icon
التغطية الحية

بعد القمح.. "قسد" تجبر المزارعين على بيعها محصول الشعير بسعر زهيد

2024.06.05 | 16:12 دمشق

نظام الأسد يرفع سعر شراء الشعير من الفلاحين في سوريا
"قسد" تحدّد تسعيرة شراء الشعير بأقل من السوق السوداء
الحسكة - خاص
+A
حجم الخط
-A

أعلنت "الإدارة الذاتية" العاملة في مناطق شمال شرقي سوريا، تسعيرة شراء محصول الشعير الأبيض من المزارعين بسعر 15سنتاً أميركياً (نحو 2200 ليرة سوريّة) للكيلوغرام الواحد، والشعير الأسبود بـ16 سنتاً أميركياً ( نحو 2350 ليرة).

وقالت هيئة الزراعة والري التابعة لـ"الإدارة الذاتية" إنّ "التسعيرة تخضع لنظام الدرجات العددية، مع إضافة 10 دولارات مُكافئة للطن الواحد".

وكانت حكومة النظام السوري قد حدّدت، في وقتٍ سابق، سعر شراء الشعير من الفلاحين بمبلغ 2800 ليرة للكيلوغرام الواحد، يضاف إليها 200 ليرة من صندوق دعم الإنتاج الزراعي، ليصبح سعر الكيلو الواحد 3000 ليرة، بعد أن تراجعت عن قرارها بتحديد تسعيرة أقل في محافظة الحسكة فقط.

"أبو حسام" وهو تاجر حبوب في مدينة الشدادي بريف الحسكة، قال لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ "سعر شراء الطن الواحد من الشعير يتراوح حاليا بين 170 و175 دولاراً في السوق السوداء".

وأضاف أنّ "قسما من التجار يشترون الشعير بهدف تخزينه وبيعه في فصل الشتاء بسعر مرتفع أو لتهريبه خارج مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أو توريده إلى مراكز استلام الشعير التابعة للنظام في الحسكة بسعر يعادل  200 دولار".

وأشار "أبو حسام" إلى أنّ "منع حواجز قسد لنقل وتوريد المزارعين محاصيلهم من الشعير والقمح ساهم بانخفاض أسعار المحاصيل بشكل كبير في السوق السوداء".

وبحسب "أبو حسام"، فإنّه فور صدور تسعيرة شراء الشعير من قبل "قسد"، شهدت أسواق تجارة الحبوب انخفاضاً كبيراً في سعر طن الشعير إلى نحو 135 دولاراً، بعد أن وصل إلى 180 دولاراً، خلال اليومين الفائتين.

الحاج "شيخموس" وهو مزارع من ريف الحسكة، قال لـ موقع تلفزيون سوريا إنّ "الإدارة الذاتية استولت على رزقنا وتعبنا، خلال عام كامل، بفرضها علينا بيع محاصيلنا بأسعار زهيدة، مستغلة حاجة المزارعين لسيولة مالية لتسديد الديون المتراكمة عليهم".

واضطر "شيخموس" إلى بيع محصوله من القمح للإدارة بسعر 31 سنتاً للكيلو الواحد، بعد تحميله في شاحنة انتظرت أمام مركز التوريد في الحسكة ثلاثة أيام، قبل أن تعلن "قسد" عن سعر شراء القمح.

وأوضح قائلاً: "اتفقت مع صاحب الشاحنة على دفع إيجار 400 دولار، و25 دولاراً عن كل يوم تأخير، لأتفاجأ لاحقاً بالسعر الزهيد الذي حدّدته الإدارة الذاتية، ولم يكن أمامي سوى القبول بالبيع حتى لا أتكبّد خسائر إضافية مثل ثمن النقل والتخزين والتأخير".

وقرّر المزارع الستيني الاحتفاظ بنحو 20 طناً من الشعير بأكياس وضعها أمام منزله في قريته شمالي الحسكة، على أمل أن يشهد سعر الشعير تحسناً، خلال الفترة المقبلة، لكنّه تفاجأ أيضاً بتسعيرة "الإدارة الذاتية"، والتي تسبّبت بانخفاض كبير في سعر الشعير.

وأشار إلى أنّ "التجار دفعوا له 170 دولاراً للطن قبل نحو أسبوع، لكنه امتنع عن البيع حيث كان سوق الشعير يشهد ارتفاعاً تدريجياً، أمّا اليوم وبعد صدور تسعيرة الإدارة الذاتية، انخفض السعر إلى أقل من 150 دولاراً".

وكغيره من المزارعين، يتهم "شيخموس"،  "الإدارة الذاتية" بأنها تتاجر بمحاصيلهم، قائلاً: "الإدارة  الذاتية سرقت محاصيلنا ليتاجروا فيها بالاتفاق مع النظام السوري والتجار التابعين لهم، ويهرّبون القمح والشعير حتى إلى دول الجوار، بهدف تحقيق الربح على حساب تعب وأرزاق ومستقبل الأهالي".

"قسد" تمنع التوريد للنظام وتصادر القمح والشعير خارج مراكزها

كشف تاجر لـ موقع تلفزيون سوريا عن مصادرة حواجز "قسد" لمئات الأطنان من القمح والشعير في محافظة الحسكة، خلال محاولة مزارعين نقلها بهدف التخزين أو بيعها للتجار، وكذلك كميات أخرى حاول تجار توريدها إلى مناطق سيطرة النظام.

وأوضح المصدر، أنّ "هناك تجارا يعملون لصالح قسد والنظام السوري، يمكنهم فقط نقل وتوريد الحبوب بحرية إلى النظام، ونقل الشاحنات وتحريكها داخل مناطق سيطرة قسد".

وأكّد التاجر أنّ "الإدارة الذاتية تربح حاليا ما لا يقل عن 4 سنتات عن الكيلو الواحد من القمح، وكذلك الأمر بالنسبة للشعير، بعد سلسلة اتفاقات عقدتها مع النظام لشراء المحاصيل منها مقابل تكفّلها بعملية الاستلام من المزارعين والتخزين، وستحقق أرباحاً إضافية في حال نقل محصولي الشعير والقمح إلى دول الجوار مثل العراق، وذلك عبر تجار تابعين لها".

في وقت سابق، أفاد مسؤول في "الإدارة الذاتية"، بأنّ المساحات المزروعة بمحصول الشعير في شمال شرقي سوريا وصلت إلى 735 ألف، بشقيه المروي والبعلي.