البث المباشر
احتفل عشرات آلاف السوريين الكرد، يوم الخميس، في مناطق متفرقة بريف الحسكة بعيد نوروز والذي يصادف 21 آذار من كل عام.
وعيد نوروز بالنسبة للشعب الكردي هو يوم "الحرية والخلاص" من الاستبداد والظلم وولادة حياة جديدة مع بداية قدوم الربيع، ويعتبره الكرد يوم التشبث بالأرض وإثبات هويتهم القومية وثقافتهم.
وقالت سلافا يونس لموقع تلفزيون سوريا إن "نوروز هذا العام حل ضمن شهر رمضان لذلك خرج الناس إلى الطبيعة للاحتفال في ساعات الظهيرة وعادوا قبل موعد الإفطار إلى منازلهم".
وترى يونس إن "الإحتفال بنوروز له طابع قومي وسياسي بالنسبة للشعب الكردي لذلك لا يمكن بأي شكل من الأشكال تأجيل نوروز فهو يوم نأكد فيه على خصوصيتنا القومية وحقوقنا ومطالبنا السياسية".
وباركت يونس عيد نوروز على كافة أطياف الشعب السوري وأكدت بأن نوروز هو عيد "لكل من يؤمن بالحرية والتخلص من الاستبداد والأنظمة الغاصبة".
وشهدت المنطقة منخفضا جويا أثر هذا العام على احتفالات عيد نوروز حيث لم يتمكن سكان عين العرب (كوباني) من الخروج للطبيعة للاحتفال بسبب الأمطار الغزيرة.
"النظام حاول قمع هويتنا"
من جانبه قال هفال موسى، وهو عضو في فرقة فلكلورية كردية بمدينة الحسكة، لموقع تلفزيون سوريا إن "نظام الأسد كان يسعى دائما إلى منع الكرد من الاحتفال بعيد نوروز والتضييق على المحتفلين وترهيبهم".
ويستذكر موسى حوادث اعتقال طالته والعديد من رفاقه من جراء تقديمهم لحلقات رقص وغناء في فرق فلكلورية تنشط بشكل أساسي في احتفالات نوروز".
وحجزت قوات النظام مراراً أجهزة الموسيقى وأدوات وخشب منصات المسرح بهدف منع الفرق والأحزاب الكردية من تقديم العروض والاحتفال بعيد نوروز في ريف الحسكة.
واتهم موسى النظام باستغلال احتفالات الكرد ما قبل الثورة السورية لخلق الفتنة بين مكونات الشعب السوري في الحسكة من خلال زج أشخاص من عناصره في الأحياء والقرى العربية ودفعهم إلى رمي الحجارة ومهاجمة سياراة الأكراد العائدين من احتفالات نوروز بهدف خلق فتنة بين المكونات.
ويرى موسى أن المشاركة الواسعة لبقية المكونات في احتفالات نوروز تؤكد على وحدة الشعب السوري وفشل مخططات النظام في خلق التفرقة بين الشعب الواحد.
طقوس نوروز
وفي الليلة التي تسبق عيد نوروز يشعل الكرد النار في المدن ووسط الطبيعة وفوق الجبال ويعقدون الدبكات حولها، وهو طقس قديم مرتبط بأسطورة لدى الكرد بطلها "كاوا الحداد" الذي أشعل النار فوق جبل مرتفع ليعلن لأبناء شعبه تمكنه من القضاء على الحاكم الظالم "ضحاك (أزديهاك)" وبداية يوم جديد بعد الخلاص من الظلم والطغيان.
وفي ساعات الصباح الباكر يوم 21 آذار يتوجه الكرد وبعض من مختلف أطياف الشعب السوري إلى الطبيعة للاحتفال بعيد نوروز.
وتتنوع طقوس الاحتفال بعيد نوروز بين عقد حلقات الرقص الفلكلورية والغناء وتقديم مسرحيات تلامس مواضيع اجتماعية وسياسية مرتبطة بالمجتمع المحلي وتقام حفلات الشواء والطبخ في أحضان الطبيعة.
