icon
التغطية الحية

بعد عقدين من الإقصاء المتعمّد.. غادة شعاع تعود إلى الرياضة السورية بمنصب مستشار

2022.11.06 | 19:23 دمشق

غادة شعاع (إنترنت)
غادة شعاع (إنترنت)
تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

تعود اللاعبة الأولمبية السورية غادة شعاع، إلى الرياضة السورية للعمل كمستشارة للجنة الأولمبية التابعة للنظام، بعد نحو عقدين من الإقصاء المتعمد والاتهامات باختلاق إصابات خلال البطولات للتوقف عن اللعب، ترافقت مع حملة تشهير من قبل "الاتحاد الرياضي".

والأولمبية غادة شعاع أو "الغزالة السمراء" كما كان يلقبها المعلق الرياضي الشهير عدنان بوظو، سطع نجمها في أولمبياد أتلانتا 1996 بالولايات المتحدة الأميركية، بعد حصولها على الميدالية الذهبية، وهي أول ذهبية تحرزها سوريا في تاريخ الأولمبياد، إضافة إلى حصولها على العديد من الجوائز في ألعاب القوى عالمياً.

إلا أنّ عدة إصابات تعرضت لها خلال الأعوام التالية دفعتها عام 1999 للابتعاد عن المشاركات الرياضية والسفر إلى ألمانيا للعلاج، القرار الذي قوبل باتهامات من الإعلام والمسؤولين في "الاتحاد الرياضي السوري" بالخيانة والتمثيل والادعاء بالإصابات، بحسب تصريحات شعاع في مقابلة لصحيفة البيان الإماراتية.

واستمر الإقصاء والإبعاد عن الساحة الرياضية رسمياً طوال الفترة الماضية عدا تكريم متواضع بوسام الرياضة السورية، قدمته اللجنة الأولمبية السورية لشعاع في آب الماضي.

انحياز إلى جانب آلة النظام العسكرية

ولم تكن سنوات الإقصاء حافزاً لشعاع لمناصرة ثورة الشعب السوري عام 2011، إذ أعلنت وقوفها إلى جانب آلة النظام العسكرية وتأييدها لقصف المدن السورية المنتفضة ضد نظام الأسد.

وظهرت شعاع مع قوات النظام خلال عمليات القصف على المدن السورية، معبرة عن تأييدها لجيش النظام، إضافة إلى صور انتشرت لها برفقة عناصر من قوات النظام متهمين بارتكاب مجازر بحق المدنيين خلال سنوات الثورة.

مستشارة لـ"الكشف عن المواهب"

واليوم، تعود شعاع للتعاقد مع اللجنة الأولمبية السورية كمستشارة بحسب ما أوردته إذاعة المدينة المقربة من النظام، في خطوة هي الأولى من نوعها بعد إقصاء متعمد استمر أكثر من عقدين من الزمن، وملاحقات في المحاكم ترافقت مع تهديدات بالسجن.

موقع "كورة" الرياضي قال إن اللجنة الأولمبية السورية وقعت، اليوم الأحد، عقداً مع الأولمبية غادة شعاع، لتشغل منصب المستشارة الرياضية للجنة الأولمبية السورية.

وأضاف الموقع أن شعاع ستعمل بموجب العقد الموقع على تشكيل لجان تخصصية مهمتها "الكشف عن المواهب بمختلف الألعاب وصقلها ضمن برامج تدريبية علمية" بالتنسيق مع اتحادات الألعاب المعنية. 

من جهته، قال رئيس اللجنة الأولمبية السورية فراس معلا إن وجود غادة شعاع يشكل "إضافة مهمة للنهوض بالرياضة السورية أداء ونتيجة".

وتناست غادة شعاع البالغة من العمر 50 عاماً، سنوات الإقصاء السابقة وحرمانها من الحقوق المالية والدعوى القضائية التي رفعها الاتحاد الرياضي بحقها عام 2004، والتي أجبرت بموجبها على دفع غرامة مالية كبيرة تحت التهديد بالسجن؛ معبرة في تصريحات نقلها موقع "كورة" عن "سعادتها بالعمل مع اللجنة الأولمبية السورية".

وتحدثت عن خطط لـ "العمل على إعداد منتخبات قوية وفقا لخطط تدريبية حديثة وتوفير متطلباتها ومستلزماتها لتكون حاضرة بقوة في الاستحقاقات القادمة".
يأتي تعيين شعاع كمستشارة للجنة الأولمبية، بعد شهور من إعلان الاتحاد السعودي لألعاب القوى في كانون الأول الماضي، عن توقيع عقد عمل مع شعاع، لتكون مستشارة فنية ومدربة لرياضة السيدات، وفقاً لصحيفة عكاظ السعودية.

حرمان من الحقوق وحملة تشهير وتهديد

وكان موقع "DW" الألماني أجرى مع غادة شعاع مقابلة في كانون الأول عام 2021، تطرقت فيها إلى حرمانها من الحقوق المالية سبقها حملة تشهير وتهديد.
يشير الموقع إلى أن اسم شعاع بدأ يلمع مع حصولها على المركز الخامس والعشرين في أول دورة ألعاب أولمبية لها في برشلونة عام 1992. 

وفي عام 1996، جاءت لحظة تتويجها في أتلانتا، عندما فازت بالميدالية الذهبية الأولمبية الأولى والوحيدة لسوريا حتى يومنا هذا، كما احتلت شعاع المرتبة الأولى في سباعي الرياضيين في العالم لمدة عامين متتاليين.

لكن تعرض شعاع لعدة إصابات أعاقت سعيها لتحقيق المزيد من الانتصارات وأدت إلى انتقالها إلى ألمانيا لتلقي علاج متخصص لإصابة شديدة في الظهر.

وفي عام 1999، شهدت عادت إلى مرحلة بطولات العالم وحصلت على الميدالية البرونزية في إشبيلية، إلا أن الإصابات أدت مرة أخرى إلى تعطل رحلتها في الألعاب الصيفية في سيدني بعد عام.

تروي شعاع  بدايات تعرضها للمضايقات بالقول: "بدأ كل شيء في سيدني وبعد ذلك (..) اضطررت لمواصلة علاجي في ألمانيا". وتضيف: "وقتها بدأ موظفو السلطات الرياضية حملة تشهير، واتهموني بتزوير كل إصاباتي لتفادي خدمة حكومتي أو العودة إلى بلدي".

ملاحقة في المحاكم

ووقتئذ، وافقت اللجنة الأولمبية السورية والاتحاد العام للرياضة والاتحاد السوري لألعاب القوى على قطع تمويلها، الأمر الذي أكدته شعاع بتصريحاتها للموقع الألماني: "لقد توقفوا عن الدفع لي، ولم يكن لدي أنا ومدربي القدرة المالية للمشاركة على نفقتنا الخاصة".
على إثر ذلك، اضطرت شعاع إلى عدم تمثيل سوريا في المحافل الرياضية الدولية، إلا أن قرارها دفع النظام إلى محاربتها وإحالتها إلى المحكمة في عام 2004 وتجريدها من جميع حقوقها المالية.

وبقيت شعاع مرغمة على دفع الغرامات المالية التي فرضت عليها بعد قرار المحكمة، لتتجنب السجن، وعلقت على القرار بالقول: "أنا لست مجرمة، كان ينبغي معاقبتهم ووضعهم في السجن لأنهم فاسدون"، وذلك في اتهام للاتحاد الرياضي بالفساد.

وأردفت: "كنت مرهقة، لم يكن من السهل التعامل مع الضغط من سوريا، كنت أتلقى تهديدات عبر الهاتف، لم تكن حياتي سهلة".

من هي غادة شعاع؟

غادة شعاع من مواليد 10 من أيلول عام 1972 في بلدة محردة التابعة لمحافظة حماة، وكبرت في ظل عائلة متواضعة، إلا أنها كانت تميل في طفولتها لكرة السلة وليس ألعاب القوى فانتسبت إلى النادي المحلي لكرة السلة في بلدتها.

وفي المدرسة الابتدائية، شجعها مدرس الرياضة على المشاركة في بطولة سوريا لسباق الضاحية للمدارس الابتدائية فانتزعت المركز الأول. بعمر 12 عاماً.

واستمرت غادة في ممارسة ألعاب القوى وتحديدا سباقات الضاحية حتى عام 1989 قبل أن تعود لكرة السلة للتحول بفترة قصيرة إلى أبرز لاعبات المنتخب السوري لكرة السلة، للتوقف نهائياً عن السلة عام 1992.

وحصلت شعاع خلال مسيرتها الرياضية على المركز الثاني والميدالية الفضية في بطولة آسيا بماليزيا عام 1991.

وفي عام 1993 حصلت على فضية المسابقة السباعية في دورة ألعاب البحر المتوسط في فرنسا، أتبعتها في العام التالي بالميدالية الذهبية في البطولة الآسيوية في مدينة هيروشيما اليابانية.

وفي العام ذاته حصلت شعاع على الميدالية البرونزية في بطولة ألعاب القوى بمدينة سان بطرسبرغ في روسيا، وفي العالم الذي يليه 1995 كسبت الميدالية الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى في السويد.

كما توجت بطلة بالعالم وحصدت الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية في أتلانتا بالولايات المتحدة عام 1996 ثم الميدالية البرونزية لألعاب القوى في بطولة العالم لألعاب القوى بإشبيليا في إسبانيا عام 1999.