البث المباشر
أعلن مسجد ابن رشد - غوته الليبرالي المثير للجدل في العاصمة الألمانية برلين عن عزمه إغلاق أبوابه العام المقبل، وذلك بعد تلقيه تهديدات من قبل تنظيم "الدولة" (داعش).
وقال القائمون على المسجد، في بيان نقلته صحيفة "Tagesspiegel" الألمانية: "لقد بلغت مستوى خطورة الوضع الحالي مستويات جديدة وأصبح من الصعب جداً مواصلة عملنا كما كان من قبل".
وأضاف أن المسجد أُغلق مؤقتاً قبل بضعة أيام "بسبب خطط داعش لشن هجمات إرهابية، وكانت هذه الخطط تستهدف، بالإضافة إلى مسجد ابن رشد - غوته، أيضاً المؤسسات اليهودية".
وأشار المصدر أن المسجد وُصف في مجلة إلكترونية تابعة للتنظيم بأنه "مكان لعبادة الشياطين".
وتابع بيان المسجد: "بناءً على الوضع الحالي الخطير، لا يمكننا متابعة كون المسجد مفتوحاً. لذا قررنا إغلاق مسجد ابن رشد - غوته العام القادم (..) سنقوم خلال الأسابيع القادمة بالتفكير في كيفية المضي قدماً".
وبيّن أن "المسجد ينوي حتى نهاية العام المقبل التفكير في أفكار جديدة، بما في ذلك كيفية تقديم صلاة الجمعة وإجراء الاستشارات دون تعريض الموظفين والجالية والضيوف للخطر".
سياسيون "قلقون"
وبحسب موقع "Tagesspiegel"، أعرب سياسيون ألمان عن "قلقهم" إزاء إغلاق المسجد، إذ قالت رئيسة حزب الخضر في برلين بيتينا ياراش إن "قرار مؤسسة دينية بإغلاق نفسها في حالة تهديد يشكل إشارة مأساوية"، في حين رأت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني فرانزيسكا جيفي أن إغلاق المسجد "يجب أن يثير انتباه الجميع. في مثل هذه الظروف، نحتاج بشكل خاص إلى أماكن وساطة وحوار حرة مثل مسجد ابن رشد - غوته، مسجد حديث يجمع الناس ويستقبلهم بذراعين مفتوحتين"، وفق تعبيرها.
وجمع اسم المسجد، الذي يعرفه المسؤولون عنه بأنه أول "مسجد ليبرالي" في ألمانيا، بين اسمي الفيلسوف العربي الأندلسي ابن رشد، ورمز الثقافة الألمانية، الشاعر والأديب يوهان غوته.
وافتتح المسجد قبل نحو خمس سنوات، ويعتبر القائمون عليه أنه قد "كسر الكثير من المحرمات والخطوط الحمر في الثقافة الإسلامية التقليدية"، إذ إنه يسمح لجميع الأقليات، بمن فيهم المثليون، بالصلاة داخل أسواره.
