icon
التغطية الحية

الشبكة السورية: قوة الهجمات الإلكترونية ضدنا أعلى من قدرات النظام ونشك بروسيا

2021.10.07 | 14:24 دمشق

33397533476_c78c9a539c_b.jpg
إسطنبول - خاص
+A
حجم الخط
-A

قال مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني إن كثافة وقوة الهجمات الإلكترونية التي تعرض لها موقع الشبكة على مدار أيام أكبر من قدرات النظام وإيران، ما يرجح أنها هجمات روسية.

وأوضح عبد الغني في حديثه لموقع تلفزيون سوريا أنه من الصعب تحديد موقع الهجمات الإلكترونية التي تعرض لها الموقع الرسمي للشبكة، لكن تمكن المهاجمين من إيقاف الموقع عن العمل لفترة مؤقتة وبالنظر إلى الحماية القصوى التي تم تدعيم الموقع بها، يشير إلى أن الهجمات مصدرها روسيا.

وأشار مدير الشبكة إلى أن موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقدم من شركة مايكروسوفت وهو من أفضل المخدمات عالمياً من ناحية السرعة والأداء والأمان ومزود أيضاً إلى جانب ذلك بجدار حماية الأفضل عالمياً، ورغم ذلك تأثر الموقع بالهجمات الإلكترونية التي استمرت على مدار 3 أيام.

وتسببت الهجمات بتوقف موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان في عدد من الدول وظهور تنبيه بأنه غير آمن في دول أخرى واستمرار عمله في دول لكن بشكل بطيء.

وتمكن القسم التقني في الشبكة السورية من معالجة المشكلات التي طرأت نتيجة هذه الهجمات واستعادة الموقع، وتنظيفه من الفيروس الذي تمت زراعته، حيث عاد الموقع اليوم صباحاً للعمل بشكل كامل، باستثناء بعض المشكلات التي تظهر في البحث على غوغل نتيجة الاشتراك بسيرفرات حماية إضافية، وهو ما تتم معالجته حالياً.

وأكد فضل عبد الغني على أن هذه الهجمات المكثفة والعنيفة ضد الشبكة السورية دليل على مدى الإزعاج والقلق الذي تسببت به للأطراف التي ترتكب انتهاكات بحقوق الإنسان في سوريا، وسبق أن تعرضت الشبكة لهجمات إلكترونية عل مدار السنوات الماضية ضد موقعها ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي هدفها "إسكاتنا وتهديدنا".

ولفت عبد الغني إلى أن الشبكة السورية لا يقتصر عملها على توثيق الجرائم والانتهاكات، وإنما تحدد الجهة المرتكبة وتسميها بالاسم.

وأضاف: سعداء أنهم منزعجون ولأننا تغلبنا على الهجمات بفترة قصيرة واستعاد الموقع عمله بشكل كامل".

 

وصباح اليوم قال مدير الشبكة فضل عبد الغني في تغريدة على حسابه في تويتر: "يتعرض موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان لهجمات إلكترونية متواصلة على مدى الأيام الثلاثة الماضية وحتى الآن، لم نشهد لها مثيلاً خلال عشر سنوات، توقف الموقع بسببها عدة مرات، قام مدير الأي تي لدينا بإعادته للعمل، ثم عاد وتوقف قبل بضع ساعات، ولا يزال متوقفاً حتى الآن".

 

الشبكة السورية لحقوق الإنسان مصدر أساسي في التقارير الدولية

ولا تقتصر جهود الشبكة السورية لحقوق الإنسان على رصد وتوثيق الانتهاكات التي ترتكبها جميع الأطراف في سوريا، بل إن بياناتها مصدر رئيسي لجهات دولية مختصة بمراقبة حالة حقوق الإنسان في سوريا، كالمفوضية السامية لحقوق الإنسان (OHCHR)، ولجنة التحقيق الدولية المستقلة (UN-COI)، والآلية الدولية المحايدة والمستقلة (UN-IIIM)، ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (UN-OCHA)، وآلية الرصد والإبلاغ عن الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال في حالات النزاع المسلح بقيادة اليونيسيف (UNICEF)، ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW)، والفريق العامل المعني بالاختفاء القسري التابع للأمم المتحدة (WGEID)، وعدد من المقررين الخواص المعيّنين من قبل مجلس حقوق الإنسان (UNHRC)، ومكتب حقوق الإنسان والديمقراطية في الخارجية الأميركية.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مصدراً أساسياً للإحصائية الصادرة عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الـ 24 من أيلول الفائت عن عدد الأشخاص الذين قتلوا في الحرب التي يشنها نظام الأسد منذ عشر سنوات.

ووثق مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، في أول تقرير له منذ 2014 مقتل 350 ألفاً و209 أشخاص على الأقل في الحرب التي يشنها نظام الأسد منذ عشر سنوات، مؤكداً أن هذه الحصيلة "أقل من العدد الفعلي".

وقالت الشبكة في بيان: "شاركت الشبكة السورية لحقوق الإنسان جميع بيانات الضحايا التي وثقناها مع المفوضية السامية لحقوق الإنسان طوال السنوات الماضية، ودعمنا عملها في مسألة تحليل ضحايا النزاع في سوريا؛ نظراً لمكانتها وأهمية دورها في لفت الانتباه الدولي لقضية القتل في سوريا، وبأن شلال الدماء ما زال مستمراً لم يتوقف، والمطالبة بإيقاف عمليات القتل ومحاسبة مرتكبيها، والعمل على إيجاد حلٍّ للنزاع المسلح الذي خلَّف كل هذا الكم الهائل من ضحايا القتل".
وقال مدير الشبكة الأستاذ فضل عبد الغني: "لقد طالبنا مراراً بعودة المفوضية السامية لحقوق الإنسان للاهتمام بتحليل حصيلة ضحايا القتل في سوريا بعد أن توقفت في آب/ 2014، ونرحِّب بشدة بعودتها التي تأخرت سبع سنوات، ونتعهد بدعم هذا الدور والاستمرار في تقديم البيانات، ونأمل أن تتضمن التحليلات القادمة تحديداً للمسؤولية عن مرتكبي جريمة القتل في سوريا، والتي يتحمل النظام السوري وحلفاؤه النسبة العظمى عنها بقرابة 91 % بحسب قاعدة بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان".

وأخيراً كانت بيانات الشبكة السورية عن الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا مصدراً أساسياً في تقرير الأمين العام لليونيسيف حول الأطفال والنزاع المسلح والذي قال فيه إن سوريا أسوأ ومن أسوأ بلدان العالم في عدة أنماط من الانتهاكات.

وكانت المصدر الأول في كل تقارير الخارجية الأميركية عن حالة حقوق الإنسان في سوريا 2019 للسنة الثامنة على التوالي، منذ بداية الثورة السورية.

الشبكة السورية لحقوق الإنسان

الشبكة السورية لحقوق الإنسان SNHR، منظمة حقوقية، مستقلة، ترصد وتوثق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وتحشد الطاقات والجهود في إطار الحدِّ منها، والمساهمة في حفظ حقوق الضحايا، وفضح مرتكبي الانتهاكات تمهيداً لمحاسبتهم، وتوعية المجتمع السوري بحقوقه المدنية والسياسية، وتعزيز أوضاع حقوق الإنسان، ودفع عجلة العدالة الانتقالية، ودعم التغيير الديمقراطي، وتحقيق العدالة والسلام في سوريا.

تأسَّست الشبكة السورية لحقوق الإنسان في حزيران 2011، بسبب الازدياد الممنهج في انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا؛ بمبادرة من الأستاذ فضل عبد الغني الذي يشغل حالياً منصب المدير التنفيذي.

تعمل الشبكة السورية لحقوق الإنسان على رصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا بشكل مستمر منذ عام 2011، وأنشأت قواعد بيانات لأرشفة حوادث الانتهاكات وتصنيفها، وتطورها بشكل مستمر، يُراعي مستجدات الأحداث وسياقها في سوريا، وتُسجِّل ضمن قواعد البيانات أكبر قدر من المعلومات عن أنماط متعددة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وفق منهجية عمل طورِّت بما يلائم طبيعة النزاع المسلح غير الدولي في سوريا والمعايير والإعلانات والعهود والمواثيق العالمية لحقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة.

تعكس الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما توثقه ضمن قواعد البيانات عبر المواد التي تصدرها بشكل مستمر، من تقارير حقوقية موضوعية تتناول بالبحث والإحصاء والتحليل موضوعاً عن نمط أو أكثر من انتهاكات حقوق الإنسان، وأخرى دورية شهرية وسنوية عن حالة حقوق الإنسان في سوريا، كما تصدر عبر موقعها الرسمي رسوماً بيانية وخرائط تفاعلية تتناول إحصائيات معينة، أو تحليلاً لواقع انتهاك أو أكثر من الانتهاكات التي تُمارس على الأرض السورية، إضافة إلى عدد من الأخبار اليومية عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

وتعرضت الشبكة السورية على مدار الأعوام الماضية للهجوم من جميع القوى المسيطرة في سوريا، لما سببته تقاريرها من قلق لهذه الجهات وتعرية لها رغم ادعائها جميعها الدفاع عن حقوق الإنسان السوري.