icon
التغطية الحية

"المنظمة الدولية للهجرة": عبور المهاجرين للمتوسط يتضاعف رغم المخاطر

2021.12.01 | 09:37 دمشق

20170405_pbar_sos_2017_-16_wm.jpg
وصف المراسل القارب الذي يقل المهاجرين بأنه يطفو في مكان مجهول والنجوم فقط هي دليل وجوده
ترجمة وتحرير موقع تلفزيون سوريا
+A
حجم الخط
-A

نشر موقع "راديو صوت أميركا" تقريراً أعده مراسله رود إلمندورب، الذي رافق أعمال الإنقاذ التي تجريها منظمة "SOS Mediterranee" التي تحاول إنقاذ المهاجرين وطالبي اللجوء في البحر الأبيض المتوسط.

ووفق الموقع، فقد أعلنت "المنظمة الدولية للهجرة" أن عدد المهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط تضاعف في النصف الأول من هذا العام على الرغم من المخاطر، مشيرة إلى أن نحو 7700 طالب لجوء عبروا البحر الذي أصبح يُطلق عليه "أكثر الحدود دموية في العالم".

وشهد المراسل عبوراً مباشراً في البحر الأبيض المتوسط في المياه الدولية قبالة السواحل الليبية في قارب إنقاذ قابل للنفخ أرسلته منظمة "SOS Mediterranee"، وهي منظمة بحرية أوروبية لإنقاذ اللاجئين في المتوسط.

وكان أمام المراسل قارب خشبي صغير يرقص على الأمواج المظلمة، وسمع أصواتاً يائسة لما يزيد على 100 مهاجر على متن القارب، الذي بدا كأنه يطفو في مكان مجهول من دون محرك، والنجوم فقط هي الدليل على وجوده.

وأوضح المراسل أن "رجال الإنقاذ وزعوا سترات نجاة تحسباً لتحطم القارب، الذي كان يحمل حمولة زائدة، ثم بدأ المهاجرون في العبور واحداً تلو الآخر إلى قارب الإنقاذ، لم يُترك أحد وراءهم"، مشيراً إلى أنه بالنسبة للمهاجرين "كانت هذه الخطوة الصغيرة بمنزلة قفزة عملاقة نحو حياة أفضل".

 

 

ظروف الإنقاذ تختلف بحسب التوقيت

وقال أحد المنقذين إن "الظروف في البحر يمكن أن تكون مدمرة، لدينا عمليات جراحية مع أشخاص يعانون من إصابات بالرصاص، وفي بعض الأحيان يكون لدينا أشخاص ماتوا بالفعل بسبب الاختناق أو أي شيء آخر"، مشيراً إلى أن "ظروف الإنقاذ تختلف بحسب التوقيت".

وبعد عودة قارب الإنقاذ إلى السفينة الأم "Ocean Viking" التي استأجرتها منظمة "SOS Mediterranee"، صعد المهاجرون إلى السفينة، حيث حصلوا على ملابس وأماكن للنوم، وجلس بعضهم على سطح خشبي، بينما لجأ آخرون إلى حاوية تحوّلت إلى مكان للعيش.

 

120.Ocean-Viking-rescue-ship-is-seen-in-the-Sicilian-port-of-Messina-1-1280x440.jpg
سفينة الإنقاذ "Ocean Viking" بعد إنقاذ طالبي لجوء أمام السواحل الإيطالية

 

من بين هؤلاء المهاجرين، كان السوري سليم، وهو صانع الستائر يبلغ من العمر 40 عاماً، فر من بلاده لإبعاد ابنه محمود عن التجنيد الإجباري، الذي قال "أتيت مع والدي من سوريا لأنني لا أستطيع الذهاب إلى الحرب بعد بلوغ 18 عاماً، لذلك سافرنا إلى ليبيا، وكنا نريد عبور البحر إلى إيطاليا".

وقضى سليم وابنه محمود، مع أكثر من 300 مهاجر آخر، وقتهم خلال مهمة الإنقاذ بمحاولة الابتعاد عن اللقاء مع خفر السواحل الليبي، المعروف بإعادة المهاجرين إلى ليبيا.

وقالت منسقة الإنقاذ في منظمة "SOS Mediterranee" إن "خفر السواحل الليبي ليس له اختصاص في إعادة المهاجرين"، مشيرة إلى أنه "أعتقد أنهم يأتون لمحاولة ترهيبنا ومنعنا من الذهاب إلى مياههم الإقليمية، وهو أمر لن نقدم عليه".

 

البحث عن الأمان في الاتحاد الأوروبي

وفق "راديو صوت أميركا"، تُرجع "المنظمة الدولية للهجرة" ارتفاع أعداد المهاجرين إلى تدهور أوضاع حقوق الإنسان في ليبيا، كما يبحث المهاجرون من جميع أنحاء أفريقيا والشرق الأوسط عن الأمان في دول الاتحاد الأوروبي.

وتعمل سفينة الإنقاذ "Ocean Viking" في منطقة تعادل مساحتها حجم الدنمارك، مما يجعل فرصة اكتشاف قوارب المهاجرين ضئيلة للغاية.

ويجادل منتقدو عمل السفينة بأن عمليات الإنقاذ تدفع المهاجرين إلى المجازفة بمخاطر مميتة، أملاً بإنقاذهم عبر "Ocean Viking"، إلا أن ضابط الاتصالات على متن السفينة لا توافق على ذلك، وتقول "يمكننا أن نرى بوضوح أنه خلال أوقات انتشار فيروس كورونا، في نيسان من العام 2020، حيث تسبب تفشي الوباء في إصابة العالم بالشلل، استمر الناس في الفرار".

بعد جمع الناجين، انطلقت سفينة "Ocean Viking" إلى إيطاليا، ويمضي المهاجرون على متن السفينة وقتهم باللعب والنوم، إلى أن تأتي لحظة الإثارة بعد عدة أيام، عند الوصول إلى السواحل الإيطالية، حيث يتم إجراء فحوص "كورونا" لهم، وبعد ذلك يتم نقلهم إلى مراكز استقبال المهاجرين، ويتم تحديد ما إذا كان يمكن تصنيفهم كطالبي لجوء أم لا.