icon
التغطية الحية

الفوتوغرافرز صغار السن ينتشرون بساحات العيد والصورة تبدأ بـ7 آلاف ليرة

2024.04.13 | 07:47 دمشق

1
دمشق ـ فتحي أبو سهيل
+A
حجم الخط
-A

التقاط الصور بالملابس الجديدة في استديوهات التصوير، كان من التقاليد المرتبطة بشكل وثيق بالأعياد في دمشق، لكنه تراجع مؤخراً لعدة أسباب منها ارتفاع الأسعار، إضافةً إلى تطور التصوير وطرق حفظ الصور، ما أدى لعدم اهتمام الجيل الجديد بالصور المطبوعة وألبوماتها، مقابل الصور الإلكترونية التي يستخدمونها لوسائل التواصل الاجتماعي وتحفظ على هواتفهم، وهنا بدأت ظاهرة "الفوتوغرافرز" صغار السن المنتشرين في الشوارع.

يمشي وخلفه عشرات الأطفال والشبان بين الـ12 – 22 عاماً تقريباً، يختار زاوية في حديقة أو سيارة فاخرة أو قديمة في شارع ما، ليكون هذا المكان الاستديو المجاني الخاص به، ويبدأ بعدها بالتقاط الصور لهم واحداً تلو الآخر حسب الرغبة ثم يأخذ أرقامهم وأسماءهم وينصرف إلى "لوكيشن آخر" وهكذا.

في ساحات العيد انتشر الكثير من الفوتوغرافرز كما يسمون أنفسهم، وأغلبهم تحت سن الـ18 أو فوقه بقليل، ينادون على الأطفال وأهاليهم ليلتقطوا لهم الصور مقابل الحصول على مبلغ يزيد أو ينقص تبعاً للمصور نفسه دون أي قواعد أخرى تذكر، حتى لو كانوا دون أي شهادات أو دورات أو أي خبرات في أغلب الأحيان.

قبل عيد الفطر، أعلن أغلب الفوتوغرافرز على صفحاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي عن حسومات وعروض بمناسبة العيد. يحددون كل يوم من أيام العيد بالساعات أين سيكونون وكيف سيتنقلون خلال اليوم ليلحق بهم الشبان لالتقاط الصور، أما الفوتوغرافرز الأصغر سناً، والذين ليس لديهم متابعون على وسائل التواصل الاجتماعي، فانتشروا بساحات العيد وفي أماكن السهر مثل باب شرقي وباب توما، يسألون القاصي والداني عن رغبته بالتقاط صورة.

موعد مسبق

حاولنا أخذ موعد من أحدهم، فوعدنا في حديقة السبكي بالشعلان، وعندما وصلنا كان الشبان الصغار متجمهرين حوله، وينتظرون دورهم، وأغلبهم التقط نفس الصورة بنفس الوضعية في ذات اللوكويشن. تبين بالحديث مع المصور الصغير بالسن والذي لا يتجاوز الـ19 من عمره، أن والده اشترى له الكاميرا بمناسبة نجاحه في البكالوريا العام الماضي، وبدأ يلتقط الصور لأصدقائه في الحي الذين قالوا له إن صوره رائعة، لينتقل إلى العمل بكاميراته لأنه يحب التصوير ويعرف كيف يعدل الصور على الفوتوشوب، على حد تعبيره.

يتحدث بثقة وقليلاً من الفوقية مع الزبائن، فوقته ضيق ويريد أن ينتقل بعد ساعة إلى حديقة الجاحظ، فهناك من ينتظره باللوكيشن الثاني (بسرعة لو سمحتوا ما معي وقت) هذه الجملة لم تكن تفارقه.

طلب المصور الذي يلقب نفسه بأبو زين فوتوغرافي 15 ألف ليرة على الصورة المعدلة لأننا لم نحجز مسبقاً لنستفيد من تخفيضات العيد حيث التقط غيرنا الصورة بـ12 ألف.

في ساحات العيد، كانت الصور أرخص، فأولئك ليس لديهم أي مواعيد مسبقة، وبدأ سعر الصورة من 7 آلاف ليرة وصولاً إلى 10 آلاف، مع عروض على الصورتين وما فوق.

لا يوجد أي ضامن بإرسال الصور لأصحابها سوى رقم هاتف المصور، أما غير ذلك فليس معروف له عنوان سكن أو استديو أو أي شيء يمكن أن يستدل به عليه، حيث من المفترض أن يرسل هذا المصور الصور للزبائن عبر واتساب.

مجرد هواة

على الجانب الآخر، يسخر بعض المصورين المهنيين وذوو الخبرة الذي يعملون في استديوهات أو بطلبات خارجية من تصرفات هؤلاء، ووصفوهم بأنهم مجرد هواة، وعبارة عن أشخاص يحبون التصوير ويستطيعون التعامل مع الفوتوشوب ولو قليلاً، اشتروا كاميرا مع عدسة خاصة وانطلقوا لالتقاط رزقهم.

وقال بسام (37 عاماً) وهو مصور في استديو بالزاهرة منذ 14 عاما، إن عصر الميديا وانغماس الجيل الجديد بوسائل التواصل الاجتماعي جعلهم يتجهون للصور الديجيتال التي يضعونها على ملفاتهم الشخصية. هذا الجيل لم يعاصر ألبومات الصور المطبوعة، وقد لا تعنيه نهائياً، وكل ما يعنيه أن يكون هاتفه المحمول فيه صور ملتقطة بحرفية أكثر من الهاتف ومعالجة بطريقة ما على برامج التعديل.

الاستديوهات لا تناسب هذا الجيل

وعن سبب عدم توجه الشباب الصغار إلى الاستديوهات التي يمكنها تقديم خدمة التصوير دون طباعة، قال بسام إن أغلب الشباب الصغار في السن يريدون صوراً خارجية، وخروج مصور محترف مع زبون إلى المكان الذي يريده قد يكلفه مئات الآلاف حسب الكاميرا وعدد الصور المطلوبة وزمن التصوير وهذه نسميها جلسات تصوير خاصة، وهذا لا يناسب الجيل الجديد الذي يريد صورة سريعة ورخيصة تناسب قدرته المادية المتواضعة.

وأضاف "أما الاستديو فلا يناسبهم نهائياً، لأن الأعمار الصغيرة تريد صوراً بوضعيات ممنوعة لدينا، كأن يلتقط صورة وهو يدخن السيجارة أو يحتسي مشروباً كحولياً، أو يحمل سكيناً وما إلى ذلك.

يؤكد بسام أن أسعار الصور في الشوارع أرخص من الصور في الاستديوهات التي تبدأ من 25 ألف ليرة وتتدرج حسب نوع الكرت والطباعة والقياسات والإطار والمعالجة من قبل مختص ضمن الاستديو الذي يحوي على معدات احترافية من إضاءة وكروما وستاندات، والذي يتطلب تكاليف مرتفعة للتشغيل لا يتكبدها مصورو الشوارع.

بحسب بسام، أغلب زبائن "المصورين الطيارين" كما سماهم، ليس لديهم خبرة بنوع الكاميرا التي تلتقط بها صورهم، ولا إن كانت فعلاً ملتقطة بطريقة مهنية والمهم الصورة كما يريد فقط، لكن بالنسبة إلينا، التصوير علم وممارسة.

انخفاض الإقبال على استديوهات التصوير

يؤكد بسام أن أغلب زبائنه هم من عمر الـ35 وما فوق أو أهالي يصطحبون أطفالهم دون سن العاشرة لالتقاط صور وطباعتها على الكروت ووضعها في إطارات لتعليقها في المنزل، أو عشاق يريدون طباعة صورهم على كأس أو مخدة.

مصورو استديوهات في دمشق، أكدوا للموقع، أن المصورين في الشوارع ساهموا بانخفاض عدد زبائنهم في الأعياد إلى أكثر من 70%، بعد انخفاض سابقاً لانتشار الهواتف الذكية ذات الكاميرات عالية الدقة، ما يهدد هذه المهنة وفقاً لحديثهم.