icon
التغطية الحية

السكك.. معبر الميليشيات الإيرانية إلى سوريا تحت المجهر الأميركي

2021.02.27 | 04:14 دمشق

photo_2021-02-26_09-13-31.jpg
إسطنبول - عبدالله الموسى
+A
حجم الخط
-A

تكشف الغارات الإسرائيلية والأميركية على مواقع الميليشيات الإيرانية أن كل شاردة وواردة من العراق إلى سوريا مراقبة ومتابعة، وأن التساهل الأميركي مع النفوذ الإيراني في سوريا ما زال مضبوطاً بخطوط واضحة، وتوضحها أكثر قواعد الاشتباك الجديدة، غارة بغارة.

استهدفت الغارات الأميركية فجر اليوم الجمعة الأمتار الأولى من الأراضي السورية في معبر الميليشيات العسكري الواقع جنوبي معبر البوكمال الرسمي الحدودي بين سوريا والعراق شرقي دير الزور، وهو ما يعرف بمعبر السكك نسبة لحي السكك القريب في مدينة القائم العراقية أو معبر الهري نسبة للمنطقة الواقع فيها المعبر أو معبر حسين العلي نسبة إلى أحد سكان منطقة الهري الذي سيطرت الميليشيات العراقية والإيرانية على منزله وحولته إلى مقر عسكري.

 

مع لوغو .jpg

 

المعبر شريان عسكري واقتصادي للميليشيات الإيرانية، فمنه تدخل وتخرج البضائع المهربة والأسلحة والعناصر المصابون من الميليشيات والتعزيزات وتبديلات النوبات للكتائب والسرايا، ويشرف عليه كتائب حزب الله العراقي لكونها المسيطرة على الجانب العراقي من المعبر في القائم، وله نقاط حراسة في محيطه ومقارّ لإدارة شؤونه.

ولا يشابه المعبر أمثاله في سوريا، فهو لا يعدو كونه فتحة في الساتر العراقي الممتد على الحدود السورية العراقية في منطقة قريبة من قرية الباغوز ومدينة البوكمال وقاعدة الإمام علي.

 

photo_2021-02-26_09-13-31.jpg

 

بعيداً عن التسميات التي يختلف الصحفيون السوريون أو أبناء المنطقة على تسميتها، هنالك ما يتفق عليه هؤلاء بأنه ما من شحنة تهدد المصالح والأمن الأميركي والإسرائيلي إلا وتبعها هجمات صاروخية أخرجت التراب من تحت مخازن السلاح المحصنة، ودمرت أهدافها بدقة وبدون تصريح رسمي.

ففي الـ 13 من الشهر الفائت، مشّطت الطائرات الإسرائيلية بـ 30 غارة، كافة مستودعات ومقار ميليشيات الحرس الثوري الإيراني الكبيرة على طول نهر الفرات، من معبر السكك وحتى مستودعات عياش، لتكون إحدى كبرى الهجمات الشاملة للإسرائيليين ضد ميليشيات إيران في سوريا. وفي اليوم التالي حصل موقع تلفزيون سوريا على معلومات حصرية من مصادر أمنية عراقية بأن سبب الهجوم العنيف وغير المسبوق هو شحنة سلاح مجهولة النوعية (في الغالب صواريخ) محملة في 4 شاحنات، دخلت الأراضي السورية قبل الغارات بأيام قليلة قادمة من مشروع الفوسفات الذي يبعد قرابة 20 كيلومترا جنوب شرقي بلدة (حصيبة) العراقية.

واللافت أن المعلومات الأولية بوصول هذه الصواريخ أو هذه الشحنة، وصلت للقوات الأميركية والتي بدورها أطلقت طيرانها الاستطلاعي لمسح المنطقة بالكامل بعد أن فشلت فرق الاستخبارات الميدانية في تتبع مسار الشحنة.  فكانت المعلومات من أميركا والصواريخ من إسرائيل.

وكذلك الأمر بشأن ما حصل فجر اليوم، فقد أكدت مصادر خاصة لموقع تلفزيون سوريا أن الغارات استهدفت كرافانات ومباني في المعبر دون أن تمتد إلى مناطق أعمق في الداخل السوري، لكن الهدف الرئيسي كان شاحنات دخلت لتوها إلى سوريا، دون إمكانية التأكد القطعي من محتواها، إلا أن المصادر رجّحت أنها محملة بالصواريخ.

الصواريخ التي دُمرت في المرتين هذا العام، ازداد تصديرها من العراق إلى سوريا سراً منذ نهاية العام 2019، وتحديداً مع اندلاع الخلاف بين إدارة ترامب وطهران حول مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، والدعم الكبير الذي قدمه ترامب لإسرائيل. فالحرس الثوري الإيراني يحضّر لمواجهة أعنف مع الولايات المتحدة، أعنف من الغارات المحدودة بصواريخ الكاتيوشا على القواعد الأميركية ويعلم جيداً أنه غير محمي في سوريا، فلذلك يمكن اعتبارها سلاح ردع أكثر من كونه سلاح هجوم.

تفادت الولايات المتحدة أن ترد على الهجمات في العراق، إما منعاً لتصعيد لا تريده حالياً أو لعدم وضع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في موضع سياسي حرج داخلياً، وبالتالي تؤكد واشنطن على أن قواعد الاشتباك القديمة وخاصة منذ مقتل قاسم سليماني، ما زالت حاضرة وتتوسع وتتغير، لكن الثابت أن معبر السكك تحت المجهر في كل دقيقة.