icon
التغطية الحية

اللاذقية.. انهيار القطاع الصحي بسبب تفشي كورونا وازدياد أعداد المصابين

2021.10.10 | 07:27 دمشق

16239616811323561246.jpg
اللاذقية - خاص
+A
حجم الخط
-A

انهار القطاع الصحي في محافظة اللاذقية بسبب تفشي فيروس كورونا بعد وصول المستشفيات إلى الحد الأقصى للاستيعاب وترحيل جزء كبير من المرضى إلى مستشفيات محافظة طرطوس المجاورة.

وقالت مصادر محلية لـ موقع تلفزيون سوريا إن إهمال حكومة النظام للإجراءات الاحترازية وفقدان الأدوية والفيتامينات من الصيدليات وارتفاع الأسعار ساهم بشكل مباشر في تفشي فيروس كورونا ووصل إلى الذروة في المحافظة.

انتشار مفاجئ

وخلال لقاء موقع تلفزيون سوريا لطبيب في مشفى تشرين الجامعي قال: "إن نسبة الإصابة في المشفى تقدر بـ ٢٠٠ مصاب وما فوق منذ أسبوع واحد فقط، أي امتلأت أربعة أقسام في المشفى بمصابي كورونا بالإضافة إلى أكثر من ١٥ مصابا في قسم الإسعاف حيث لم يعد يوجد أسرّة لاستقبال المرضى".

وأضاف الطبيب "ليس فقط المشفى اكتظ بالمصابين، فهناك أكثر من 100 مصاب بكورونا نتابعهم في منازلهم ويتم تقديم الأوكسجين لهم مع العلاج في المنازل".

وعن الفئات العمرية الأكثر إصابة قال الطبيب أمجد (اسم مستعار لأسباب أمنية) إن جميع الفئات العمرية مصابة وأكثرهم من طلاب المدارس وتكون الأعراض إسهال ومغص وإقياء مترافق بارتفاع حرارة، ولكنهم أكثر فئة تستجيب للعلاج.

وأضاف الطبيب، أن الأكثر تضرراً هم الكبار في السن فتكون استجابتهم خفيفة للعلاج يترافق بتراجع صحي ملحوظ بوتيرة قوية تؤدي إلى الوفاة بالنسب العالية.

كلفة عالية

وأكد الطبيب أن المشفى يقوم بتأمين معظم الأدوية الوريدية اللازمة حاليا وعند الانقطاع يتم تأمين البديل فورا، باستثناء الأدوية الفموية وتكون على حساب المريض.

ولفت إلى أن "الأدوية أصبحت تكلف المشفى أرقاما عالية جداً ولا أعتقد ان تستطيع الاستمرار بهذا الضغط الهائل".

وأكد الطبيب المقيم في المشفى أن كلفة المريض الواحد يومياً بدون مستلزمات طبية وأوكسجين تصل في حد أدنى إلى 25 ألف ليرة سورية، أما المصاب بشكل خفيف فيتكلف يوميا بأدوية فموية فقط ما يقارب 15 ألف ليرة، أما بالنسبة للمريض ذي الحالة الحرجة فكلفة علاجه تصل إلى 100 ألف ليرة سورية باليوم الواحد.

الكادر الطبي مهمش

التقى موقع تلفزيون سوريا مع الطبيبة "أحلام" والتي تعمل في قسم العزل وقالت "نحن ككوادر طبية مهمّشة جهودنا كثيرا بالنسبة لوزارة الصحة، فكل ما نقدمه للمرضى لا يقابل بأي تقدير أو مكافأة معنوية أو مالية".

وأضافت أنه وبالرغم من التوتر والضغط النفسي الذي نعيشه بالمشفى بالإضافة إلى احتكاكنا المباشر مع المرضى فإننا لا نحصل لا على ساعات إضافية مشيرةً إلى أن الأطباء عندما يصابون بالفيروس لا تتم الموافقة على طلب الاستراحة إلا بعد مجهود كبير ويعالج نفسه على نفقته الخاصة.

وأضافت الطبيبة أنه يجب على حكومة النظام التخفيف من الازدحام أمام الأفران وتأمين الخبز، ومنع التجمعات في المحافظة للحد من انتقال الفيروس بالإضافة إلى تأمين مواصلات وحافلات أكثر لنقل الطلاب إلى الجامعة ومنع الازدحام الحاصل.

مطالبة بتخفيض الأسعار

كما طالبت الطبيبة في حديثها لـ موقع تلفزيون سوريا، بتخفيض أسعار الدواء والغذاء والسيطرة على السوق لكي يستطيع المواطن تأمين مستلزماته الوقائية، مشيرةً إلى أن سعر الكمامة الواحدة تجاوز الألف ليرة سورية وعلبة المعقم الصغيرة وصلت إلى 10 آلاف ليرة متسائلة كيف على المواطن دفع هذه التكاليف يوميا وراتبه لا يتجاوز ٦٠ ألف ليرة سورية؟

إغلاق المدارس

أما بالنسبة لأهالي ريف القرداحة المنطقة الأكثر انتشاراً للمرض حيث يتراوح عدد الوفيات من المصابين ما بين ٥ إلى ١٠ أشخاص يومياً فيطالبون بإغلاق المدارس، مؤكدين أن مديرية التربية لم تتخذ حتى الآن أي إجراء من أجل سلامة الطلاب والحد من انتشار المرض.

وأكد أهالٍ في اللاذقية أن حكومة النظام ما زالت نائمة ولم تتخذ حتى الآن أي إجراء احترازي للحد من انتشار الفيروس كإغلاق المدارس وإيقاف الجامعات وفرض الكمامة على سائقي الباصات وإيقاف صالات اللعب والأعراس وغيرها من الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الفيروس في المحافظة.

وسبق أن قالت مديرية الصحة التابعة للنظام في اللاذقية، قبل أيام إنّها اتخذت مجموعة إجراءات لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصابين بفيروس كورونا في مشافيها، بعد تزايد عدد الإصابات في المحافظة.

يذكر أن مدير "الجاهزية والإسعاف والطوارئ" في وزارة الصحة التابعة للنظام توفيق حسابا كان قد كشف الأسبوع الماضي أنه تم تطعيم 3-4% فقط من الأهالي باللقاح المضاد لفيروس كورونا حتى الآن، مؤكداً أنها نسبة متدنية جداً، ولا تكفي للقول "إننا وصلنا إلى مناعة القطيع".