المزيد من عسكرة "مجلس الشعب"؟

2024.06.10 | 06:12 دمشق

مجلس الشعب
+A
حجم الخط
-A

  استبَقت «رابطة المحاربين القدماء..» في سوريا الانتخابات المقبلة لما يسمى «مجلس الشعب» في دمشق بحثّ أعضائها، من الضباط السابقين، على الترشح لعضوية هذا المجلس في دوره التشريعي الرابع (2024)، لأنهم «طليعة وطنية متقدمة» لها ما تفخر به من إرث نضالي في الميدان. وذلك انطلاقاً من مقولة «سيد الوطن» بشار الأسد: «التقاعد هو بداية لحياة وليس انتهاء لها». مرشداً، كعادته الحكيمة الموروثة، هذه الشريحة من مواطنيه إلى حل يقضون به ما تبقى من أعمارهم بشكل أكثر إثارة من الجلوس في البيت بانتظار الموت، وأشد هيبة من فتح دكان أو التردد على مكتب عقاري.

وفي بيان لاحق، بعد إغلاق باب الترشح، أبدت الرابطة سعادتها بما تناهى إليها من أعداد الضباط المتقاعدين الذين تقدموا بطلباتهم، وحيّت هذه «الاندفاعة» التي تدل على عمق الوعي لدى أعضائها بضرورة «التصدي للواجبات الوطنية». وأهابت، وحُقّ لها أن تهيب طبعاً، بجميع الزملاء المرشحين إلى بذل الجهود المكثفة في الحملات، وتضافرها، وأهمية التنسيق بينهم في كل دائرة لتتكامل هذه «الهمم الجبارة».

وقد تصدّر رئيس المجلس المركزي للرابطة، اللواء جهاد محفوض الأسعد الخازم (دمشق) قائمة المرشحين، الذين كان من بينهم اللواء محمد كنجو حسن (دمشق. مدير إدارة القضاء العسكري سابقاً. حكم على الألوف بالإعدام والسجن لسنوات طويلة خلال الثورة)، والعميد صايل أسعد داوود (حمص. ضابط سابق في المخابرات الجوية. شارك في قمع الاحتجاجات بريف دمشق منذ عام 2011 ثم أصبح رئيس فرع المنطقة الوسطى في المخابرات الجوية بحمص)، واللواء محمد عبد العزيز ديب (حمص. ضابط سابق في الفرع 211 الفني في المخابرات العسكرية)، والعميد قاسم حمد الجرمقاني (السويداء. ضابط في فرع التحقيق 285 بإدارة المخابرات العامة سابقاً)، وسمير شحادة الحسين (القنيطرة. عقيد سابق في المخابرات العسكرية)، واللواء موفق جمعة (دمشق. الرئيس السابق للاتحاد الرياضي العام)، واللواء محمد نبيل فريد الحمصي (دمشق. كان مدير إدارة الإمداد في قيادة القوى الجوية)، واللواء الطيار سجيع جميل درويش (اللاذقية. كان مدير إدارة التدريب في قيادة القوى الجوية)، والعميد الطيار علي تركي دربولي (حمص. كان قائد مطار حماة)، والمقدم الطيار الجريح يحيى حسن غنيم (ريف دمشق)، والمقدم الجريح ثائر حسن (اللاذقية. عضو حالي في المجلس)، ولواء الشرطة عبد الحكيم الوردة (مناطق حلب)، واللواء محمد إبراهيم سمرة (حماة، دير شميل)، والعميد محسن إبراهيم عوض (حماة، الربيعة)، واللواء أحمد حجازي (ريف دمشق)، والعميد أيمن عارف حروق (دمشق)، والعميد أيمن أمين سرحان (ريف دمشق)، والعميد رئيف محمد عبد السلام (ريف دمشق)، والعميد حسين أحمد طالب (ريف دمشق)، والعميد راتب فهيم خليل (ريف دمشق، قطنا)، والعميد علي عباس طراف (حمص)، والعميد سهيل عزيز إبراهيم (حمص)، والعميد جهاد منير محلا (اللاذقية)، والعميد إبراهيم توفيق العرسان (دير الزور. قائد قوات «الدفاع الوطني» بالمحافظة سابقاً)، والعميد علي أحمد الشمر (حماة، سلمية)، واللواء هشام خلاف (درعا)، والعميد وليد إسماعيل العتمة (درعا، الصنمين)، والعميد المهندس محمود محمود (درعا، الصنمين)، وعميد الشرطة زكريا الغريب (إدلب، معرة النعمان)، والعميد عدنة خير بك (تكتب بالاسم المستعار زنوبيا خير بك. لها ديوان «ابنة الضياء» وكتاب «الذكاء الوجداني وتأثيره على القادة». ترشحت تحت شعار «الأمل بالعمل»)، والعميد حسن علي أحمد (حمص. شاعر أعلن ترشحه بقوله: من أجلكم رشّحتُ نفسي راغبا، لأصيرَ عضواً في المجالس نائبا// وأُمارسَ الحقّ الذي أوصى به، دستورُ شعبي للحقوق مُطالبا// في خدمة الشعب الأبيّ وأهلنا، من كلّ طيفٍ شرقَها ومغاربا).

وسوى هؤلاء الضباط ترشح عدد من قادة القوات الموالية الرديفة، الحاليين أو السابقين. من أبرزهم باسم سليمان سودان (اللاذقية. قائد قوات «كتائب البعث». عضو حالي في المجلس، رئيس لجنة الصداقة البرلمانية السورية الروسية فيه)، ونائبه مجاهد فؤاد إسماعيل (ريف دمشق)، وحسن شعبان بري (حلب. زعيم العائلة الشهيرة. عضو حالي في المجلس)، وعمر حسين الحسن (مناطق حلب. رئيس «المكتب السياسي» في لواء الإمام محمد الباقر. عضو حالي في المجلس)، وحسن محمد شهيّد (مناطق حلب. قائد ميليشيا خاصة بالعساسنة سابقاً. عضو حالي في المجلس)، وحسين فوزي فرحو (حلب. قاض. شارك في تأسيس ميليشيا ماردلية محلية. عضو حالي في المجلس)، وعهد ضاهر السكّري (حمص. الذراع المالية للقائد في «الدفاع الوطني» صقر رستم. عضو حالي في المجلس)، وخالد حسن الضاهر (إدلب قائد ميليشيا «صقور الضاهر» المنحلة. عضو سابق في المجلس)، وماهر محفوض قاورما (حماة. قائد ميليشيا «الدفاع المحلي في محردة». عضو حالي في المجلس)، وفراس ذياب الجهام (دير الزور. قائد قوات «الدفاع الوطني» في المحافظة)، وجهاد إبراهيم بركات (اللاذقية، القرداحة. ضابط سابق. القائد السابق لميليشيا «مغاوير البعث» المنحلة)، ويعرب عصام زهر الدين (السويداء. قائد مجموعة «نافذ أسد الله» التي ورثها عن أبيه ضابط الحرس الجمهوري المعروف).

ينتظر هؤلاء، وغيرهم كثير ممن لم نستطع إحصاءهم في هذا العرس الديمقراطي المموه، نتائج «الاستئناس الحزبي» الجاري حالياً. وهو إجراء أقرّته قيادة البعث منذ الدورة الماضية للمجلس (2020)، يتضمن انتخابات حزبية غير ملزمة تستأنس بها «اللجنة المركزية» للبعث لتختار قائمة مرشحيها النهائيين الناجحين حكماً، بالتوازي مع انتهاء البازارات المالية لتحديد من سيتبناهم النظام من الباطن من «مستقلين».

ترغب السلطة في الإيحاء بوجود حياة انتخابية حقيقية بزيادة عدد المرشحين. ولذلك من المبكر الحكم إن كانت هذه «الاندفاعة» تشير إلى توجه متصاعد لدى النظام برفع أعداد العسكريين وشبه العسكريين في «مجلس الشعب» الصوري، اعتباراً من السماح لعناصر الجيش بالتصويت في الانتخابات التشريعية منذ دورة العام (2016) بعد عقود من المنع.

وكانت دراسة سابقة عن نتائج اقتراع الدورة الماضية دلت على دخول قرابة 16 ضابطاً سابقاً إلى المجلس لأول مرة، يبدو أن معظمهم لم يُعد ترشيح نفسه، ونحو 8 من قادة الميليشيات الذين يبدون أكثر رسوخاً تحت القبة، إذ ترشح أكثرهم لدورة جديدة مراهناً على علاقاته الفاسدة مع قمّة هرم البعث، بعكس معظم الضباط السابقين الذين لم يدّخروا من خدمتهم السابقة ما يمكن أن يغذّي طموحاتهم الحالية جدياً.