icon
التغطية الحية

الوثائق تكشف.. ولي العهد السعودي شجّع الروس على تدخّلهم في سوريا

2020.08.07 | 14:10 دمشق

photo_2020-08-07_14-01-36.jpg
 تلفزيون سوريا - خاص
+A
حجم الخط
-A

رفع ضابط الاستخبارات السعودي السابق، اللواء سعد الجبري، دعوى قضائية في الولايات المتحدة الأميركية ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وعدد من الشخصيات السعودية المقربة منه بتهمة محاولة قتله.

الجبري، والذي كان يشغل أيضاً منصب مستشار ولي العهد السابق محمد بن نايف، اتهم ابن سلمان بأنه أرسل فريقاً لاغتياله في كندا، سعياً للحصول على تسجيلات ووثائق مهمة كانت بحوزته، وذلك بعد أسبوعين من اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في تشرين الأول من العام 2018.

وتضمنت مستندات الدعوى القضائية تفاصيل عن تحركات أجرتها شخصيات سعودية، كُلّفت بشكل مباشر من محمد بن سلمان بتقفي أثر الجبري وعائلته في أميركا وكندا، والحصول على تسجيلات فائقة الأهمية تتضمن معلومات خطيرة، تحسباً من نشرها للإعلام.

وقالت المستندات إن "فرقة النمر"، التي كلفها ابن سلمان باغتيال الجبري، حاولت دخول كندا بتأشيرات سياحية، وكانت تضم شخصيات مقربة من دائرة ولي العهد السعودي من بينهم خبير بالطب الشرعي، وكانت تحمل حقيبتين من أدوات الطب الشرعي، بما يماثل ما حصل في قضية اختطاف وقتل الصحفي جمال خاشقجي.

ابن سلمان شجّع التدخل الروسي

وذكرت مستندات الدعوى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، شجّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على التدخل في سوريا، وذلك عبر اتصالات متكررة في العام 2015.

وأشارت الدعوى أن ابن سلمان رحّب بتدخل الروس في سوريا، في وقت لم تكن فيه روسيا طرفاً في الحرب السورية.

2f0f133c56194a34da21c4d27f3f0b02.jpg

 

كما ذكرت مستندات الدعوى، أن اللواء الجبري أجرى لقاءات رسمية مع مدير "وكالة المخابرات المركزية الأميركية" آنذاك جون برينان، وأخبره بفحوى اتصالات ابن سلمان مع بوتين، وحينها استنكر برينان هذه الاتصالات كما استنكر ترحيب ابن سلمان بالتدخل الروسي بسبب معارضة واشنطن لذلك.

ونقل الجبري رسالة من برينان إلى ولي العهد السعودي، إلا أن ابن سلمان، وبعد قراءة الرسالة، رد بغضب شديد أمام الجبري، وأصبح ينظر إليه بعين الريبة لاحقاً.

رجل الاستخبارات الأول في المملكة

واللواء الجبري، حاصل على شهادة الدكتوراه في الذكاء الاصطناعي من جامعة إدنبرة، وشغل منصب وزير دولة، وكان أحد كبار الضباط في المملكة العربية السعودية، ولعب أدواراً رئيسية في التنسيق الأمني للمملكة العربية السعودية مع استخبارات الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى.

كما لعب دوراً في معارك المملكة ضد تنظيم "القاعدة"، وأكسبه ذلك تقديراً كبيراً لدى الغرب، واعتبر رجل الاستخبارات الأول في المملكة.

بعد ذلك أصبح الجبري الذراع اليمنى للأمير محمد بن نايف، ولي العهد حينها، لكن كل ذلك تغير عقب انقلاب محمد بن سلمان في العام 2017، وتنحية محمد بن نايف من منصبه وتولية نفسه ولياً للعهد.

ويعيش محمد بن نايف حتى الآن رهن الاعتقال في المملكة، فضلاً عن اعتقال معظم من عملوا معه في وزارة الداخلية، إلا أن سعد الجبري استطاع الفرار إلى كندا، ويعيش هناك منذ ثلاث سنوات.

اغتيال خاشقجي ليس الأول ولن يكون الأخير

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، إن شرطة "الإنتربول"، رفضت طلباً سعودياً باعتقال الجبري وتسليمه للمملكة في تموز من العام 2018، واصفة الطلب بأنه "ذو دوافع سياسية"، لتحذف اسمه من قوائم الملاحقة.

بينما نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي قوله إن "مسؤولي الأمن القومي الأميركي يتتبعون مساعي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للثأر من سعد الجبري منذ فترة، وعلى أرفع المستويات".

وكانت أنييس كالامار، مقررة الأمم المتحدة التي تتبع حالات الإعدام التعسفي حول العالم، قد قالت في تغريدة على حسابها على "تويتر" إن "ما نشر عن محاولة محمد بن سلمان النيل من الجبري لم يفاجئها.

وأضافت كالامار أن "عملية اغتيال خاشقجي لم تكن أول عملية خاصة لفريق اغتيال سعودي، ولن تكون الأخيرة"، مضيفة أن "اغتيال خاشقجي كان عملية قتل بإشراف الدولة".