icon
التغطية الحية

الشرطة الأميركية تدهم جامعة كولومبيا وتعتقل عشرات المحتجين

2024.05.01 | 11:16 دمشق

24564
دخول الشرطة حرم جامعة كولومبيا من الطابق الثاني باستخدام مركبة مزودة بسلم، 30 أبريل 2024. رويترز
 تلفزيون سوريا - إسطنبول
+A
حجم الخط
-A

دهمت شرطة مدينة نيويورك جامعة كولومبيا في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء لإلقاء القبض على عشرات المتظاهرين المحتجين على الحرب الإسرائيلية على غزة ولتفكيك مخيم احتجاج أقيم منذ نحو أسبوعين.

وبعد وقت قصير من تحرك الشرطة، أصدرت رئيسة الجامعة نعمت مينوش شفيق رسالة طلبت فيها من الشرطة البقاء في الحرم الجامعي حتى 17 مايو أيار على الأقل، أي بعد التخرج بيومين، وذلك "للحفاظ على النظام وضمان عدم إعادة نصب مخيمات" الاحتجاج.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القوات أخلت الحرم الجامعي من المحتجين في غضون ثلاث ساعات وألقت القبض على الـ"عشرات".

الشرطة تقتحم الحرم الجامعي 

وأظهرت لقطات تلفزيونية مباشرة أفراد شرطة يرتدون خوذات وهم يدخلون الحرم الجامعي في منطقة مانهاتن والذي شكل النقطة المحورية لاحتجاجات طلابية امتدت إلى عشرات الجامعات بأنحاء الولايات المتحدة في الأيام القليلة الماضية للتعبير عن الاعتراض على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وبعد ذلك بفترة وجيزة اتجه صف طويل منهم نحو مدخل مبنى هاملتون هول الذي اقتحمه المتظاهرون وسيطروا عليه في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء. ودخل أفراد الشرطة المبنى عبر نافذة في الطابق الثاني مستخدمين سيارة مجهزة بسلم.

وهتف طلاب يقفون خارج القاعة "عار..عار" منددين بتحرك الشرطة.وشوهد أفراد الشرطة وهم يقتادون عشرات المعتقلين إلى حافلة وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم وأضواء سيارات الشرطة تضيء المشهد.

وهتف المتظاهرون خارج المبنى "فلسطين حرة..حرة..حرة". وصاح آخرون "افرجوا عن الطلاب".

وقالت سويدا بولات وهي واحدة من الطلاب الذين شاركوا في المفاوضات ممثلة لتحالف مجموعات من الطلبة نظم الاحتجاجات "ستكون (جامعة) كولومبيا فخورة بهؤلاء الطلاب في غضون خمس سنوات".

وقالت إن الطلاب لا يشكلون خطرا على أحد ودعت الشرطة إلى التراجع بينما صاح أفراد من الشرطة في وجهها هي وآخرين وهم يأمرونهم بالتراجع أو مغادرة الحرم.

مطالب الاحتجاج

قدم المتظاهرون للجامعة ثلاثة مطالب وهي سحب الاستثمارات من شركات تدعم الحكومة الإسرائيلية وزيادة الشفافية في ماليات وتمويل الجامعة والعفو عن طلاب وأعضاء في هيئة التدريس خضعوا لإجراءات تأديبية بسبب الاحتجاجات.

وقالت مينوش شفيق هذا الأسبوع إن جامعة كولومبيا لن تسحب استثماراتها من إسرائيل. لكنها عرضت بدلا من ذلك الاستثمار في الصحة والتعليم في قطاع غزة وزيادة شفافية استثمارات الجامعة المباشرة.

وفي رسالتها التي صدرت أمس الثلاثاء، قالت شفيق إن الطلبة الذين سيطروا على هاميلتون هول خربوا ممتلكات الجامعة وإن إيقاف المشاركين في المخيم الاحتجاجي تم بسبب التعدي على ممتلكات آخرين.

وهدد مسؤولو الجامعة في وقت سابق بفصل الطلاب الذين استولوا على مبنى هاميلتون هول.

وسيطر الطلاب على مبنى هاملتون هول خلال الليل حين حطم المحتجون النوافذ ودخلوا وعلقوا لافتة من الطابق العلوي كُتب عليها "قاعة هند" في إشارة إلى طفلة فلسطينية (ست سنوات) قتلتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.

وشهد المبنى المؤلف من ثمانية طوابق اعتصامات طلابية مختلفة منذ ستينيات القرن الماضي.

في مؤتمر صحفي خلال المساء قبل ساعات من مداهمة الشرطة لجامعة كولومبيا، قال رئيس بلدية نيويورك إريك آدامز ومسؤولو شرطة المدينة إن "مثيري شغب من خارج الجامعة" حرضوا على الاستيلاء على هاميلتون هول مضيفا أنهم معروفون لدى سلطات إنفاذ القانون بإثارة الفوضى.

وقالت الشرطة إنها استندت في استنتاجاتها جزئيا إلى تكتيكات تصعيدية في الاستيلاء على المبنى، بما في ذلك التخريب واستخدام الحواجز لإغلاق المداخل وتدمير الكاميرات الأمنية.

وشكك محمود خليل، أحد زعماء الاحتجاج وهو باحث فلسطيني يدرس في كلية الشؤون الدولية والعامة بالجامعة بتأشيرة طالب، في ما قيل عن قيادة دخلاء السيطرة على المبنى وقال خليل لوكالة رويترز "إنهم طلاب".

وخرجت مظاهرات مناوئة اتهمت المحتجين بـ"إثارة الكراهية ضد اليهود". ويقول الجانب المؤيد للفلسطينيين، ومن بينهم ناشطون يهود يعارضون الإجراءات الإسرائيلية، إنه وصف ظلما بمعادة السامية لانتقاده الحكومة الإسرائيلية والتعبير عن دعمه لحقوق الإنسان.

وأخذت القضية أبعادا سياسية في فترة تسبق الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر تشرين الثاني، حيث اتهم جمهوريون بعض مديري الجامعات بغض الطرف عن خطاب معاد للسامية ومضايقات.

ووصف المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي أمس الثلاثاء احتلال بنايات في الحرم الجامعي بأنه "نهج خاطئ".

وأكد مسؤولو شرطة نيويورك قبل المداهمة للحرم الجامعي مساء أمس الثلاثاء على أن أفراد الشرطة سيحجمون عن الدخول إلا إذا دعاهم القائمون على الجامعة كما فعلوا في 18 أبريل نيسان عندما أزالت الشرطة موقع اعتصام سابق. واعتقلت الشرطة وقتها أكثر من مئة مما أثار انتقادات حادة من كثير من الطلبة والموظفين وأعضاء هيئة التدريس.