icon
التغطية الحية

تايمز: أزمة اللجوء الأوكرانية ستكون أسوأ من أزمة اللجوء السورية بثلاثة أضعاف

2022.03.08 | 12:16 دمشق

ترحيب حار في رومانيا باللاجئين الأوكرانيين
ترحيب حار في رومانيا باللاجئين الأوكرانيين
تايمز - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

يستعد قادة الدول الأوروبية لموجة لجوء جديدة قادمة من أوكرانيا  يرجح أن تكون أكبر بثلاثة أضعاف من أعداد اللاجئين الذين قدموا من سوريا في عام 2015 والتي تسببت بحدوث أزمة سياسية في عموم أرجاء القارة الأوروبية.

إذ ذكر جوزيب بوريل الممثل السامي للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن هذه الأزمة التي تلوح في الأفق أعظم بكثير من حيث العدد مقارنة بعدد من وصل من لاجئين في عام 2015-2016 إلى أوروبا من سوريا، وذلك عقب اشتداد التدخل الروسي في ذلك النزاع، حيث قال: "عندما حدثت أزمة اللجوء السورية ما بين عامي 2015-2016 كنا نتحدث عن مليون ونصف نسمة، أما اليوم فالعدد أكبر بكثير" مشيراً إلى أن العدد ذاته من اللاجئين عبروا الحدود الأوروبية قادمين من أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي وحده، وأضاف: "علينا أن نحشد كل موارد الاتحاد الأوروبي لمساعدة تلك الدول التي تستقبل اللاجئين، وكل الدول المحيطة بأوكرانيا، إذ سنحتاج للمزيد من المدارس ومراكز الاستقبال، والمزيد من كل شيء".

Refugees wait outside the immigration office in Brussels

لاجئون ينتظرون خارج مكتب الهجرة في بروكسل

كما أعلن بوريل أن الاتحاد الأوروبي يخشى أن يصل عدد اللاجئين القادمين من أوكرانيا لخمسة ملايين نسمة عقب هروب 200 ألف أوكراني من النزاع الدائر في بلدهم في عضون 24 ساعة، بما أن روسيا تستهدف المدنيين بصورة ممنهجة على حد تعبيره.

وعقب محادثات جرت بين وزراء الخارجية الأوروبيين في فرنسا، خرج بوريل بالتصريح الآتي: "إننا قلقون للغاية من احتمال قدوم خمسة ملايين لاجئ إلى أوروبا، وهذا التقدير منطقي وغير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية".

نموذج حلب

أما جان-إيف لودريان وزير الخارجية الفرنسي فقد ذكر أن النزاع "دخل منطق الحصار" وهذا لا بد أن ينطوي على درجة التدمير التي مارستها روسيا في سوريا والشيشان، وأضاف: "لدينا نموذج غروزني وحلب وهذا النموذج لا بد أن يتكرر من جديد".

هذا ويتوقع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والصليب الأحمر أن تشتد موجة اللجوء مع توغل الجيش الروسي في أوكرانيا، خاصة عند اقترابه من العاصمة كييف، حيث يتوقع الاتحاد الأوروبي "تضرر 18 مليون نسمة من النزاع الدائر في أوكرانيا" من أصل 41 مليون أوكراني يمثلون تعداد السكان في تلك البلاد، وهذا قد يؤدي لوقوع كارثة إنسانية تتصل بالحاجة لتأمين الموارد الغذائية والمياه والمأوى وغير ذلك من الحاجات الأساسية.

أما مفوضية الأمم المتحدة السامية للاجئين فقد ذكرت أن عدد اللاجئين قد وصل إلى مليون وسبعمئة وخمسة وثلاثين ألفاً وثمانية وستين شخصاً يوم أمس، أي بزيادة فاقت 200 ألف نسمة منذ يوم الأحد الماضي عندما بدأ الناس بالنزوح بسبب الحرب.

وقد وصل أكثر من مليون نسمة إلى بولندا، وأكثر من 180 ألف نسمة إلى هنغاريا، و128 ألف نسمة إلى سلوفاكيا، بما أنها دول الجوار.

Children of the Jewish community in Odessa leave their parents to flee in advance of the Russian invasion

أطفال يهربون من أدويسا دون أهلهم هرباً من التقدم الروسي

ولهذا أعلنت المفوضية السامية للاجئين ما يلي: "تسببت الهجمة العسكرية على أوكرانيا بتدمير البنية التحتية المدنية بالإضافة إلى تسببها بمقتل مدنيين وإجبار آخرين على النزوح من بيوتهم بحثاً عن الأمان والحماية والمساعدة".

ترحيب بولندي سخي

تعهدت الحكومة البولندية بتخصيص ثمانية مليارات زلوتي (ما يعادل مليار و33 مليون جنيه إسترليني) لتمويل عمليات استقبال اللاجئين مع تأمين تكاليف الوصول إلى سوق العمل والحصول على الخدمات الاجتماعية والتعليم لفترة طويلة.

أما فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فقد أثنى على ما وصفه بالترحيب السخي من قبل بولندا لمن تقطعت بهم السبل، حيث قال: "تأثرت بالتضامن الغزير الذي أبدته المجتمعات في عموم بولندا دعماً للاجئين" وذلك عقب زيارته للمنطقة الحدودية.

رفعت لاجئة أوكرانية اسمها ناتاليا وعمرها 42 عاماً إبهامها دلالة على النجاح عندما سئلت عن تصنيفها للمساعدة التي تلقتها هي وابنها نيكيتاي، 15 عاماً، منذ وصولهما إلى بولندا قبل أربعة أيام، وأضافت قائلة: "ليست لدي أصابع تكفي لأعبر عن امتناني لتلك المساعدات الكبيرة التي لا يمكن لأحد أن يتخيلها".

Thousands struggled to evacuate out of Kharkiv via train

الآلاف يحتشدون للخروج من خاركيف بواسطة القطار

كانت ناتالي ونيكيتاي من بين كثير من الأوكرانيين الذين وصلوا إلى مركز استقبال مؤقت أنشأته السلطات البولندية على عجل خلال الأسبوع الماضي، حيث تم استقبال الأم وابنها في فندق كامبينغ مالطا وهو منتجع لقضاء العطلات يقع على تخوم مدينة بوزنان التي أصدرت الحكومة أوامرها بشأن تحويلها إلى مكان لإيواء اللاجئين.

وهذا المخيم المخصص لقضاء العطلات كان يستقبل في السابق رياضيين يتنافسون في سباق القوارب وذلك ضمن المتنزه المائي القريب، إلا أنه أصبح اليوم يقدم للاجئين ثلاث وجبات يومياً، بالإضافة إلى إقامة لمدة لا تقل عن أسبوعين، في حين يقوم عامة الناس بالتبرع بالمواد الأساسية الأخرى.

Polish mothers have left baby-strollers at the train station for Ukrainians who had to abandon theirs while fleeing

عربات أطفال تركتها أمهات بولنديات في محطة القطار من أجل الأمهات الأوكرانيات

يقول رافال مورتكا المدير الإداري لهذا المخيم إن هذا أقل ما يمكن للبولنديين أن يقدموه لجيرانهم الأوكرانيين، ويضيف: "نتمنى أن يكون بوسعنا على الأقل تقديم مكان لهم ليستريحوا فيه".

هل سيبقى لنا بيت لنعود إليه؟

هربت ناتاليا ونيكيتا من مسقط رأسهما خاركيف حيث تمتلك الأم متجراً تديره هناك، حيث ذكرت أنهما غادرا بعدما حلقت طائرة مقاتلة روسية تحمل قاذفات صواريخ بالقرب من شقتهما ثم قصفت مدرسة تقنية محلية، ما أدى لمقتل بعض الطلاب الموجودين فيها، وعلقت على ذلك بقولها: "إنه لأمر صادم بحق، وذلك لأنهم ينتزعون كل شيء، أما أنا فمازلت خائفة، وما زلت أظن بأني سأموت، ثم إن ما يمكن أن يحدث لهم يقلقني ويقض مضجعي".

أما آنا، 24 عاماً، وهي لاجئة أخرى تقيم في المنتجع ذاته، فقد غادرت كييف برفقة والدتها وشقيقها عقب قصف محطة مياه قريبة من بيتهم، لكنها أعربت أنها لا تفضل البقاء في بولندا لفترة طويلة، وذلك عندما قالت: "أريد أن أعود إلى بيتي، ولا أريد أن أبقى في بولندا، لأنها ليست بلدي،  فبلدي هي أوكرانيا، إلا أن الأمر يعتمد على فكرة بقاء بيت لنا لنعود إليه هناك".