icon
التغطية الحية

الشبكة السورية لحقوق الإنسان تتعرض لهجمات إلكترونية

2021.10.07 | 11:46 دمشق

fb-p2.png
+A
حجم الخط
-A

توقف الموقع الإلكتروني للشبكة السورية لحقوق الإنسان عن العمل بسبب هجمات إلكترونية متواصلة منذ ثلاثة أيام.

وقال مدير الشبكة فضل عبد الغني في تغريدة على حسابه في تويتر: "يتعرض موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان لهجمات إلكترونية متواصلة على مدى الأيام الثلاثة الماضية وحتى الآن، لم نشهد لها مثيلاً خلال عشر سنوات، توقف الموقع بسببها عدة مرات، قام مدير الاي تي لدينا بإعادته للعمل، ثم عاد وتوقف قبل بضع ساعات، ولا يزال متوقفاً حتى الآن".

وشدد عبد الغني على أن الشبكة ستبقى "مصدر قلق وتهديد لجميع مرتكبي الانتهاكات في سوريا".

وأضاف: "لقد تعرضنا للتهديد والتخوين من مختلف أطراف النزاع، نعمل في بيئة خطيرة وحساسة جداً، لكننا لم ولن نتوقف، سوف نبقى مصدر قلق وتهديد بكل ما نمتلكه من إمكانيات لجميع مرتكبي الانتهاكات في وطننا الحبيب سوريا".

 

 

ولا تقتصر جهود الشبكة السورية لحقوق الإنسان على رصد وتوثيق الانتهاكات التي ترتكبها جميع الأطراف في سوريا، بل إن بياناتها مصدر رئيسي لجهات دولية مختصة بمراقبة حالة حقوق الإنسان في سوريا، كالمفوضية السامية لحقوق الإنسان (OHCHR)، ولجنة التحقيق الدولية المستقلة (UN-COI)، والآلية الدولية المحايدة والمستقلة (UN-IIIM)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UN-OCHA)، وآلية الرصد والإبلاغ عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في حالات النزاع المسلح بقيادة اليونيسف (UNICEF)، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)، والفريق العامل المعني بالاختفاء القسري التابع للأمم المتحدة (WGEID)، وعدد من المقررين الخواص المعيّنين من قبل مجلس حقوق الإنسان (UNHRC)، ومكتب حقوق الإنسان والديمقراطية في الخارجية الأميركية.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مصدراً أساسياً للإحصائية الصادرة عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الـ 24 من أيلول الفائت عن عدد الأشخاص قتلوا في الحرب التي يشنها نظام الأسد منذ عشر سنوات.

ووثق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في أول تقرير له منذ 2014 مقتل 350 ألفاً و209 أشخاص على الأقل في الحرب التي يشنها نظام الأسد منذ عشر سنوات، مؤكداً أن هذه الحصيلة "أقل من العدد الفعلي".

وقالت الشبكة في بيان: "شاركت الشبكة السورية لحقوق الإنسان جميع بيانات الضحايا التي وثقناها مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان طوال السنوات الماضية، ودعمنا عملها في مسألة تحليل ضحايا النزاع في سوريا؛ نظراً لمكانتها وأهمية دورها في لفت الانتباه الدولي لقضية القتل في سوريا، وبأن شلال الدماء ما زال مستمراً لم يتوقف، والمطالبة بإيقاف عمليات القتل ومحاسبة مرتكبيها، والعمل على إيجاد حلٍّ للنزاع المسلح الذي خلَّف كل هذا الكم الهائل من ضحايا القتل".
وقال مدير الشبكة الأستاذ فضل عبد الغني: "لقد طالبنا مراراً بعودة المفوضية السامية لحقوق الإنسان للاهتمام بتحليل حصيلة ضحايا القتل في سوريا بعد أن توقفت في آب/ 2014، ونرحِّب بشدة بعودتها التي تأخرت سبع سنوات، ونتعهد بدعم هذا الدور والاستمرار في تقديم البيانات، ونأمل أن تتضمن التحليلات القادمة تحديداً للمسؤولية عن مرتكبي جريمة القتل في سوريا، والتي يتحمل النظام السوري وحلفاؤه النسبة العظمى عنها بقرابة 91 % بحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان".

وأخيراً كانت بيانات الشبكة السورية عن الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا مصدراً أساسياً في تقرير الأمين العام لليونيسيف حول الأطفال والنزاع المسلح والذي قال فيه إن سوريا أسوأ ومن أسوأ بلدان العالم في عدة أنماط من الانتهاكات.

وكانت المصدر الأول في كل تقارير الخارجية الأميركية عن حالة حقوق الإنسان في سوريا 2019 للسنة الثامنة على التوالي، منذ بداية الثورة السورية.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان

الشبكة السورية لحقوق الإنسان SNHR، منظمة حقوقية، مستقلة، ترصد وتوثق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وتحشد الطاقات والجهود في إطار الحدِّ منها، والمساهمة في حفظ حقوق الضحايا، وفضح مرتكبي الانتهاكات تمهيداً لمحاسبتهم، وتوعية المجتمع السوري بحقوقه المدنية والسياسية، وتعزيز أوضاع حقوق الإنسان، ودفع عجلة العدالة الانتقالية، ودعم التغيير الديمقراطي، وتحقيق العدالة والسلام في سوريا.

تأسَّست الشبكة السورية لحقوق الإنسان في حزيران 2011، بسبب الازدياد الممنهج في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا؛ بمبادرة من الأستاذ فضل عبد الغني الذي يشغل حالياً منصب المدير التنفيذي.

تعمل الشبكة السورية لحقوق الإنسان على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا بشكل مستمر منذ عام 2011، وأنشأت قواعد بيانات لأرشفة حوادث الانتهاكات وتصنيفها، وتطورها بشكل مستمر، يُراعي مستجدات الأحداث وسياقها في سوريا، وتُسجِّل ضمن قواعد البيانات أكبر قدر من المعلومات عن أنماط متعددة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وفق منهجية عمل طورِّت بما يلائم طبيعة النزاع المسلح غير الدولي في سوريا والمعايير والإعلانات والعهود والمواثيق العالمية لحقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة.

تعكس الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما توثقه ضمن قواعد البيانات عبر المواد التي تصدرها بشكل مستمر، من تقارير حقوقية مواضيعية تتناول بالبحث والإحصاء والتحليل موضوعاً عن نمط أو أكثر من انتهاكات حقوق الإنسان، وأخرى دورية شهرية وسنوية عن حالة حقوق الإنسان في سوريا، كما تصدر عبر موقعها الرسمي رسوماً بيانية وخرائط تفاعلية تتناول إحصائيات معينة، أو تحليلاً لواقع انتهاك أو أكثر من الانتهاكات التي تُمارس على الأرض السورية، إضافة إلى عدد من الأخبار اليومية عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

وتعرضت الشبكة السورية على مدار الأعوام الماضية للهجوم من جميع القوى المسيطرة في سوريا، لما سببته تقاريرها من قلق لهذه الجهات وتعرية لها رغم ادعائها جميعها الدفاع عن حقوق الإنسان السوري.