icon
التغطية الحية

بجهود أهلية... ثلاث بطولات تحوّل قرية في الحسكة إلى مقصد لعشّاق كرة القدم

2023.03.09 | 06:43 دمشق

دوري تل مشحن
من دوري كرة القدم في قرية تل مشحن بريف دير الزور (فيس بوك)
+A
حجم الخط
-A

تحوّلت قرية تل مشحن في ريف بلدة اليعربية (تل كوجر) شمال شرقي الحسكة، إلى مقصد لعشّاق كرة القدم، منذ 16 من شباط الفائت، مع انطلاق دوري يضم عشرات الفرق من مختلف مناطق محافظة الحسكة.

ويستمر "دوري تل مشحن" مدة تصل إلى شهرين، وستجري خلالهما 80 مباراة، ستنُقل أبرز مقتطفاتها عبر صفحة القرية على "فيس بوك" وغيرها من الصفحات المهتمة بكرة القدم في الحسكة.

ويمثّل الدوري الكروي في قرية "تل مشحن"، فرصة كبيرة لالتقاء مختلف أبناء المنطقة من جميع مكّوناتها، إذ أنّ الفرق سيؤازرها تشجيعياً أعداد كبيرة من الجماهير، خاصة في الأدوار الإقصائية.

والنشاط الرياضي الكبير في القرية التي يسكنها العرب والكرد، حوّلها إلى عاصمة للرياضة في المنطقة، بحكم تنظيم القرية لـ ثلاث بطولات سنوياً بدأت أولها، عام 1996، حين انطلق دوري القرية بمشاركة 8 فرق فقط.

ما عدد الفرق وكيف تجري المنافسات؟

الكابتن سالم الجاسم (أبو فؤاد) وهو رئيس اللجنة المنظمة للبطولة، قال إنّه في هذه البطولة يشارك 48 فريقاً من مختلف مناطق القامشلي والحسكة، إضافة إلى فريق "أسود الجنوب" الذي يمثّل بلدة الشعفة في ريف دير الزور، مشيراً في حديثه لـ موقع تلفزيون سوريا، إلى أن اللاعبين في هذه الفرق هم من مختلف مكونات المنطقة (عرب وكرد وسريان).

وأشار إلى أنه يشارك في البطولة لاعبون من فرق سوريّة تُشارك في الدوري السوري، مثل نوادي الجزيرة والوثبة والجهاد، وبينهم لاعبون في منتخبات "ناشئي سوريا وشبابها"، ضمن تشكيلات الفرق المشاركة بالبطولة.

وأضاف "أبو فؤاد" أن الفرق المشاركة مُقسّمة على 16 مجموعة، تضم الواحدة 3 فرق ينتقل الأول والثاني منهما إلى المراحل الإقصائية، حيث تلعب المجموعات الزوجية مع بعضها والفردية مع بعضها في دور الـ32، ثم تستمر الأدوار الإقصائية إلى الوصول إلى النهائي، ويدير المباريات طاقم حكّام متطوع من أبناء القرية يقدر عددهم بعشرة، يساعدهم عند الضرورة آخرون من أبناء القرى المجاورة.

الجوائز

في نهاية كل مباراة وبدءاً من دور الـ 16 يُكرّم أفضل لاعب في المباراة، وتُمنح جوائز عينية للفائز في المركز الأول، وهي عبارة عن طقم رياضي للفريق وكرات قدم وكأس مقدّمة من قبل فعاليات اقتصادية في المنطقة التي ترعى عدداً من الفرق أيضاً، وفي نهاية البطولة تختار اللجنة المنظّمة أفضل لاعب وأفضل حارس مرمى، وتسميه هدّاف البطولة.

وبطولة الدوري هذه ليست الوحيد في "تل مشحن"، بل هناك بطولات أٌخرى تنظمها القرية أحدها تنطلق في شهر أيلول من كل عام، وهي بطولة تُعرف باسم "كأس الشيخ"، وقد أطلقها أبناء القرية عرفاناً منهم للشيخ (مثقال الجربا) الذي منحهم أرض الملعب التي تجري عليها مباريات الدوري، منذ عام 1996، بعد أن تحوّل الملعب السابق إلى مدرسة إعدادية وابتدائية.

ويشارك في البطولة الأخيرة 16 فريقاً هم مَن ينجحون في الوصول إلى دوري الـ 16 في بطولة الدوري الجارية الآن، كما ستجري بين بطلي "كأس الدوري وكأس الشيخ"، مباراة "كأس السوبر"، وتكون في افتتاح الدوري الجديد للعام المقبل.

ويأمل سكّان القرية في مساعدتهم مستقبلاً على بناء سور حول الملعب لمنع المشجعين من اقتحامه عند اللحظات المؤثرة خلال المباريات، خاصة عند تسجيل الأهداف، ويقول "أبو فؤاد": إنّ المحافظة على خلو ساحة الملعب من الجمهور تمثّل تحدياً كبيراً للجنة المنظمة، كما أنّ الظروف الجوية تدفعهم عادة إلى تأجيل بعض المباريات، مشيراً إلى أن بطولة الدوري الجارية الآن أُجّلت مدة أسبوع، حِداداً على أرواح ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا.

ويختم "أبو فؤاد" وهو لاعب سابق في نادي رميلان، الذي لعب في الدرجة الثانية والثالثة ضمن الدوري السوري، أنّ نجاح البطولات التي تنظمها قريته هو مسؤولية جميع سكانها، وكلهم يشاركون في  العمل على نجاحها، كما أن الرياضة هي المتنفس الوحيد أمام أهالي المنطقة للالتقاء ومشاركة متعة كرة القدم، حتى ولو كانت تلعب على أرضية ترابية وبلا مدرّجات فهي لا تفقد متعتها.