icon
التغطية الحية

بعد تشخيصه خطأً بالإعاقة العقلية.. طفل سوري يبدأ رحلته في التعلم

2022.11.14 | 11:54 دمشق

الطفل أحمد يلعب مع أصدقائه في المدرسة
الطفل أحمد يلعب مع أصدقائه في المدرسة
UNICEF - ترجمة: ربى خدام الجامع
+A
حجم الخط
-A

"كان يبكي بعد ذهاب أشقائه إلى المدرسة"، هذا ما قالته إيمان، أم أحمد عنه، إذ كغيره الكثير من أطفال سوريا، لم يرتد أحمد، 11 عاما، المدرسة لسنوات، ولكن بخلاف كثيرين من أمثاله، فإن السنوات الست التي أمضاها بعيداً عن العلم لم يكن النزاع سبباً رئيسياً فيها، وذلك لأن أحمد تم تشخيصه بصورة خاطئة عندما كان صغيراً بإعاقة عقلية، ونتيجة لذلك أخذت إيمان طوال سنوات تراجع مدرسة إثر مدرسة، دون أن تجد تلك المدرسة التي بوسعها أن تستقبل أحمداً.

كان لدى أحمد حقيبة ظهر مدرسية، وكان يصعد إلى سطح دار أهله في بلدة عتمان بريف درعا جنوبي سوريا، بانتظار عودة أشقائه من المدرسة، وعنه تقول أمه: "لم يكن يفعل الأمور التي يقوم بها من هم في سنه، إذ لم يكن يبدي رغبة باللعب مع غيره من الأطفال، كما كانت لديه مشكلة مع الشهية للطعام".

في أيار 2022، تعرفت إيمان على برنامج اليونسيف للتعليم، ويركز أحد أجزاء هذا البرنامج على مساعدة الأطفال من ذوي الإعاقات على متابعة تعليمهم عبر صفوف التعلم الذاتي والدروس التعويضية، كما يشمل نشاطات تعمل على بناء المهارات وتم تحديدها لتلبي احتياجات كل طفل يعاني من إعاقة ما.

وعلى الفور، قامت إيمان بتسجيل أحمد في ذلك البرنامج، وعن ذلك تخبرنا فتقول: "كان ذلك أشبه ببريق أمل في العتمة، إذ لم أصدق بأن ابني سيتمكن من التعلم أخيراً".

children-in-classroom

أحمد يشارك في درس الرياضيات في إحدى مدارس درعا

تقييم جديد

ومن خلال هذا البرنامج، قام استشاري مختص بتقييم حالة أحمد، واسمه عصام، وهو أحد الشركاء الذين تدعمهم اليونيسيف، وعن وضع أحمد يحدثنا فيقول: "بعد تقييم حالته، تبين لنا بأن أحمد يعاني من صعوبة في الكلام وليس من إعاقة عقلية".

boy-with-teacher

أحمد برفقة معلمته تبارك في غرفة الموارد المخصصة للأطفال من ذوي الإعاقات في إحدى مدارس درعا

خلال ثلاثة أشهر من ارتياد المركز، خضع أحمد لاستشارة فردية، ودروس تعويضية، وجلسات لتصحيح النطق، ولتعلم القراءة والكتابة، وذلك لأن الغرض من هذا البرنامج هو تعليم الطفل الأساسيات حتى يندمج في مدرسة عادية في نهاية المطاف. ولقد استفادت إيمان أيضاً من الجلسات المخصصة لأهالي الأطفال الذين يعانون من صعوبات في النطق والتي تندرج ضمن هذا البرنامج.

يعلق عصام على ذلك بالقول: "أحمد متعطش للتعلم، فهو أول من يجيب على الأسئلة في الصف. وخلال شهر أيلول الماضي، وقبل بداية العام الدراسي، بحثنا عن مدرسة مجهزة بما يدعم أحمد ويساعده حتى يشعر بما يشعر به أي طفل آخر بعدما تم فصله عن بقية الأطفال لبعض الوقت".

"أسعد أم في العالم"

يساعد برنامج التعليم الذي تدعمه اليونيسيف في درعا على بناء قدرة المعلمين والاستشاريين المتخصصين على التعامل مع الأطفال من ذوي الإعاقة، ويشمل ذلك تدريب المعلمين على تقديم منهج خاص، وعلى أساليب إعداد الأطفال من ذوي الإعاقة ليندمجوا في المدارس العادية.

boy-blowing-out-candle-in lesson-with-teacher

أحمد في جلسة مع معلمته سعاد لدى مركز التعلم الذاتي الذي تدعمه اليونيسيف والمخصص للأطفال من ذوي الإعاقات في مدينة درعا

 

تم تسجيل أحمد في الصف الأول لدى مدرسة ذات النطاقين ببداية العام الدراسي 2022-2023، وقد قررت أمه أن تدعم رحلة طفلها التعليمية، فأخذت تذهب برفقته هو وأشقائه من قريتهم بريف درعا إلى المدرسة الواقعة في المدينة كل يوم، وعن ذلك تقول: "إنها رحلة طويلة، ولكن بما أن أحمد جزء من تلك الرحلات اليومية، فهذا يجعلني أسعد أم في العالم".

mother-and-son-walking-to-school

إيمان ترافق أحمد إلى مدرسته في مدينة درعا

مايزال أحمد يحضر الدروس التعويضية في المركز الذي تدعمه اليونيسيف، وعن ذلك يقول عصام: "إننا نتابع تطوره في أغلب الأحيان مع معلميه في المدرسة، وذلك لأن الخطة المقررة له تهدف إلى تمكينه على المضي مع المنهاج ب ضمن برنامج التعلم السريع خلال الفصل التالي".

لقد ساهم ارتياد أحمد للمدرسة في رفع روحه المعنوية، إذ تقول أمه: "إنه يلعب اليوم مع غيره من الأطفال في المدرسة والحي، كما تحسنت شهيته للطعام".

المصدر: UNICEF