icon
التغطية الحية

بعد استخدام خريطة لإسرائيل تضم الأردن.. عمان تستدعي سفير تل أبيب للتوبيخ

2023.03.21 | 13:53 دمشق

سموتريتش
لقطة شاشة من خطاب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، باريس، 19 آذار/مارس 2023 (يديعوت أحرونوت)
 تلفزيون سوريا ـ متابعات
+A
حجم الخط
-A

استدعى الأردن سفير إسرائيل لدى عمان لتوبيخه بعد الخطاب "التحريضي" الذي ألقاه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي أنكر فيه "وجود الشعب الفلسطيني" وكانت إلى جانبه خريطة لـ "أرض إسرائيل" موسعة تضم الأردن، وسط إدانات عربية ودولية واسعة.

وأعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، أمس الاثنين، عن "إدانتها واستنكارها الشديدين لاستخدام وزير المالية الإسرائيلي خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية المحتلة".

ووصف بيان الخارجية الأردنية هذا التصرف بأنه "تحريض أرعن"، وخرق للأعراف الدولية ومعاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية.

إثر ذلك، اسـتدعت الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي فـي عمـان، مسـاء أمس، إلـى مقر الوزارة احتجاجاً على "الخريطة" والتصريحات "التحريضية والمتطرفة".

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، السفير سنان المجالي، بأنه قد تم إبلاغ السفير الإسرائيلي رسالة احتجاج شديدة اللهجة لنقلها على الفور لحكومته لتتخذ موقفاً صريحاً وواضحاً إزاء هذه "التصرفات المتطرفة والتصريحات التحريضية الحاقدة والمرفوضة من قبل وزير عامل في الحكومة الإسرائيلية.

وكان الأردن دان، قبل ذلك، خطاب سموتريتش خلال لقاء في باريس، الأحد الماضي، والذي صرح خلاله أنه "لا يوجد شيء اسمه "الفلسطينيون"، لأنه لا يوجد شيء اسمه شعب فلسطيني".

وزير إسرائيلي ينكر "وجود الشعب الفلسطيني"

أثارت تصريحات سموتريتش، وهو من اليمين المتطرف وزعيم حزب "الصهيونية الدينية"، موجة من الإدانات الدولية والعربية.

وانضم الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومصر إلى إدانة تصريحات سموتريتش، واضطرت وزارة الخارجية الإسرائيلية للاتصال بعمان للتهدئة.

الأحد في باريس، قال سموتريتش في خطاب إن "الشعب الفلسطيني هو شعب وهمي تم اختراعه فقط لمحاربة الحركة الصهيونية".

وأضاف أن "هذه الحقيقة ينبغي سماعها في قصر الإليزيه وفي البيت الأبيض بواشنطن".

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن تصريح سموتريتش كان خلال مشاركته في مؤتمر تكريم لذكرى جاك كوفافر، الذي شغل منصب رئيس حزب الليكود العالمي.

وادعى سموتريتش أن أجداده هم الفلسطينيون الحقيقيون، وأن الشعب الفلسطيني هو "اختراع جاء قبل أقل من قرن"، على حد تعبيره.

من جهتها، صرحت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن "إسرائيل ملتزمة باتفاقية السلام مع الأردن الموقعة منذ 1994،"وأنه "لم يطرأ أي تغيير على موقف دولة إسرائيل الذي يعترف بوحدة أراضي المملكة الهاشمية".

وذكر مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي أنه اتصل بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لتوضيح موقف تل أبيب الرافضة لهذه التصرفات.

إدانات دولية وعربية

دانت الولايات المتحدة هذه التصريحات وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، في مقابلة مع أخبار "القناة 13" الإسرائيلية، إن "الإدارة الأميركية تعارض تماماً هذا النوع من اللغة".

وأضاف كيربي، لا نريد أن نرى أي إجراء أو خطاب.. يمكن أن يقف في الطريق أو يعرقل حل الدولتين المستدام"، مشدداً على أن مثل هذه التصريحات قد تتسبب في ذلك.

ووصف المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق، تصريحات سموتريتش بأنها "غير مفيدة بالمرة"، وقال للصحفيين في نيويورك "من الواضح أن هناك بجلاء وتمييز شعبا فلسطينيا. وتؤيد الأمم المتحدة حقوقه".

بدوره، دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الحكومة الإسرائيلية إلى التنصل من تصريحات سموتريتش، التي وصفها بأنها "خطيرة".

وقال بوريل، إن رد فعل سموتريتش الذي لا يطاق يقودنا مرة أخرى في الاتجاه المعاكس. إنه خطأ، وغير محترم، وخطير، ويأتي في وضع متوتر للغاية بالفعل.

وبيّن المسؤول الأوروبي  أن "هذه ليست المرة الأولى التي أضطر فيها للتعبير عن قلقي بشأن تصاعد العنف في الميدان".

ونشرت الخارجية المصرية بياناً يدين تصريحات سموتريتش، وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد أبو زيد، إن مصر "ترفض بشدة التصريحات غير المسؤولة والمحرضة، التي تنكر حقائق تاريخية وجغرافية، وتزيد من مشاعر الغضب والإحباط لدى الشعب الفلسطيني".

وبحسب أبو زيد، فإن هذه تصريحات تهدف إلى الإضرار بجهود تحقيق الهدوء بين الطرفين، قبل شهر رمضان.

فلسطين تطالب بمحاكمة سموتريتش

أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها، مساء أمس الإثنين، أنها ستطلب من المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي إصدار مذكرة توقيف بحق سموتريتش على خلفية تصريحاته.

وتعليقاً على هذه التصريحات،ندد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية بتصريحات سموتريتش، قائلا إنها بمثابة تحريض على العنف.

قال أشتية، في بداية اجتماع الحكومة الفلسطينية، أمس الإثنين، إنها دليل حاسم على الأفكار المتطرفة والعنصرية التي تهيمن على الحكومة الإسرائيلية الحالية.

وأضاف، نحن الذين أطلقنا على فلسطين اسمها، هذه الأرض لنا وإسرائيل دولة استعمارية أسسها الإمبرياليون والمستوطنون.