بين إيران وإسرائيل.. حرب الانتخابات الرئاسية الأميركية

2024.04.15 | 06:08 دمشق

تل أبيب وصورة لبايدن
+A
حجم الخط
-A

تسعى إيران لأن تكون ناخباً أساسياً في الانتخابات الرئاسية الأميركية. كما تسعى لأن تكون شريكة أساسية في أي صيغة سياسية مستقبلية لوضع المنطقة في المرحلة المقبلة انطلاقاً من قطاع غزة. هذان السببان أجّلا الردّ الإيراني على الاستهداف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق.

ما إن وقعت الضربة تصاعدت التهديدات الإيرانية بالردّ العنيف والمدوي. في حين سارعت الولايات المتحدة الأميركية لإيصال رسائل تنفي أي علاقة لها بالعملية. تدخلت أميركا مع إيران لتخفيف حدة الردّ ولتجنب توسيع الصراع. التقطت طهران الإشارة، ورفعت مطلباً واضحاً أن البديل عن الردّ وتجنبه يمكن أن يتحقق بضغط أميركي جدي على إسرائيل للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

تزامنت العملية على القنصلية مع استهداف إسرائيلي لمجموعة من المطبخ العالمي ما أحدث أزمة بين تل أبيب ودول عديدة، فارتفع منسوب الضغط على إسرائيل، ووجد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو نفسه محرجاً ومطوقاً، بمواقف خارجية، وبصراعات داخلية بينه وبين المعارضة، وبينه وبين أعضاء حكومته. استغلت إيران هذه الظروف كلها ووسعت من هامش مفاوضاتها مع الأميركيين الذين أيضاً يرفضون أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، هنا حصل التضارب مجدداً بين نتنياهو وبايدن الذي انتقد بوضوح كل المسار الذي يسلكه رئيس الوزراء الإسرائيلي.

تقف إيران إلى جانب جو بايدن في انتخاباته، وهي توصل له رسائل بأن وقف إطلاق النار في غزة وعدم الرد على الضربة الإسرائيليية للقنصلية الإيرانية من شأنهما تعزيز حظوظه الانتخابية. في المقابل نتنياهو يسعى للوقوف انتخابياً بوجه بايدن

ما تسعى إليه إيران هو انتزاع وقف لإطلاق النار في غزة، ووقف لمسار العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوبي لبنان بالإضافة إلى مواصلة التفاوض مع أميركا على معالجة وضع اليمن والملاحة في البحر الأحمر. تراهن إيران على حجم الضغوط الأميركية الكبرى على نتنياهو، والتي تبدأ من محاولة فرض هدنة إنسانية تتطور إلى وقف لإطلاق النار. وكانت إيران وحلفاؤها قد استبقوا أي محاولة لوقف النار بالقول إنه بمجرد وقفها فهذا يعني هزيمة إسرائيل وانتصار المقاومة في غزة، وهو ما تسعى إليه حركة حماس أيضاً من خلال التمسك بشروطها وعدم التراجع، بالإضافة إلى رفض مسألة البحث في مرحلة ما بعد الحرب وما يحكى خارجياً عن "كيفية إدارة القطاع".

 إيران تسعى مع الولايات المتحدة الأميركية للحصول على ضمانات بوقف استهداف إسرائيل لحلفائها في المنطقة، وخصوصاً لحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، إلى جانب وقف استهداف القوات الإيرانية في سوريا. أي هدنة في غزة ستكون إيران مهتمة بأن تنسحب على كل الساحات الأخرى، وهي تطالب بضمانات بعدم مضي إسرائيل باستهداف حزب الله في لبنان، خصوصاً بعد الكثير من الإشارات الإسرائيلية والأميركية نقلاً عن إسرائيليين بأن وقف الحرب في غزة سيدفع إسرائيل إلى التصعيد ضد لبنان. حتى الآن أميركا لم تنجح في الحصول من إسرائيل على هذا التعهد. إذ تهدف إسرائيل لاستمرار الحرب وإطالتها وفق ادعاء مواجهة النفوذ الإيراني والذي يدعيه الإسرائيليون في سوريا من خلال عملياتهم المستمرة.

تقف إيران إلى جانب جو بايدن في انتخاباته، وهي توصل له رسائل بأن وقف إطلاق النار في غزة وعدم الرد على الضربة الإسرائيليية للقنصلية الإيرانية من شأنهما تعزيز حظوظه الانتخابية. في المقابل نتنياهو يسعى للوقوف انتخابياً بوجه بايدن ويريد أن يكون عنصراً مؤثراً في العملية الانتخابية ولذلك يسعى لإطالة أمد الحرب. هنا يتحول الصراع إلى ما بين نتنياهو من جهة وبايدن وإيران من جهة أخرى. ما سيؤدي إلى الدفع باتجاه إسقاط حكومة الحرب الإسرائيلية والذهاب إلى انتخابات مبكرة بناء على دعوة بني غانتس وزعيم المعارضة يائير لابيد. لكن إسقاط الحكومة وانتظار الوصول إلى لحظة الانتخابات، سيكون نتنياهو محشوراً ومجروحاً، ويمكن أن يذهب إلى خيارات غير متوقعة تسهم في تفجير الوضع بالمنطقة ككل.