لو تحدى ترامب أفكار مستطلعي الآراء مرة ثانية، إلا أن أحداً، بمن فيهم زيرينوفسكي لن يرفع نخب انتصار ترامب في موسكو، فنصف الشعب الروسي تقريباً اليوم أصبحت لديه فكرة سلبية عن ترامب بحسب آخر استطلاع للرأي، وفي ذلك تحول كبير عن آراء الشارع التي سادت في عام 2016، عندما أعرب العدد نفسه من المشاركين في الاستطلاع عن إيمانهم بأن فوز ترامب يصب في مصلحة روسيا.

وبالرغم من أن ترامب أبدى الكثير من الاحترام على المستوى الشخصي تجاه بوتين، إلا أن إدارته عجزت عن معالجة جملة من القضايا المهمة بالنسبة للكرملين. فقد ذكر ترامب في حملته لعام 2016 بأن سيفكر بإسقاط العقوبات عن موسكو بسبب ضمها للقرم الذي انتزعته من أوكرانيا في عام 2014. كما ألمح إلى أنه قد يعترف بسيطرة روسيا على تلك المنطقة، وبأنه قد يقوم بسحب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي.

إلا أن واشنطن قامت عوضاً عن ذلك بفرض عقوبات قاسية جديدة، ووافقت على بيع أسلحة أميركية فتاكة لأوكرانيا، وحاولت أن تمنع إنشاء خط نورد ستريم 2، كونه يهدف إلى رفد إمدادات روسيا من الغاز الموجهة إلى أوروبا.

وحول ذلك يعلق زيرينوفسكي بالقول: "لم يقم ترامب بأي شيء يخدم روسيا، كما أنه لم يزرها أصلاً، وفي ذلك أمر شنيع" إلا أنه يضيف بأن ترامب، مقارنة بالمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن، يعتبر "أهون الشرين".

إذ لطالما انتقد بايدن الكرملين، فقد قال لبوتين في عام 2011: "لا أعتقد أن لديك روحاً".

كما تعهد هذا الرجل أنه في حال انتخابه رئيساً للبلاد عندها سيقوم بمعاقبة روسيا لتدخلها في الانتخابات الأميركية، وبهذه الحملة القائمة حالياً.

وهنا يتساءل زيرينوفسكي: "كيف يفكر بايدن بصد روسيا؟ أهو يستخدم رأسه للتفكير؟ أم أنه يريد الحرب؟"

أما بوتين فقد كان أكثر تحفظاً، حيث علق بشكل شحيح على الموضوع وقال إن "النوايا التي تحدث عنها الرئيس ترامب قبل هذا لم تتحقق بأكملها". ولكن بالنسبة لبايدن، وبالرغم من أن بوتين انتقد "خطابه المعادي لروسيا بشكل حاد"، إلا أنه نوه بطريقة غريبة نوعاً ما إلى وجود قاعدة فكرية أيديولوجية للتعاون وذلك لأن الديمقراطيين ينشرون "القيم اليسارية" ذاتها التي تبناها الحزب الشيوعي السوفياتي الذي كان بوتين عضواً فيه في يوم من الأيام.

في حين أعلن جون بولتن المستشار السابق للأمن القومي لدى ترامب خلال الأسبوع الماضي بأنه ظن أن بوتين سيرحب برئاسة بايدن لأنها ستعرض فرصة العودة إلى أسلوب تقليدي أكثر بالنسبة لعملية صناعة السياسة في البيت الأبيض، إذ ذكر لقناة Dozhd التلفزيونية وهي قناة مستقلة في موسكو: "لقد عرف بايدن لفترة طويلة من الزمان وهو يعرف ما هو مساره ما يجعل التعامل معه أسهل".

ويرى محللون، أنه من غير المحتمل ظهور خط حزبي واضح بين مسؤولي الكرملين بخصوص أفضل مرشح بالنسبة لروسيا، إذ يقول سام غرين وهو رئيس المعهد الروسي لدى كلية كينغ بلندن: "قد تختلف الآراء حتى داخل الكرملين والإدارة الرئاسية، إذ بالنسبة لشعبية بوتين داخلياً فإن ترامب يجعل بوتين يظهر بصورة جيدة للغاية مقارنة بذلك، أي أنه هدية ونعمة وسيواصل عطاءاته وهباته في حال أعيد انتخابه".

غير أن رئاسة ترامب التي اتسمت بغرابة الأطوار وضعت حدوداً لاستراتيجيات وخطط الكرملين على صعيد السياسة الخارجية بحسب رأي السيد غرين الذي يتابع بالقول: "إن روسيا تقوم بأشياء لا يخطر على بال أحد أنها ستقوم بها، فقد توجهت نحو جورجيا، وكذلك نحو أوكرانيا، وسوريا، أي أنها تثير موجة من التخمينات بين الناس حول نواياها وخططها. ولكن عندما يكون الطرف الآخر هو ترامب، عندها سيكون لديك طرف مقابل أقل ما يقال عنه أنك لا يمكن أن تتوقع ما سيفعله، تماماً كما هي حالك، مما يصعب بشكل كبير على موسكو عملية حساب المخاطر التي تكتنفها".

فيما يشجع مسؤولون آخرون في الكرملين ترامب لأنه ببساطة نشر بذور الفوضى والخراب في أميركا بحسب ما ذكرته المحللة السياسية تاتيانا ستانوفايا التي قالت: "لا يهم بالفعل عدم حصول روسيا على أي شيء من ترامب عبر المحادثات، لأن ما يهم هو سياساته المتناقضة والمدمرة التي تفضح الولايات المتحدة وتضعفها بشكل أكبر".

وخارج أسوار الكرملين، لا يكترث معظم الروس بكل هذا، إذ إن ثلاثة من بين كل أربعة أشخاص تقريباً أعلنوا أن نتائج الانتخابات التي ستجري يوم الثلاثاء لا تهم موسكو كثيراً، وذلك بحسب ما أورده مركز ليفادا الذي يجري استطلاعات رأي بصورة مستقلة. كما أن هنالك شخصاً واحداً في روسيا من بين كل ثلاثة أشخاص ليس لديه علم بأن الانتخابات تجري حالياً، إذ يقول ألكساندر تيتوف وهو عامل في مكتب بموسكو في منتصف العمر: "سواء أتى ترامب أم بايدن فلن يتغير أي شيء، إذ لم نعد نفهم الأميركان كما أنهم لا يفهموننا".

 المصدر: تايمز